الاء حسين موهوبة المسرح والكوميديا والبرامج الانسانية

وداد إبراهيم  :

دخلت عالم الفن نهاية التسعينات من القرن الماضي بعد ان تخرجت من معهد الفنون الجميلة، شهدت لها خشبة مسرح الرشيد ما ينهض داخلها من كفاءة الأداء والطقوس والانشاد والتفاعل في نسق جديد في مسرحيات (العباءة، تفاحة القلب، وعرس الدم، وذهان)، كانت تتحدى للتعريف بهويتها وطاقتها وموهبتها الفنية، بدأت في مقتبل العمر بأعمال تنتمي الى لغة الجسد في (نار من السماء).

لم تكتف الاء في اظهار براعتها المسرحية، ومن هنا شاركت في مسلسلات (عشاق) مع علي أبو سيف مخرجا، و(تونا وتيمون) و (مناوي باشا) و(سليمة باشا)  و(البقاء على قيد العراق)و (الشيطان في قلب امرأة) و(الحرب والسلام) اذ جسدت  فيه دور نادية والذي قالت عنه بأنه لم يفارقها لانها عاشت الشخصية بصدق واحساس عالي.

الاء حسين وقفت في بداياتها مع كبار الفنانين ونجوم الدراما والمسرح، الا انها كانت تجر المشاهد الى منطقتها وكأن الاحداث تدور حول شخصيتها، لأنها تبذل محاولات لتخلق شخصيتها بنفسها وبأبداعها الذاتي فترتفع الى مستوى اعلى، وهذا ما جعلها تخوض غمار الكوميديا الفن الأصعب بحرفية عالية دون ان تكون كوميديا الحركة والنكتة، وتقف امام نجوم الكوميديا المحلية بثقة وأداء عفوي مدرك تمتزج فيه الروح البغدادية مع العبثية بصناعة فائقة الدقة، لأنها تستند على جدار رصين من الموهبة والخبرة والدراسة الاكاديمية والذهن المتقد لتقدم أدوارها بصورة ممزوجة ومتداخلة ومتفاعله مع الصورة الحية في ذهن المشاهد، هذا كله جعل لها صورة راسخة في ذهن المشاهد العراقي والمتابع للدراما العراقية .

في  مطلع عام 2015 اقنعها المخرجون بخوض غمار البرامج الاجتماعية والانسانية فكانت لها برامج على قناتي الشرقية وام بي سي مثل (خطار، الصدمة، ماما لولو، النهر الثالث) الا انها في كل برنامج كانت تبدو بوجه مقدمة تمتلك لغة الحوار والنقاش والاقناع متفاعلة مع المشهد حتى وان انهمرت دموعها دون إرادة.

الاء حسين سعت لتكون ذات وجه وشكل يعشقه المشاهد فعمدت الى انقاص وزنها فبدت في اعمالها خلال الأعوام الأخيرة بإطلالة ساحرة جميلة مفعمة بالحيوية والحياة، هذه الفنانة الجميلة تعرضت لازمة صحية فلم نشاهد لها أي عمل خلال رمضان الماضي، نحن في انتظار طلتها على الجمهور وعلى محبيها وعشاقها في عمل خلال رمضان المقبل ان شاء الله.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة