مواد سامة في أغلفة الوجبات السريعة

متابعة الصباح الجديد :

قد يتساءل الكثيرون عن مدى خطورة انتقال الكورونا من خلال أغلفة الطعام والوجبات السريعة. وربما الخوف يكمن في غير مكانه خاصة وان الخطر الذي تشكله الأكياس وأغلفة الطعام لا يتمثل بكوفيد 19 بل بالمواد الكيميائية السامة الكامنة في تركيبات تلك الأغلفة.

اذ يقول تقرير جديد صادر عن جماعات مدافعة عن البيئة، وهي Toxic-Free Future و Mind The Store : يجب القلق من المواد الكيميائية السامة الموجودة في أغلفة الوجبات السريعة أو علب الألياف المليئة بالسلطة أو الخضار.

وصدر التقرير، وهو بعنوان: التعبئة في التلوث: هل سلاسل الغذاء تستعمل مادة PFAS الكيميائية عند التعبئة والتغليف؟.

يقول الدكتور ليوناردو تراساندي، رئيس قسم طب الأطفال في جامعة نيويورك، والذي لم يشارك في الدراسة: أن تكون صديقة للبيئة لا يعني أنها صحية لجسم الإنسان، إنهما أمران مختلفان . ولكن، لا تحتوي جميع الأغلفة، التي تم اختبارها، على هذه المواد الكيميائية الخطرة. ويبقى السؤال، ما هو الـ PFAS ؟ تتألف هذه المواد الكيميائية من سلسلة من ذرات الكربون والفلور، التي لا تتحلل في البيئة.

وبحسب شبكة سي إن إن ، تستعمل هذه المواد الكيميائية في جميع أنواع المنتجات التي نشتريها، مثل أواني الطبخ غير اللاصقة، والهواتف الخلوية، والطائرات التجارية، والمركبات منخفضة الانبعاثات. كما تستعمل المواد الكيميائية لجعل السجاد، والملابس، والأثاث، وأغلفة المواد الغذائية، مقاومة للبقع والمياه.

هناك أدلة على الضرر الذي يمكن أن تسببه مواد PFAS للجسم، وكذلك على البيئة. وبالتالي، وجدت الأبحاث على مدى العقد الماضي أن التعرض لـ PFAS مرتبط بتلف الكبد، واضطرابات المناعة، والسرطان، واضطراب الغدد الصماء، ما يعني أنها تتداخل مع عمليات الهرمونات الطبيعية في الجسم.

وتم الكشف عن وجود هذه المادة الكيميائية في دم 97٪ من الأميريكيين، وذلك بحسب تقرير صادر عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، خلال عام 2015.

ولا يعد هذا التقرير الأول من نوعه، الذي يجد مثل هذه المواد الكيميائية في العبوات الغذائية، ففي عام 2017، فحصت دراسة نحو400 عينة من أغلفة الطعام وحاويات الورق المقوى وعلب المشروبات في مطاعم الوجبات السريعة بجميع أنحاء الولايات المتحدة.

وبرغم من أنه لم يكن هناك أي تلوث في الأكواب الورقية، إلا أن 56٪ من أغلفة الحلويات والخبز، و 38٪ من أغلفة الساندويشات وشطائر البرغر، و20٪ من أغلفة الورق المقوى، تحتوي على مستويات يمكن اكتشافها من مواد PFAS الكيميائية. ووجدت الدراسة أن أكثر من ثلث العينات التي تم اختبارها هي ذات مستويات مرتفعة تتجاوز ما يعد مقبولاً.

ويقول الخبراء إن هذا الأمر يتطلب مزيداً من العمل، وهو تثقيف الناس حول مخاطر المواد الكيميائية على صحة الإنسان والبيئة.

وأوضحت عالمة الأحياء الدقيقة، ليندا بيرنبوم: لا أعتقد أن الناس ترغب بوجود مواد كيميائية في طعامهم، ستدخل أجسامهم، وربما تسبب آثاراً صحية أو تبقى بالبيئة لفترة طويلة جداً. ولكن، لا أظن أن الناس يعرفون ذلك.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة