اقترب أيها الشعر

محمد ناصر الدين

فيزيولوجيا
1
المثلّثان
بالأضلاع المتساوية
بِدوائرِ الحُزنِ تحتهما
هندسةٌ معقّدة لجفنيكِ
لا أقفُ عندَها طويلًا،
الشِّعر سهولةَ خط أسنانكِ المُستقيم

2
خمسُ أصابعَ مُنقبضة
تكفي لِنَصنعَ القلب
يبقى أن نغرُزَ الجمرةَ في الّلحم

3
جُملٌ ناقصة
تخرج من بينِ أسنانِكِ
القاسيةِ البيضاء
تستنفرُ عقلَ الكَون
لِيفهمَ عزلة الفِعل،
الشِّعرُ حتميةٌ لطيفة
تفسِّر جسدَكِ بالضّوء

4
الذاكرةُ تَسكُنُ الحَجَر
أكثرَ من العَين،
الشِعر التباسُ القسوةِ بالرِّقة
تأنيث
جارتي الأرمنية
تؤنّث المذكّرَ في كلامها
لعلَّ السّيفَ القديم
على عنقِ جدّتهِا
يصيرُ وَردةً.
التفاح
آباؤنا الثمرةُ الفجّة في الرّيف
ماتوا بعدَها بالرّصاص
وَالنّاجون حُقِنوا بأدويةِ الكيمو في المشافي،
يَطرقُ بابَ الأرملةِ رجُلٌ
يضعُ كيسَ التفاحِ الثقيلَ قُربَ الباب
تتدحرجُ تفاحتانِ أو ثلاثٌ
ضوضاء، صوتُ عصفورٍ على العتَبة.
بغضاء
اقتَرِب أيها الشِعر
وَلو كان بينَنا ثأرٌ قديم
سأضعُ جانبًا تلكَ الحربةَ المَسنونةَ
التي أحمِلُها لقتلِ الرّبِّ وَالذِّئبِ والذكريات
وَأنتَ اقتربْ حامِلًا وَردتَكَ الوحيدةَ
نَدفِن تحتَ الطاولةِ الكتبَ وَالحبَّ وَالضحايا
وَنصالح مثل جنرالاتِ الحرب
مُثقَليَن بالنّدمِ وَالمجزرة

  • عن مجلة الجديد

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة