الحسد طاقة يمكن تشتيتها بالإيمان

احلام يوسف
ما بين العلم والدين يبقى الحسد متأرجحا ما بين ايمان البعض ونكران البعض الاخر.
الحسد يعرف بانه شعور بتمني زوال قوة، أو إنجاز، أو ميزة لشخص آخر، والحصول عليها، او ثروة.
يبقى الحسد عامل خوف بالنسبة للكثير منا، وهناك نساء يلبسن اولادهن بعد ولادتهم بأيام ملابس رثة، بحجة انها تخاف عليه من الحسد، وهناك من أقدم على تسمية أبنائه بأسماء غريبة وبالحجة نفسها، “الخوف من الحسد”، لكن ما هي العوامل التي نعزوها الى الايمان من عدمه بتلك الحالة.
البعض يذهب الى ان الحسد من المتوارثات الدينية، اذ هناك حديث للنبي محمد “ص” يقول فيه “لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا” فهل هذا يعني ان الايمان بالحسد محصور بين الفئات المتدينة؟
الحسد علميا موجود، لكن بتسمية أخرى، هذا ما ذكرته نهار طه الباحثة بعلم النفس التي اضافت قائلة: الحسد، رد فعل نحو حالة ما، تتسبب بانفعال داخلي يمكن ان ينطق به اللسان سواء كان سلبا ام إيجابا، كأن نقول ما اجمله، ما اغناه، ما اصحّه، وقد نكتمه بداخلنا خاصة، اذا ما كنا نعلم ان صاحب الحالة يؤمن كثيرا بالحسد ويخاف منه.
وتابعت: العلم يقول ان هناك طاقة حول كل انسان، الطاقة يمكن ان تكون قوية، او ضعيفة، وكل حالة لها أسباب وعوامل، منها الايمان بالله وقدره، والايمان بالحسد، والايمان بالقوة او الضعف ..الى آخره، هناك أناس طاقتهم قوية فعند انفعالهم بسبب حالة معينة يمكن ان يؤثروا على المقابل، ويتسببوا بأذيته بغض النظر عن حجم الأذى، وهنا يقول لقد حسدني فلان، لذلك نجد ان هناك أناسا لم يمروا بحالة “الحسد” تلك مع انهم يملكون ميزات كبيرة وعديدة، في حين نجد غيرهم لو اشترى دجاجة من السوق تحدث مشكلة، وقد لا يتسنى له اكلها، لان أمثال الحالة الاخيرة طاقتهم ضعيفة جدا، اذ يتصورون ان كل من حولهم يحسدونهم على اتفه الأمور التي يمكن ان يحصلوا عليها، وكلنا نعلم ان العقل الباطن يمكن ان يتسبب بموت الشخص ان وضع بحساباته انه سيموت فكيف بالحالات الاخف وطأة.
اذن فقد اجتمع الدين والعلم على ان الحسد بعيدا عن التسمية العلمية له موجود، لكن الأهم ان سبل التخلص من تبعاته بمتناول أيدينا وعقولنا، فهناك عوامل كما ذكرت طه تعزز من قوة الطاقة التي تحيط بنا واولها الايمان بأن الله هو الفعال لما يريد دون سواه، والايمان بقوتنا نحن، يساعدان على التخلص من الخوف الذي يؤدي بنا الى مشكلات نفسية ومادية كثيرة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة