مراقبون: الاستفتاء ليس لتحقيق الاستقلال وهو مناورة سياسية حزبية

أكدوا أنها مؤامرة لتأسيس مستعمرة تركية شمالي العراق مماثلة لقبرص
السليمانية ـ عباس كاريزي:

بينما دخلت ايران وبقوة على خط المساعي الرامية لمنع اجراء الاستفتاء في اقليم كردستان في 25 من ايلول المقبل، اكد مراقبون ومختصون بالشأن السياسي ان الاصرار على اجراء الاستفتاء في الوقت الراهن عدا عن انه يعارض توجهات شرائح واسعة من الشعب الكردي، فهو مؤامرة لتأسيس كيان او مستعمرة تركية على شكل قبرص الشمالية شمالي العراق.
في غضون ذلك وفيما كثرت التكهنات عن الثمن الذي يجب على الحزب الديمقراطي الكردستاني ان يدفعه لانهاء مقاطعة حركة التغيير للمساعي المبذولة لاجراء الاستفتاء ودعاها لتغيير موقفها الرافض للحديث عن الاستفتاء، في ظل تعطيل برلمان كردستان وانتهاء مدة ولاية رئيس الاقليم، اعلنت حركة التغيير عن موقفها النهائي حيال مسألة الاستفتاء وآلية تفعيل برلمان كردستان.
واشار صالح ژاژڵەیی وهو نائب رئيس المجلس العام في حركة التغيير، ان رسالة حركة التغيير للحزب الديمقراطي واضحة لاتحتمل أي تأويل او تفسير، وهي ان يتم اعادة تفعيل برلمان كردستان من دون أي قيد او شرط، وان يقوم برلمان كردستان بتعديل قانون رئاسة اقليم كردستان قبيل اصدارقانون يمنح الشرعية لاجراء الاستفتاء.
واكد ژاژڵەیی ان مطالب حركة التغيير واضحة وهي لم تتغير بخصوص آلية تفعيل برلمان كردستان، والذي يجب ان تكون في مقدمة مهامه تعديل قانون رئاسة الاقليم، والذي ينبغي ان يحدد ولاية رئيس الاقليم وصلاحياته ويضمن كذلك تحويل نظام الحكم من رئاسي الى برلماني في الاقليم.
وكان وفد ايراني رفيع المستوى ضم السفير الايراني ايرج مسجدي والقنصل الايراني في الاقليم قد اجرى سلسلة لقاءات وزيارات لاحزاب سياسية استهلها بزيارة المكتب السياسي للاتحاد الوطني، تلاه بزيارة الاتحاد الاسلامي في اربيل، وختمها بلقاء رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني.
بارزاني اشار وفقا لبيان من رئاسة حكومة إقليم كردستان، الى انه بامكان إيران ان تلعب دوراً ايجابياً لحل المشكلات العالقة بين اربيل وبغداد، مؤكداً بأن معالجة المشكلات تحتاج الى حوارات جدية، تستطيع ايران ان تمارس دوراً ايجابياً في هذه المسألة.
من جانبه قال السفير الايراني ايرج مسجدي وبين خلال اللقاء بأنه «مثلما كانت ايران تقف عوناً لإقليم كردستان في الأوقات الصعبة، فأنها ستسعى وبكل شكل من الأشكال لحل جميع المشكلات العالقة بين اربيل وبغداد عن طريق الحوار».
وبينما يجري وفد رفيع المستوى من الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس جلال طالباني، لقاءات مع المسؤولين في طهران، قال رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري، ان الحديث عن اجراء الاستفتاء في اقليم كردستان امر مرفوض من قبل الجمهورية الاسلامية وجيران العراق الاخرين.
وتابع «انه اليوم وبعد دحر داعش والارهابيين التكفيريين بعد 3 اعوام من الحرب وتشريد الكثير من ابناء الشعب العراقي العزيز وتقديم الكثير من الشهداء ونجاح الشعب والمرجعية الدينية وانتصار الجيش والقوات الشعبية؛ فان الحديث عن الاستفتاء في كردستان العراق وفصل جزء من جسد العراق لا يبدو امراً طبيعيا».
وعد اللواء باقري خلال ملتقى قادة القوة البرية للحرس الثوري طرح موضوع الاستفتاء في كردستان العراق بداية لمشكلات وتحديات جديدة في هذه المنطقة واضاف، ان هذا الموضوع ليس مقبولا ابداً من قبل جيران العراق وان الحفاظ على استقلال ووحدة العراق يخدم مصلحة جميع القوميات والمذاهب والمكونات العراقية.
موقف الحكومة التركية وشروطها بات ينكشف شيئاً فشيئاً تجاه مسألة الاستفتاء المزمع اجراؤه في اقليم كردستان، وذكر موقع سارا بريس ان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو وبينما شدد على ضرورة وحدة أراضي العراق، كشف في الوقت ذاته عن شروط بلاده في حال قيام دولة في شمالي العراق.
وأوضح جاويش أوغلو في تصريح لـ قناة TRT الرسمية التركية، أنهم في الوقت الحالي ليسوا مع اجراء الاستفتاء وتوجه اقليم كردستان نحو الاستقلال، مشدداً على أنهم إذا أيدوا قيام دولة في شمالي العراق، مستقبلاً فان بلاده لديها شروط حيال ذلك أغلبها شروط عسكرية.
وكشف جاويش اوغلو عن أن اقليم كردستان يجب أن يكون مثل شمال قبرص في متناول يد تركيا وأن تكون قرارات أنقرة سارية المفعول فيه، ويجب استعمال أراضي اقليم كردستان لضرب مقرات ومواقع مقاتلي حزب العمال الكردستاني، مضيفاً أنه يجب ان يتم ذلك، على وفق اتفاق جديد، بحيث تبقى القوات التركية في أراضي اقليم كردستان، اضافة الى زيادة عدد القوات التركية هناك لضرب حزب العمال الكردستاني.
استاذ العلوم السياسية في جامعة السليمانية البروفيسور محمد رؤف سعيد اكد في حديث للصباح الجديد ان الهدف من اجراء الاستفتاء ليس اعلان الاستقلال وانما هو لبقاء رئيس الحزب الديمقراطي في منصبه، ولفت الى ان حركة التغيير معارضة كليا لاجراء الاستفتاء اضافة الى، ان الاتحاد الوطني غير موافق ولديه ملاحظات جوهرية على الاجراءات المتخذة لاجراء الاستفتاء،فضلاً عن ان شرائح واسعة من مجتمع كردستان، مضيفأً ان النوايا التي تقف وراء اجراء الاستفتاء لاتصب في صالح الشعب الكردي وهي تنفيذ لارادة خارجية لبناء مستعمرة تركية في شمالي العراق مماثل لقبرص الشمالية.
واكد انه متيقن من ان الحزب اليمقراطي سوف يتراجع عن اصراره على اجراء الاستفتاء، نزولا عند الرفض الاقليمي والدولي لاجراء الاستفتاء فضلاً عن انعدام التأييد الداخلي لهذا الخيار في الوقت الراهن، مؤكدا ان ابوب الحوار مازالت مفتوحة مع بغداد للتفاهم ومعالجة المشكلات العالقة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة