قدّم خلاله الاتحاد خارطة طريق لبناء الحكومة المقبلة
السليمانية ـ عباس كاريزي:
استهل الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني بمحافظة السليمانية حواراته مع الأطراف السياسية لتشكيل حكومة الإقليم المقبلة، بزيارة المكتب السياسي للاتحاد الوطني وحركة التغيير بمحافظة السليمانية.
وقال المتحدث باسم الحزب الديمقراطي محمود محمد في مؤتمر صحفي عقده مع المتحدث باسم الاتحاد الوطني سعدي بيرة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني خلال زيارة قام بها الى السليمانية امس السبت، ان حزبه يسعى لاعتماد رؤى وتصورات مشتركة مع الاحزاب السياسية حول كيفية تشكيل الحكومة المقبلة بما يتيح تحقيق الاستقرار السياسي للاعوام الاربعة المقبلة بما يضمن الامن والاستقرار وتوفير فرص العمل والاستقرار الاقتصادي والسياسي في الاقليم.
واشار محمد الى ان الحزب الديمقراطي تبادل الاراء مع الاتحاد الوطني وكانت الاراء ايجابية متوقعا، ان يتوصل الطرفان خلال الاجتماع المقبل الى اتفاق حول مشاركة في الحكومة المقبلة، مشيراً الى ان الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي شريكان اساسيان في حكومات الاقليم السابقة وينبغي ان يستمران في تمتين شراكتهما تلبية لطموحات المواطنين.
واوضح محمد ، «انه من الطبيعي ان تكون هناك منافسة بين جميع الاحزاب في الاقليم، الا انه علينا التفريق بين المعارضة والمنافسة السياسية وان على الاحزاب التي ستشارك في حكومة الاقليم ان تحتفط بحقها في ان تتنافس على تقديم الافضل للمواطنين الى جانب كونها داعمة لبرنامج وسياسات الحكومة وليس العكس.
بدره قال المتحدث باسم الاتحاد الوطني سعدي احمد بيرة ان الاجتماع ناقش الية تشكيل الحكومة على اساس الاستفادة من الاخطاء الماضية وتوفير افضل الخدمات للمواطنين.
واكد بيرة، ان الاتحاد ليس لديه فيتو او خطوط حمر على اي حزب او جهة سياسية ترغب بالمشاركة في الحكومة المقبلة، وهو يحترم الاطراف التي فضلت الركون الى خانة المعارضة، على ان تساند البرنامج الذي ستتبناه الحكومة المقبلة ولا تناصبها العداء.
وتابع «ان بناء حكومة الاقليم المقبلة سيكون على اساس البرنامج الذي ينبغي ان يكون شاملاَ ويعتمد بالتوافق بين الاطراف التي ستشارك في الحكومة، واردف «ان المواطنين صوتوا للاستقرار والخدمات وتوفير فرص العمل وانهم يفضلون الاتفاق على برنامج موحد على ان تتقاسم الاحزاب الفائزة المناصب وتغفل برامجها وشعاراتها الانتخابية.
يشار إلى أن وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي زار حركة التغيير ايضا في السليمانية، غاب عنه قيادات الدرجة الاولى، وتألف الوفد من أعضاء المكتب السياسي آزاد برواري ومحمود محمد وجعفر إيمنكي، ورئيس كتلة الحزب الديمقراطي في برلمان كردستان هيمن هورامي وأوميد صباح مستشار رئيس الحزب مسعود بارزاني.
وأعلن عضو الوفد التفاوضي للحزب الديمقراطي الكردستاني، هيمن هورامي، أن هدف زيارة وفد حزبه إلى السليمانية هو التفاوض بشأن مرحلة ما بعد الانتخابات والية تشكيل الحكومة الجديدة في إقليم كردستان.
وأشار هورامي إلى أنهم يتوقعون محادثات بناءة مع الجانبين من أجل تشكيل حكومة قوية قادرة على الإصلاح.
وكان الاتحاد الوطني الكردستاني قد اتخذ قرار المشاركة في الحكومة الجديدة، وطالب بمنصبي رئيس البرلمان ونائب رئيس مجلس الوزراء، بينما اعلنت حركة التغيير عن رغبتها في المشاركة بحكومة الاقليم، الا انها تركت اتخاذ القرار النهائي لاجتماع المجلس الوطني للحركة.
وتوقعت مصادر مطلعة في تصريحات للصباح الجديد، ان يحتدم الصراع بين حركة التغيير والاتحاد الوطني على منصب نائب رئيس حكومة الاقليم، الذي يطالب به الاتحاد وسمى رئيس كتلته قباد طالباني لتولي المنصب، بينما اشترطت حركة التغيير حصولها على هذا المنصب للمشاركة في حكومة الاقليم، فيما يرغب الحزب الديمقراطي، باشراك الطرفين في الحكومة، لأن غياب الاتحاد الوطني عن الحكومة الجديدة سيخلق مشكلات لها، كما أن عدم مشاركة حركة التغيير سيعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل أربع سنوات.
وفي السياق ذاته قال عضو المجلس القيادي في الاتحاد الوطني فريد أسسرد، لموقع روداو، بأن حزبه وضع خارطة طريق للتفاوض مع الأطراف السياسية حول تشكيل حكومة إلاقليم الجديدة، موضحاً أن المفاوضات غير الرسمية قد بدأت بالفعل لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد.
يذكر أن الحزب الديمقراطي الكردستاني، حصل في انتخابات برلمان كردستان التي جرت في 30 من أيلول المنصرم على 45 مقعداً، بينما تمكن الاتحاد الوطني من ازاحة حركة التغيير وحصل على المرتبة الثانية ب 21 مقعدا تلته حركة التغيير ب 12 مقعدا، ثم حراك الجيل الجديد الذي اعلن رفضه المشاركة في حكومة الاقليم وبقائه في خانة المعارضة ب 8 مقاعد.
وتابعت المصادر ان وفد الحزب الديمقراطي متدنى المستوى وليس لديه القدرة على اتخاذ اي قرار او التعليق على مطالب الاتحاد وحركة التغيير خلال اجتماعاته بمحافظة السليمانية.
وان وفد الاتحاد الوطني الذي غاب عنه قيادات الدرجة الاولى، تألف من قادر حمه جان عضو الهيئة العاملة بالمكتب السياسي وسعدي بيرة وشورش اسماعيل عضوا المكتب السياس وعدنان مينا ولاهور شيخ جنكي القياديان في الحزب.
وتابعت المصادر، ان الاتحاد طالب رسميا بمنصب رئيس البرلمان ونائب رئيس حكومة الاقليم و(4- 5) وزارات بينها وزارة سيادية، مضيفا ان الاتحاد الوطني عينه على منصب وزير الداخلية في الحكومة المقبلة.
وقالت ان الحزب الديمقراطي ليس لديه مانع من منح الاتحاد اربع وزارات في الحكومة المقبلة بضمنها وزارة المالية او البيشمركة، الا انه غير مستعد للتنازل عن وزارتي الثروات الطبيعية والداخلية التي يفضل الاحتفاظ بها لنفسه في الحكومة المقبلة.