صورتي حين أموت

نور مهند

أنا لا أريد منكم

أن تحملوا صورتي حين اموت

في أزقة التظاهرات..

ولا أريد أن تلصقوا

وصمة مجهول الهوية

على جبيني

أنا لست سعيدا بموتي.

لا تجعلوهم يخبرونكم

أني الآن املك جناحين أو أغازل الحور العين..

إننا مازلنا واقفين هنا في ردهات الطوارئ

على أسرة العمليات

ننتظر الشهيد القادم

نسأل بلهفة ماذا حدث للثورة

لا أحد يفكر أن يسأل عن أطفاله

الساحات تبدو أكثر أهمية للنمو الآن.

******

أختي ابتلعت ساقها

في آخر مرة حاولت فيها

أن تجعل دورتها الشهرية

طفلا…

كان طفلها عنيدا وثوريا جدا

يرفس ويهتف بأعلى صوته

لن تستطيعوا إسكاتنا

كان والده يرش الخمر على ظهره

ويطفئ السجائر

محاولا أن تصل سيجارته

إلى رأس الطفل الثوري

كان يستريح قليلا

لاهثا

من دخان الحقد الذي يبتلعه والده

كلما صرخ فيه صاحب المعمل

لا تسترح أكمل عملك..

هكذا كانت تعبر العبودية على ظهر الرجل وأطفاله

الطفل الذي يجمع قشور الخيانة ويضعها على رأسه

تحسّبا ليوم ولادته عراقيا

هكذا سيستطيع استقبال قنبلة دخانية في رأسه

بدون أن يفقد شيئا من ذكرياته.

******

الجحيم يبصق على الأرض

 فينبت أولئك التعساء الذين يغلفون أولادهم

ببقايا الجرائد

ويرسلوهم إلى ساحات التحرير

. ليتناولهم القادة على الفطور مع قليل من الزبدة

******

على الأرصفة تتوالد البائسات

تتقفى آثار المال ككلب جائع.

في الشوارع.. تختفي الإمكانيات

يسرع بهن المجاز نحو أصباغ صارخة

تصرخ في وجه المشاة: أنا جائعة

أنت فقط من تسد جوعهن

تَقوم بتقبيل الرغيف قبل أن تبدأ في احتضانهن

رائحة شفتيك ستكون عشاءا جيدا لأطفالهن.

******

في المقبرة هناك قبر

يزهر كل حزيران زهرة عباد الشمس

الرجل الذي في داخل القبر

نسي أن يرسمها لابنه في دفتر المدرسة

******

تتدحرج الرؤوس

يلعب بها الملائكة البولنغ

الرأس الذي يُسقط حكومات أكثر هو الفائز

لذلك الرؤوس تتعمد أن تتدحرج نحو الشعوب فقتلهم أقل خسارة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة