العراق يخفض سعر بيع خام البصرة الخفيف لآسيا في أيار

توقع بتعديل اتفاق خفض إنتاج النفط خلال 2020

بغداد ـ الصباح الجديد:

قالت شركة تسويق النفط (سومو) إن العراق خفض سعر البيع الرسمي لخام البصرة الخفيف في أيار لآسيا 3.35 دولار ليصبح بخصم 6.55 دولار للبرميل عن متوسط أسعار عمان/ دبي المعروضة مقارنة مع الشهر السابق.

وقالت سومو في بيان أُرسل بالبريد الإلكتروني إنه تقرر تسعير خام البصرة الثقيل لآسيا في نفس الشهر بخصم 8.30 دولار للبرميل عن أسعار عمان/ دبي المعروضة.

وتحدد سعر البيع الرسمي لخام البصرة الخفيف في أيار لأسواق أمريكا الشمالية والجنوبية عند مؤشر أرجوس للخامات عالية الكبريت منقوصا منه 1.05 دولار للبرميل، من دون تغير عن الشهر السابق، في حين زاد سعر خام كركوك للولايات المتحدة إلى خصم 0.10 دولار للبرميل عن أرجوس.

وبالنسبة لأوروبا، ارتفع سعر البيع الرسمي لخام البصرة الخفيف في أيار 0.50 دولار إلى سعر برنت المؤرخ منقوصا منه 8.30 دولار للبرميل، واستقر سعر البيع الرسمي لخام كركوك في أيار عند خصم 6.85 دولار.

عالمياً، تشير الدلائل إلى أن اتفاقا لم يسبق له مثيل توصل إليه منتجو النفط لتقليص المعروض في الأسواق بما يوازي الطلب الذي تراجع بشدة بسبب وباء فيروس كورونا سيتوقف على عوامل منها ما ستشتريه الدول المستهلكة لإضافته لمخزونها الستراتيجي بكميات غير مسبوقة.

وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا ودول أخرى منتجة، أعضاء ما يعرف بمجموعة أوبك+، قد تعاونت مع قوى أخرى منتجة مثل الولايات المتحدة في التوصل إلى الاتفاق الذي سيسحب ما إجماليه 19.5 مليون برميل يوميا من السوق.

وأشار مسؤولون ومصادر من دول مجموعة أوبك+ إلى أن وكالة الطاقة الدولية وهي الجهة الرقابية لمعظم الدول الصناعية في العالم قد تعلن شراء عدة ملايين من البراميل لدعم الاتفاق.

وتلزم الوكالة ودولها الأعضاء البالغ عددها 30 بالاحتفاظ باحتياطيات ستراتيجية تشمل الخام والمنتجات المكررة بما يعادل صافي الواردات لفترة لا تقل عن 90 يوما.

غير أنها لم تتول من قبل تنسيق مشتريات المخزونات وقال مصدران بصناعة النفط مطلعان على الإجراءات المتبعة إن الوكالة لا تملك تفويضا فعليا لذلك.

وقال أحد المصدرين ”الأمر يتوقف بالكامل على الدول كل على حدة“.

وفي الماضي أعلنت الوكالة تنسيق السحب من المخزونات مثلما حدث خلال الإعصار كاترينا في الولايات المتحدة والحرب في ليبيا. لكنها لم تقم قط بتنسيق المشتريات.

وقالت آن لويز هيتل من شركة وود ماكينزي الاستشارية ”عندما عمل هنري كيسنجر (وزير الخارجية الأميركي السابق) على إنشاء وكالة الطاقة الدولية، بعد صدمة أسعار النفط في 1973، كان الهدف هو مساعدة الدول الأعضاء على أن يكون لها مصدر مأمون للإمدادات“.

وتابعت ”لا يوجد تفويض يلزم الدول الأعضاء بشراء المزيد لمخزونها عندما تستوفي الكمية المطلوبة بما يعادل الطلب على النفط 90 يوما“.

وأضافت أن خفض إنتاج مجموعة أوبك+ سيكون له أثر أكبر.

وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي إن مشتريات النفط للمخزون الاستراتيجي ستصل إلى 200 مليون برميل خلال الشهرين المقبلين مستندا لوكالة الطاقة في الوقت الذي قالت فيه ثلاثة مصادر في أوبك+ إن مشتريات الدول الأعضاء في الوكالة بغرض التخزين ستصل إلى نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا خلال الشهرين المقبلين.

وقد قالت الولايات المتحدة، أكبر منتج ومستهلك للنفط في العالم، واليابان وكوريا الجنوبية إن بإمكانها شراء النفط بغرض التخزين.

وقالت وزارة الطاقة الأميركية إنها تتفاوض مع تسع من شركات الطاقة لتخزين نحو 23 مليون برميل منتجة محليا في مخزونها الستراتيجي.

ومع ذلك فإن هذه المشتريات تبدو أقل مما تأمله بعض الدول المنتجة.

ومن بين الدول المنتجة في منطقة آسيا والمحيط الهادي تخطط الهند وأستراليا لزيادة احتياطياتهما الستراتيجية في حين لا تملك اليابان وكوريا الجنوبية سعات إضافية تذكر.

وقالت الهند وهي عضو منتسب في الوكالة إنها ستملأ مخزونها الاستراتيجي بحلول الأسبوع الثالث من أيار وذلك بنقل نحو 19 مليون برميل إلى مواقع التخزين.

وقالت وزارة الطاقة الأسترالية خلال العطلة الأسبوعية إن أستراليا تعمل على التوصل لاتفاق لشراء النفط وتخزينه في المخزون الستراتيجي الأميركي.

وصرح مسؤولون بوزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية بأن اليابان تملك بالفعل احتياطيات تعادل استهلاك 90 يوما وليس لديها سعات تخزين إضافية تذكر في حين أن بوسع القطاع الخاص أيضا الاحتفاظ باحتياطيات نفط إضافية.

وفي الأسبوع الماضي قالت كوريا الجنوبية إنها تعتزم زيادة مشترياتها للمخزون الستراتيجي هذا العام إلى مثليها لتصل إلى 640 ألف برميل.

ولم تدل الصين وهي عضو آخر منتسب في الوكالة بأي تصريحات علنية برغم أن وارداتها من النفط الخام ارتفعت في نيسان عنها في فبراير شباط مع إقبال شركات التكرير على شراء النفط منخفض الأسعار للتخزين ورفع إنتاج الوقود بسبب تخفيف القيود في الصين.

وقال مسؤول بشركة نفط حكومية في الصين ”خارج مخزون الاحتياطي الحكومي الذي يعد معلومات في غاية السرية فان مديري المخزونات التجارية بشركات النفط الوطنية لن يأخذوا في الاعتبار سوى العوامل الاقتصادية وسعات التخزين المتاحة عند البت في المشتريات“.

وطلب المسؤول عدم نشر اسمه لأن شركته لا تسمح له بالحديث لوسائل الإعلام.

ويعتقد بعض مراقبي السوق إن تقديرات المشتريات التي طرحها مسؤولو أوبك+ مفرطة في التفاؤل وإن لم تكن مستحيلة تماما.

وقال باولو رودريجيز إن ”الولايات المتحدة لديها حاليا سعة إضافية قدرها 78.5 مليون برميل في المخزون الاستراتيجي“.

وأضاف ”كوريا الجنوبية لديها 35 مليون برميل واليابان نحو 50 مليون لكن هذا يتضمن المخزون التجاري. ولذا فإن رقم 200 مليون برميل ممكن غير أنه سيشير ضمنا إلى أن الجميع ملأ الصهاريج عن آخرها“.

ومع ذلك لا يرى جوفاني ستاونوفو محلل السلع الأولية لدى بنك يو.بي.إس حافزا يدفع الدول المتقدمة للتخزين بخلاف المستويات المتفق عليها منذ فترة طويلة، مشيرا إلى أن تنسيق مشتريات المخزونات سيستلزم أموالا إضافية في وقت كثرت فيه المشاكل الاقتصادية الكبرى.

وتابع ”ينتابني الشك أنهم سيقررون زيادتها (المخزونات الستراتيجية) ما لم تكن منطقية من منظور مالي“.

الى ذلك، أبلغ وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك اجتماعا حكوميا عبر الإنترنت أن اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي ينبغي أن يخضع لمتابعة مستمرة وأنه يمكن تعديله خلال العام.

وقال نوفاك خلال الاجتماع، الذي بثه التلفزيون وترأسه الرئيس فلاديمير بوتين، إن الطلب العالمي على النفط قد يهبط نحو ثمانية ملايين برميل يوميا للعام 2020 بأكمله.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة