«كورونا» يزيد الطلب على رواية «الطاعون»

“مصائب قوم عند قوم فوائد”، هكذا هو الحال مع رواية الطاعون للكاتب الفرنسي الشهير ألبير كامو التي تصدرت قوائم الأكثر مبيعا بعد انتشار فايروس كورونا في العالم، وقد صدرت أخيرا طبعة إنجليزية جديدة لها.

وأفادت دور النشر «بنجوين» بأنها أعادت طباعة الترجمة الإنجليزية لرواية «الطاعون» للكاتب الفرنسي ألبير كامو، تلبية للطلب المتزايد، وقد نفد المخزون منها على موقع «أمازون» مع ارتفاع المبيعات في الأسبوع الأخير من فبراير بنسبة 150% عن الفترة نفسها من عام 2019

ووفقاً لصحيفة «الجارديان» البريطانية، أصبحت الرواية الأكثر مبيعاً في إيطاليا، كما ارتفعت مبيعاتها في فرنسا، وفقاً لموقع إحصائيات الكتب الفرنسية بنسبة 300% عن العام السابق.

وتسرد الرواية قصة مدينة حقيقية ومرضا معينا أصاب سكان «وهران» الجزائرية بعد إغلاقها تحت الحجر الصحي، لكن تقديمه الأدبي لمجتمع معزول وتحت الحصار يبقى تحفة فنية عابرة للأزمنة والحدود.

تجسد كل شخصية رئيسية في الرواية، من الطبيب، والانتحاري، والغريب الإنساني، جانباً مختلفاً من رد الفعل الفردي على الأزمة، وهناك تشابه كبير في وصف الكاتب لعادات سكان المدينة والتدافع المفاجئ على مواد معينة بخصائص وقائية (مثل حبوب النعناع في الرواية) والهجوم الشرس على الحكومة عندما تتحول الأمور بشكل مروع.

وذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن رواية “الطاعون” للفرنسي ألبير كامو عام 1947، و«العمى” للبرتغالي جوزيه ساراماجو عام 1995، شهدتا انتعاشا في المبيعات بمكتبات إيطاليا، منذ اندلاع الأزمة الصحية في العالم.

وفقا لمقال نشرته صحيفة “لاربيبليكا” الإيطالية، فإن العمل الأدبي الفريد لكامو، تصاعد من المركز 71 على بوابة المبيعات عبر الأنترنت في إيطاليا “Ibs.it” إلى المركز الثالث، فيما ارتفعت رواية الكاتب البرتغالي التي تناولت انتشار وباء حول العالم يصيب الناس بالعمى في المبيعات بنسبة 180٪، واحتلت المركز الخامس على موقع “أمازون” في إيطاليا. أشارت “لوموند” إلى أنه من السابق لأوانه أن نقيس تلك الظاهرة في فرنسا، على غرار “أحدب نوتردام”، موضحة أن مبيعات رواية “الطاعون” في فرنسا لا تزال متواضعة، لكنها ارتفعت قليلا في الإقليم الفرنسي الموبوء بالمرض وبؤرة انتشار الفيروس في فرنسا بإقليم (واز)، إذ تبقى فقط 3 نسخ فقط في مكتبة دار النشر “غاليمار”، التي تحتفي بمرور 60 عاما على رحيل ألبير كامو.

حسب الصحيفة الفرنسية، فإنه “على مر العقود، أدى الطاعون إلى قراءات متعددة من زوايا مختلفة، إذ يصف النقاد رواية كامو، بتجسيد صراع المقاومة الأوروبية ضد النازية، والدليل على ذلك، أن هذا العدو الذي لم يكشف عن اسمه، اعترف به الجميع، وفي جميع بلدان أوروبا، لكن لا يمكن رؤيته بالعين المجردة”.

تكشف هذه الرواية التي ظهرت في أربعينيات القرن الماضي، انتشار وباء الطاعون في مدينة وهران الجزائرية، وعزل المدينة عن العالم الخارجي خوفا من العدوى، كما تكشف ردود الفعل المتناقضة داخل المجتمع الذي يواجه المرض.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة