الحياة لا تشترى بالمال فلا تجعلوه غاية

احلام يوسف

الجدل كان وما زال وسيظل قائما بشأن اهمية المال في حياتنا فمنا من يجد ان المال كل شيء في هذه الحياة حتى انه يشتري السعادة ومنا من يجد انه وسيلة يجب ان لا تتحول الى غاية.

ولكل من الطرفين حجج لإثبات وجهة نظره.

 يقول فاروق حسن: انا اصر ان المال كل شيء في الحياة وسأعطيك امثلة للدلالة على صحة وجهة نظري، اولادي كي اضمن لهم تعليما راقيا استطيع بالمال ادخالهم ارقى المدارس لا بل استطيع ان اسهل لهم امر السفر والدراسة خارج العراق في مدارس اجنبية، كي اسعد زوجتي اشتري لها هدايا ثمينة تفرحها وبالتالي ستتصرف معي ومع الاولاد بطريقة فيها الكثير من الاسترخاء والراحة، كي اغير مزاجي واكون اكثر اقبالا على حياتي اسافر لاي مكان اريد وانزل في ارقى الفنادق واشتري كل ما ارغب به، وكل هذا لا يمكن ان يتحقق الا بالمال.

على عكس ما قاله كان رأي سهيلة محمد التي عانت مع امها بسبب ازمة صحية وقالت: كنت اردد ان المال كل شيء لاني من عائلة غنية وكنت ارى حياتي سهلة كل ما اريده احصل عليه، كنا نسافر كثيرا الى الخارج ومستمتعين بحياتنا الى اقصى حد، لكن وفي لحظة معينة سقطت تلك الفكرة.

وتابعت: كانت والدتي تعاني من الام في الرأس شخصت على انها شقيقة، وكانت تاخذ علاج الشقيقة لمدة طويلة، وفجأة تدهورت حالتها، في البداية آلام فظيعة في رأسها اضطرتنا الى الذهاب بها للطبيب فأخبرنا ان هناك ورما في الدماغ وهناك خطورة من رفعه، ثم الى طبيب آخر افاد بالتشخيص نفسه، فصورت التقارير الطبية وبعثتها لطبيب في المانيا، وللأسف كان رأيه مطابقا لما ذكره الاطباء هنا. عرضت عليهم مبالغ طائلة في حال اجروا العملية بنجاح لكن أحد الجراحين أخبرني انه سيجري العملية لكن على ان لا اتوقع شفاءها بنحو تام.

اجرت ام سهيلة العملية بعد ان تدهورت حالتها الصحية بسرعة البرق لتصاب بشلل كامل ولم تقو على المشي او الكلام وبعد العملية علمت ان نجاح العملية يكمن في محافظتهم على حياتها، لكنها صحيا لن ترجع كما كانت وان تحسنت فسيكون تحسنا بسيطا. واضافت: ظلت امي سنين طوال على كرسي متحرك اذ كانت لا تقوى على المشي اكثر من عشر خطوات وتتحدث ببطء شديد واحيانا لا استطيع فهم ما تقوله الا بصعوبة، علمت حينها ان المال يمكن ان يشتري كل شيء في هذه الحياة الا الصحة، فلم يفدني كل ما املكه في علاج امي.

حسن الجبوري الباحث في علم الاجتماع، افاد برأيه قائلا: المال مهم جدا لتحقيق مكاسبنا الحياتية ولتأمين عيشنا، ولتحقيق احلامنا والوصول الى طموحاتنا، فإذن هو وسيلة لتحقيق كل ذلك، اما ان يتحول الى غاية، فسيكون عبئا على صاحبه، اذ سيكرس كل وقته لجمع المال وينسى حياته، وهناك من اهمل عائلته بحجة سعيه لتحقيق حياة افضل لهم. وهنا اود ان اقول ان المتسول غايته جمع المال، لكن الانسان الكريم يجب ان تختلف الزاوية التي ينظر بها للمال ويظل وسيلة للوصول الى غاياته.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة