كتبتُ عدة مقالات عن اهمية ابعاد الوزارات عن الطائفية، عن ضرورة تعيين وزراء او مستشارين محايدين، لا علاقة لهم بقومية ولا دين، من أي دولة فرنسا كانت او الصين. لكن بقي الحال على ذاك الطاس ونفس الوحل والطين.
هناك الالاف بل الملايين ممن شعرت بضربة الفاس حين صوتت لدستور بعيد عن الوطنية ويعزز المحاصصة الطائفية..فالرئيس كردي..مع ذلك يطالب بتقسيم البلد ويطالب بضم كركوك للإقليم.. وزير الخارجية الكردي يصرح «انه يعمل للأكراد والإقليم اولا ومن ثم يفكر بالعراق» وبالحكومة التي يمثلها!عجبي.
رئيس البرلمان سني ويسافر للدول لا من اجل ضمان دعمها للعراق بل ليزيد عداءها للحكومة التي هو يرأس برلمانها..الله واكبر.وزير الكهرباء شيعي لكنه من المؤمنين باستغلال المنصب كما في ايام الحصار..فيمارس نفس النهج ويتعاون مع تجار المولدات لاستغلال المواطن خاصة في فصل الصيف..لا حول ولا قوة الا بالله.استبشرت خيرا حين قرأت خبرا عن مجموعة من منظمات المجتمع المدني عقدت في مجلس السلم والتضامن، مؤتمرها الأول، تحت شعار «وزارات بلا محاصصة»، لإطلاق حملة جماهيرية من اجل إخراج وزارات (الثقافة والشباب والرياضة والتربية والتعليم العالي) من الإطار الطائفي والحزبي الضيق واستيزارها من قبل شخصيات تكنوقراط مهنيين يتمتعون بالخبرة والكفاءة العلمية.ولكن، لم هذه الوزارات فقط؟ ماذا عن وزارة الدفاع؟ وهي بلا وزير كفوء يدافع عن البلد ضد الارهاب وضد حملات التفجير والقتل التي لم تتوقف وأخيرا وقوع البلد في براثن داعش!. فبالرغم من خطورة المسؤولية وحساسيتها وحاجة البلد الماسة لها. مازال الصراع قائما بسبب الطائفية التي فرضتها امريكا وصفق لها الطائفيون ومن للمناصب مستغلون! ماذا عن وزارة الصحة؟. وزارة الكهرباء؟ التي دمرت صحة الناس ونفسيتهم بل واقتصاد البلد وبيئته ايضا!؟ وزارة الداخلية؟ التي تشكل عصب البلد لحمايته..ووزارة الخارجية؟ التي تلعب دور كبير بتحسين العلاقات مع الدول. فاذا بقيت بيد الاكراد فلنقرأ على ارض السلام، السلام!فكما قال عضو مجلس محافظة بغداد، فرحان قاسم، «يجب ان تكون الحملة ضد جميع الوزارات وإخراجها من إطار المحاصصة فنحن بحاجة الى ان تأخذ الحملة إطارها الوطني ولتشمل جميع الوزارات لان التوزيع الحالي للوزارات هو أساس المشكلة في البلد».
صادق باخان