السوق النفطية تكافح للتغلب على أصعب الأزمات في تاريخها

الإغلاقات تثير مخاوف الطلب

متابعة ــ الصباح الجديد     

تراجعت أسعار النفط بأكثر من 4 في المئة، امس الاثنين، إلى أدنى مستوياتها، منذ مايو، وسط مخاوف من أن تؤدي سلسلة من الإغلاق بسبب فيروس كورونا في جميع أنحاء أوروبا إلى إضعاف الطلب على الوقود، في حين يستعد المتداولون للاضطرابات في الطلب خلال أسبوع الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وبلغ سعر خام برنت 36.32 دولارًا للبرميل، بانخفاض 1.62 دولار، أو 4.3 في المئة، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط 1.62 دولار، أو 4.5 في المئة إلى 34.17 دولارًا للبرميل.

وسجل خام برنت في وقت سابق أدنى مستوى له عند 35.74 دولارًا للبرميل بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى 33.64 دولارًا للبرميل.

وتوقع مختصون ومحللون نفطيون استمرار الضغوط السعرية في السوق بسبب التنامي السريع في إصابات كورونا في مختلف دول العالم .

وأوضح لـ”الاقتصادية”، المختصون أن السوق النفطية تكافح للتغلب على أصعب الأزمات في تاريخها، لافتين إلى أن أسعار النفط سجلت بالفعل أدنى مستوى لها في خمسة أشهر مع ارتفاع حالات الإصابة بالوباء، مشيرين إلى أن الطلب العالمي على النفط الخام صار في مأزق واسع ويعاني مخاوف واسعة من تكرار سيناريو نيسان (أبريل) الأسود الماضي، خاصة بعدما تم فرض عمليات إغلاق جديدة في أوروبا، مشيرين إلى أن “أوبك +” تواجه أعباء جديدة وهي على أعتاب اجتماع وزاري موسع ومفصلي نهاية الشهر الجاري لبحث مدى إمكانية الحفاظ على مستويات كبيرة من خفض الإنتاج في عام 2021.

وأوضح المختصون أن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذا الأسبوع سيكون لها انعكاسات واسعة على استقرار السوق النفطية، لافتين إلى أن أنصار حماية البيئة يراهنون على المرشح جو بايدن حيث تحث المجموعات البيئية حملة بايدن على استخدام الحوافز المالية لمعالجة تغير المناخ، متوقعين أن تجتذب الطاقة الخضراء 11 تريليون دولار من الاستثمارات بحلول عام 2050.

وتوقع المختصون أن تؤدي تداعيات الجائحة إلى تجفيف الاستثمار في الطاقة، حيث من المرجح أن ينخفض الاستثمار انخفاضات هائلة تصل إلى 35 في المائة، هذا العام – وذلك وفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية – وهو عبارة عن خفض في الإنفاق على مشاريع النفط والغاز.

وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش أي” الدولية للطاقة، إن أجواء الأسواق العالمية قاتمة في ظل الإصابات المتزايدة بالوباء واتساع رقعة الإغلاق العام، مشيرا إلى أسعار النفط الخام سجلت ثاني خسارة شهرية على التوالي، كما انخفضت أسعار النفط هذا الأسبوع بعد أن أمضت عدة شهور معلقة في نطاق ضيق حول 40 دولارا للبرميل.

وذكر أن التوقعات جاءت أغلبها سلبية للشهرين المتبقيين من العام الجاري، إضافة إلى تنامي الشكوك المحيطة بآفاق الاقتصاد العالمي في العام المقبل، موضحا أن عمليات الإغلاق المتجددة في أوروبا وبخاصة في فرنسا وألمانيا ، وهما أكبر الاقتصادات الأوروبية ، ألحقت ضررا واسعا بالطلب العالمي على النفط الخام وفي الأسواق المالية خاصة مع بقاء عدد حالات الإصابة بالوباء في الولايات المتحدة عند مستويات قياسية في الارتفاع.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة