نجاحات كبيرة في عملية نقل بلازما الدم من المتعافين من فايروس كورونا الى المصابين من ذوي الحالات الحرجة وتماثلوا بعدها للشفاء

الصباح الجديد تتابع بطولات أطباء البصرة في مواجهة (كورونا) ومعالجة المصابين

البصرة – سعدي السند :

تجربة مهمة جدا ومبادرة تخصصية طيبة ومباركة درسها عدد من أطباء البصرة بشكل علمي ومن كل زواياها ليزفوّا نجاحاتها بإصرار وحماس شديدين ، وشكّلوا لها فريق عمل عاجل من بينهم مع بداية أزمة كورونا في أوائل شهر آذار 2020 ليحققوا بها انجازا طبيا تحتاجه المرحلة الصعبة مع تفشي هذا الوباء وساندتهم بها جامعة البصرة ودائرة صحة البصرة والجمعية العراقية للبحوث والدراسات الطبية ونجحوا فيها بشكل سيبقى خالدا لهم في سجلات العمل الطبي الأستثنائي في ظرف كان بحاجة ماسة جدا لمثل هذه المبادرة عندما هبوّا وباشروا بعملية نقل بلازما الدم من المتعافين من مرض فايروس(كورونا) الى المصابين بهذا المرض من الحالات الحرجة جدا وأسفرت العملية عن تحسّن حالتهم الصحية ومنها بالضبط بعد مرور(٢٤) ساعة من المعالجة حيث استقر اوكسجين الدم واخرجوا من العناية المركزة وسط سعادة الجميع . تجربة حققت ماهو مطلوب .

هذه هي البلازما
( الصباح الجديد) تابعت هذا النجاح مع فريق العمل الذي تألف من د. علي سلام عبدالله و د.علي راضي كاظم و د.امجد ميا رودين و م.طبي هبه جبار عاشور و م.طبي عدي جعفر حسين . وتحت الاشراف العلمي والسريري لكل من الأطباء سعد شاهين حمادي وعلي رحيم هاشم ورافد عادل عبود وحسنين محمد علي وباسم عبد الكريم عبد الحسن ومصطفى سلام عبدالله وشوقي عبدالسادة عزيز. وشمل العمل دعما مهما من قبل مصرف الدم وبالاخص د.عماد جابر خليف و م.مختبر عبدالزهرة بريدي عبيد و م.مختبر علي كاظم ابراهيم وتعاونا كبيرا من اطباء الردهات الوبائية وعلى رأسهم د.عبد علي شنان ود.محمود فؤاد ود.زياد طارق ود.منذر جليل ود.ضياء لطيف ود.حيدر عبدالامام وحظي العمل بدعم كبير ومتابعة مباشرة من السيد مدير عام دائرة صحة البصرة الدكتور عباس خلف التميمي. كما حظي باحتفاء وتقدير وتكريم الحكومة المحلية في البصرة . وقبل أن نروي تفاصيل هذه المبادرة – التجربة الكبيرة و نسلط الضوء على نجاحاتها على أيدي هؤلاء الأطباء الأوفياء بعد أن تعاملوا معها بمسؤولية ودقة … لابد من أن نتحدث أولا عن البلازما بشكل عام والتي كثر الحديث عنها فالبلازما مكون ضمن 4 مكونات للدم حيث يتم تقسيم مكونات الدم إلى خلايا الدم الحمراء، خلايا الدم البيضاء، الصفائح الدموية، وتشكل البلازما حوالي 55 % من الدم ، وتقوم بالعديد من الوظائف الرئيسية في الجسم و تحتوي البلازما على حوالي 92 % من الماء الذى يعمل على ملء الأوعية الدموية، التي تحافظ على تدفق الدم والمغذيات الأخرى عبر القلب، وتحتوي نسبة الـ 8 % المتبقية من البلازما على العديد من المواد الأساسية ، بما في ذلك البروتينات و الأجسام المضادة و الشوارد وهى المواد التي تتحول الى أيونات في المحاليل وتكتسب القدرة على توصيل الكهرباء للجسم عندما يتم فصل الدم إلى مكوناته الأساسية ، بما في ذلك خلايا الدم الحمراء والبلازما و تكون البلازما مثل سائل ذي لون أصفر و إحدى الوظائف الرئيسية للبلازما هي إزالة النفايات من الوظائف الخلوية التي تساعد على إنتاج الطاقة حيث تقبل البلازما هذه المخلفات وتنقلها إلى مناطق أخرى من الجسم ، مثل الكليتين أو الكبد ومن ثم التخلص منها تساعد البلازما أيضا الحفاظ على درجة حرارة الجسم عن طريق امتصاص وإطلاق الحرارة حسب الحاجة بالإضافة إلى نقل النفايات وتنظيم درجة حرارة الجسم ، تحتوي البلازما على العديد من الوظائف الرئيسية الأخرى التي تنفذها مكوناتها المختلفة وتحتوي البلازما على اثنين من البروتينات الرئيسية تسمى الزلال والفيبرينوجين ويقوم الزلال بالحفاظ على توازن السوائل في الدم أما الفيبرينوجين فيساعد على تقليل النزف النشط ، مما يجعله جزءًا مهمًا من عملية تخثر الدم، وبالتالى إذا فقد شخص الكثير من الدم ، فسوف يفقد البلازما والفيبرينوجين أيضا، مما يصعب عملية تخثر الدم وبالتالى فقد كثير من الدم وتحتوي البلازما على جلوبيولين جاما ، وهو نوع من الغلوبولين المناعي، تساعد الجلوبولينات المناعية الجسم على محاربة الالتهابات

نجاح من طراز خاص
ونعود الى عملية نقل بلازما الدم من المتعافين بمرض فايروس(كورونا) الى المصابين حيث اجمع فريق العمل على القول : مع تفشي هذا الوباء الفتاك بدأنا نفكر في بلازما النقاهة اذ لابد من خطوة مهمة مدروسة لهذا الغرض وبشكل عاجل وتوقعنا اننا سنواجه في البداية مشكلة الامتعاض عن التبرع بسبب الخوف وغيره وحسبنا بأنه ليس كل المتعافين سيكونون مؤهلين طبيا للتبرع و بدأنا بتشكيل فريقنا المتكامل من كل الاختصاصات ذات العلاقة ورتبنا بروتوكولات عملنا المدعومة بالبحوث العلمية , واستفدنا ايضا من اعلان ادارات عالمية متخصصة تؤكد امكانية تجربة بلازما النقاهة والمعايير الخاصة بالمتبرعين والمستلمين ولم تتوفر معلومات كثيرة عن بلازما النقاهة لكوفيد 19 وكنا نتواصل ونتحاور وباشرنا وبدأنا ننتظر شفاء المرضى وبعد مرور اقل من 24 ساعة تشافى ثلاثة مرضى عندنا وبضمنهم طبيبة من الطبيبات المعروفات في البصرة وهي المعطاءة د.نادية طارق بركات, بعد ان تشافت قدمت الينا وهي تعرض تبرعها بالبلازما لكننا اخبرناها ان عليها العودة الينا بعد مضي 14 يوما بالنسبة للمتعافين الاخرين تخوّفا من ذلك وفي يوم 7/4 كان موعدنا مع المتبرعة الوحيدة, وقمنا وبالبروتوكول الجديد عالميا بحسب علمنا استحصلنا كمية كبيرة من البلازما وبشكل امن وصل الى 3 لترات وهي تكفي 11 مريضا من المرضى ذوي الحالات الحرجة او والمرض الشديد (الاختناق) والمرضى كانوا من مختلف الاعمار وبعضهم يعاني من امراض في القلب والكلى وكانو قد استلموا البلازما في اوقات مختلفة من بداية اعراض مرضهم و كانت هناك استجابة واضحة مع تحسن ملحوظ في حالتهم السريرية من معدل الاوكسجين في الدم وزوال حالة الاختناق وحتى هبوط في بعض علامات الالتهاب المناعية الشديدة

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة