عصابة لخطف الأطفال: نخطفهم ونأخذ الفدية.. فنغرقهم في براميل الماء

الشرطة تلقي القبض على «ريا وسكينة» في ديالى

بعقوبة ـ علي القيسي:

نجحت الأجهزة الأمنية في محافظة ديالى من الإطاحة بأخطر عصابة لخطف وقتل الأطفال كانت تمارس أنشطتها الإجرامية ضمن حدود ناحية جلولاء70كم شمال شرق بعقوبة.

وأثارت العصابة الرعب والخوف في نفوس الأف الأسر بعد تكرار حوادث الخطف الغامضة ومساومة ذوي المختطفين على مبالغ مالية كبيرة لقاء اطلاق سراح الأطفال.

ولم تكتف العصابة بالحصول على الأموال بل عمدوا إلى قتل ضحاياهم بطريقة بشعة ودفنهم في باحة احدى المنازل السكنية.

قائد شرطة ديالى اللواء الركن جميل شاكر الشمري أوضح، في تصريح لــ»الصباح الجديد»، إن فريقا امنيا شكل لمتابعة حوادث خطف الأطفال في ناحية جلولاء 70كم شمال شرق بعقوبة قبل أسابيع عدة»، مبينا ان الفريق نجح وخلال فترة وجيزة من الإطاحة بأخطر عصابة لخطف وقتل الأطفال تتألف من عنصرين عمدا إلى خطف طفلين ومساومة ذويهما على مبالغ نقدية ومن ثم القيام بقتلهما بطريقة بشعة عبر إغراقهما في الماء ومن ثم دفنهما في باحة منزل احد المتهمين».

وأضاف الشمري ان» العصابة كانت تشكل خطر على الأمن العام لأنها أثارت رعب الأهالي ومخاوفهم على أطفالهم بسبب حالات الخطف الغامضة لافتا إلى ان سرعة التحقيق وجمع الأدلة واعتقال المشتبه بهم ساعد الفريق الأمني في التوصل إلى الجناة «.

وأشار الشمري إلى ان» اعتقال أفراد العصابة سيعيد التفاؤل للأهالي في ناحية جلولاء بعد أسابيع من القلق»، مبينا ان الأجهزة الأمنية ستقف بالمرصاد لكل من يحاول المساس بالأمن والاستقرار الداخلي واستباحة دماء الأبرياء».

فيما أشار مصدر امني في ناحية جلولاء إلى ان» أفراد العصابة كان يعتمدون على أسلوب معين في خطف الأطفال من خلال استغلال علاقة القرابة مع ذويهم من اجل خطفهم ونقلهم إلى منازل محددة بهدف احتجازهم لبعض الوقت لحين استلام الفدية المالية».

وأضاف المصدر ان» أفراد العصابة كانوا على درجة عالية الاحترافية في آليات الخطف وإبعاد الشبهات عنهم لكن الفريق الأمني المختص نجح في فك طلاسم قضايا الخطف واعتقالهم بعد توفر الأدلة الكافية للإدانة مبينا ان تعاون ذوي المختطفين ساهم إلى حد كبير في الإطاحة بأخطر عصابة لخطف وقتل الأطفال في ديالى بشكل عام».

إلى ذلك اكد عثمان حسن قريب احد الأطفال المختطفين والذي عثر على جثته فيما بعد بان» العصابة التي تم اعتقالها كانت تمثل بالنسبة لنا أشبه بعصابة «ريا وسكينة» مع اختلاف هوية الجاني لكن عنوان الجريمة هو الخطف والابتزاز والقتل فيما بعد لكن هذه المرة كان الضحية أطفال صغار أبرياء».

وأضاف حسن ان «جرائم خطف الأطفال أثارت بالفعل هلع وخوف الأهالي في ناحية جلولاء بسبب تكرارها اكثر من مرة ما دفع الكثير من الأسر إلى زيادة اطر حماية أبناءهم عبر منعهم من اللعب في الطرقات خوفا من امتداد أيادي لمجرمين اليهم».

ودعا حسن وزارة العدل إلى» تطبيق عاجل للقصاص بحق الجناة ليكونوا عبرة لمن يحاول خطف وقتل الأطفال الأبرياء من اجل الحصول على دراهم لا تضر ولا تنقع».

فيما لم تتمالك أم حميد، قريبة احد الضحايا، من ضبط أعصابها وانتفضت غاضبة وهي تطالب بإعدام الجناة في موقع الجريمة لانهم «قاموا بفعل شنيع وقاسي بحق أطفال صغار لا ذنب لهم».

وأشارت أم حميد إلى ان» قسوة قلوب هؤلاء المجرمين يجب ان تدفع السلطات القضائية إلى تسريع وتيرة حسم القضية وإحالتهم للإعدام لينالوا جزائهم العادل لانهم احرقوا قلوب اسر كاملة بفقدان أعزاء».

أما جاسم الكروي، فقد أشار إلى ان اعتقال عصابة خطف وقتل الأطفال أثلجت قلوب أهالي جلولاء ودفعتهم لتنفس الصعداء بعد ايام عصيبة عاشوها في ظل الرعب والخوف على أبنائهم من الخطف».

وطالب الكروي «الحكومة المركزية بالقصاص العاجل من الجناة لانهم مجرمين من الطراز الاول نظرا لما قاموا به من أفعال مستنكرة ومدانة تمثلت بقتل أطفال صغار في عمر الورود».

أما احد عناصر العصابة، ويدعى(ع-م)، فقد روى تفاصيل عمليات الخطف التي قاموا بها داخل ناحية جلولاء بالاشتراك مع شخص اخر والتي تمحورت حول أهداف معينة اغلبها من الأطفال بهدف مساومة ذويهم على مبالغ مالية قبل اطلاق سراحهم».

وأضاف المتهم أن «اثنين من الأطفال الذين جرى اختطافهما تم قتلهما عبر إغراقهما في برميل ماء ومن ثم دفنهما في باحة منزله لطمس معالم الجريمة لكن السلطات الأمنية كشفته في نهاية المطاف بعد مراقبته بعض الوقت والعثور على أدلة كثيرة تدينه دفعته للاعتراف بموقع دفن الطفلين واستخراجهما في ما بعد».

واقر المتهم بحصول على نحو 23 مليون دينار كفدية لاحد الأطفال الذين قام بخطفهم، لكنه عمد إلى قتله رغم انه يرتبط به بصلة قرابة في مسعى لمنع انكشافه أمام الأجهزة الأمنية من خلال استنطاق الطفل المختطف».

وأكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس ديالى، صادق الحسيني، أن» عمليات الخطف في ديالى بشكل عام محدودة واغلبها يجري التحقيق بها وتتوصل القوى الأمنية إلى نتائج إيجابية في فترات زمنية قياسية».

وأضاف الحسيني ان» هناك جهتان تقفان وراء عمليات الخطف الأولى تمثل تنظيمات مسلحة تحاول تحقيق أهداف متعددة من وراء الخطف ومنها العامل المادي، أما الثانية فهي عصابات محترفة تتخذ من عمليات الخطف أسلوب لجمع المال من خلال ابتزاز ذوي المختطفين ومساومتهم لقاء اطلاق سراح أبناءهم».

وأشار الحسيني إلى ان «تعاون ذوي المختطفين مع الأجهزة الأمنية العامل الأكثر أهمية في فك طلاسم أي قضية لكن البعض لا يتعاون بداعي حماية أبنائهم وهذا امر خاطئ لان ترك المجرم يفلت بجريرة جريمته لم يمنعه من تكرارها في مكان آخر».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة