التصعيد في ملف الاحداث بين اقليم كردستان والسلطة الاتحادية في بغداد تغذيه منابر اعلامية تقف وراءها قوى سياسية داخلية واقليمية وخلافاً لما هو معهود بالسياسي المثقف وضرورة احاطته بكل تفاصيل هذا الملف ورؤيته التي لابد ان ترى هذه المشكلة من جميع الجوانب ينبري سياسيون عراقيون يمثلون السلطة التشريعية والتنفيذية على ركوب موجة التصعيد والادعاء بالتمسك بالثوابت الوطنية ويطلقون تصريحات نارية ويطالبون رئيس الوزراء والقادة العسكريين بتنفيذ مايرونه هم مناسبا وبما يشبع نزواتهم وتطلعاتهم لكسب التأييد من جمهورهم العام من دون ان يلتمسوا لطريق الحكمة سبيلا ومن دون ان ينصتوا لصوت العقل وتعج مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام ببعض تصريحات مثل هؤلاء وينساق من ورائها مؤيدون واتباع ..تحركهم الاهواء والرغبة بالظهور مهما كانت الاقوال ومهما كانت الافعال ومن الغريب ان بعض الفضائيات العراقية والعربية تمهد لهؤلاء وتحقق رغباتهم وتزيد من غضبهم وسخطهم على موقف الحكومة العراقية وقد نسي الكثير منهم ان مسؤولية اتخاذ المواقف في مثل هذه الملفات والقضايا تقع على عاتق الحكومة العراقية ممثلة برئيس الوزراء حيدر العبادي بوصفه اعلى سلطة تنفيذية تنطق باسم السيادة العراقية وللاسف يحاول قادة عسكريون او مسؤولون في فصائل الحشد الشعبي التعبير عن مواقفهم الشخصية تجاه الاحداث ويدعون بانها تمثل موقف القيادة العامة للقوات المسلحة وفي الوقت الذي ينبغي فيه فرز الميدان العسكري عن الميدان السياسي في مثل هذه الملفات وفي مثل هذه الاحداث عمدت بعض التصريحات لفرقاء سياسيين عراقيين من الجانبين العربي والكردي على خلط الاوراق ومحاولة استعجال الحرب باي ثمن وتفسير تحركات الجيش العراقي واعادة انتشاره في المناطق التي احتلتها داعش في شمال وشرق الموصل او في محيط محافظة كركوك على انها اقتحامات عسكرية تستهدف قوات البيشمركة او اعلان حرب على اقليم كردستان برغم التأكيدات المستمرة لرئيس الوزراء حيدر العبادي بعدم وجود اي توجه او نية لمثل هذا العمل مع ضرورة ادراك السلطات في اقليم كردستان اصرار الحكومة العراقية على بسط سيادة الدولة العراقية على كل المناطق العراقية التي احتلتها داعش بعد احتلال الموصل وتكريت وديالي والانبار وقد اظهرت هذه الازمة مدى تعطش الحاقدين على العراق وشعبه لسفك الدماء واشغال العراقيين بحرب جديدة تستهدف الامن والاستقرارالذي سعى اليه العراقيون بكل جهد وعمدوه بدمائهم في سبيل تحرير اراضيهم من عصابات ارهاب داعش ومن وقف وراءها ولاتختلف المواقف المشينة لهؤلاء الحاقدين عن اهداف عصابات الارهاب ورغبتها في تدمير العراق.
د.علي شمخي
صوت العقل !
التعليقات مغلقة