فتيات البارالمبية يحملن هموم الإعاقة ويحصدن أوسمة وبطولات

شهد: سلاحي قديم وميداني صعب الوصول اليه

بغداد ـ وداد إبراهيم:

حين دب اليأس الى نفسها بعد اصابتها بمرض جعلها تفقد القدرة على المشي وتكون غريمه الكرسي وهي في مرحلة الإعدادية، نصحها بعض الأصدقاء بالدخول الى عالم الرياضة فقررت الدخول الى مجال المبارزة للترفيه عن نفسها، الا انها وجدت ان هذا العالم الجميل يجبرها على ان تتواصل مع التدريب وتحضر في مواعيدها، فكان حولها لاعبات من محافظة ديالى وبابل وكركوك وصلاح الدين، ما دفعها لتدخل المنافسة امامهن وتمثل فريق بغداد.
لاعبة وحكم في البارالمبية
انها لاعبة منتخب المبارزة في لجنة البارالمبية (رياضة المعاقين) سلمى حسين الجميلي التي حدثتنا قائلة: حين عرفت اني مصابة بأكياس على النخاع الشوكي ما اقعدني عن المشي وصرت حبيسة الكرسي قررت ان اجعل من الرياضة فسحة للترفيه وقتل الوقت، الا ان رياضة المبارزة كانت الطريق الى الامل، ودخول المنافسة مع لاعبات من المحافظات، ما جعلني ادخل في تمارين مكثفة مع المدرب فاخر الجمالي (الله يرحمه)، وبذلت جهود كبيرة في التمرين لأتمكن من المنافسة فحصلت على المركز الأول في البطولات المحلية وهذا ما عزز الثقة في نفسي للتواصل بالتدريبات مع المدربين (فالح حسن وجمال حسن)، فأصبحت بطلة العراق بسلاح سيف المبارزة للفئة (بي) ومثلت نادي (وسام المجد) وحصلت على الميداليات الذهبية وبذلت جهود كبيرة للوصول الى مشاركات خارجية لكن لم يحالفني الحظ في ذلك.
وتابعت: نجاحي وحصولي على الاوسمة اهلني لأكون حكم محلي للمبارزة في سلاح السيف والشيش وسلاح السيف العربي. وحالياً محرر اخبار في اعلام اللجنة البارالمبية منذ 2012.
المبارزة لها عشاقها ولكنها بلا دعم
واكملت: لا يوجد أي دور لاي منظمة إنسانية او رياضية ولم نحصل على أي رعاية من أي جهة، وانما نعمل ونتدرب بجهودنا الخاصة وبجهود الأندية الرياضية، ولم يخصص لنا أي راتب من وزارة الشباب علما ان هذه الرياضة لها عشاقها ومحبيها من البنات والشباب لأنها تعتمد التركيز والقوة والسرعة، والعراق فيه الكثير من المواهب، لكن بدون رعاية بدون اهتمام، ومع هذا ادعو من لديهم الموهبة في أي رياضة ان ينتسب الى أحد الأندية لان فيها مدربين لهم الخبرة والكفاءة.
سلاحي قديم وميداني صعب الوصول اليه
لاعبة المنتخب الوطني (رماية مسدس) في لجنة البارالمبية (شهد اكرم) قالت: انا اعشق الرياضة منذ طفولتي على الرغم من اني ولدت وانا اعاني من الإعاقة، لذا كان مشواري صعب وطويل وبتشجيع من الاهل حتى دخلت رياضة المبارزة، لكني وجدتها رياضة عنيفة تحتاج الى قوة وجهد كبيرين، فدخلت الى قسم رياضة الرمي بالمسدس وهي رياضة هادئة ومريحة لان الهدف امامي ما يجعل فيها المتعة بالإضافة الى التركيز، الا انها تحتاج الى تجهيز والى ميدان للتدريب علما اني اتدرب في ملعب الشعب وفي قاعة في الطابق الأعلى، وهذا غير ممكن لان رياضة الرماية تحتاج الى ميدان ارضي واسع، وهناك الكثير من المشاركات في هذه الرياضة من ذو الإعاقة يشاركون في التدريبات يتكبدون مصاعب النقل من المحافظات الى بغداد ومع كل هذا فاننا نفتقر الى الدعم والى التجهيز لأننا نتدرب بأسلحة قديمة ونشتري الكراسي الخاصة برياضة الرمي من حسابنا الخاص ومع هذا أشارك بالمسابقات خارج العراق من اجل ان ارفع اسم العراق عاليا. وحصلت على المركز الرابع عالميا في بطولة (العين الإماراتية كأس العالم عام 2016).
اما عن مشكلاتها مع الدراسة فقالت : حين تقدمت للدراسة في الجامعة كنت اطلب من عمادة الكلية جعل القسم او الصف في الطابق الأرضي لأتواصل في الدراسة الا ان الكليات كانت ترفض ذلك، وهذا هو السبب في ان الكثير من ذو الإعاقة يتوقفون عن اكمال دراستهم، حتى قدمت على كلية الآداب قسم الفلسفة فوجدت الكلية الوحيدة التي وافقت على ان يكون القسم في الطابق الأرضي وحققت النجاح في الجامعة وتواصلت مع الرياضة وأصبحت الان ناشطة مدنية وعضوة تجمع المعوقين في العراق لأنقل معاناة ذو الإعاقة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة