دافوس 2020 : العالم ينتظر نتائج «أقطاب الاقتصاد»

الصباح الجديد ـ وكالات:

تتجه الأنظار نحو الاجتماع السنوي لصفوة رجال الاقتصاد والسياسة حول العالم في منتدى دافوس الاقتصادي في وقت تتصاعد فيه حدة التوترات الجيوسياسية وتتشكل به ملامح أزمات اقتصادية تلوح في أفق الاقتصاد العالمي.
ويتزامن انعقاد المؤتمر هذا العام مع الذكرى السنوية الخمسين لانعقاده، إذ يعود تاريخ تأسيس المنتدى إلى العام 1971 على يد رجل الأعمال الألماني كلاوس شاب.
حينما بدأ المنتدى أعماله قبل نحو نصف قرن من الآن، لم يكن رجال السياسة على قائمة المدعوين، وبدأ حضورهم بصفة رسمية منذ العام 1974 للمرة الأولى، إلى أن صار المنتدى متلقى يجمع بين الأغنياء من رجال الأعمال وقادة الدول الكبرى ورجال السياسة بالوقت الحالي.
ويحضر النسخة الحالية من دافوس نحو 3000 شخص من 118 دولة مع حضور بارز للرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إضافة إلى عد آخر من زعماء العالم.
وتركز النسخة الحالية من منتدى دافوس على عدد من القضايا، أبرزها التغير المناخي واستدامة النمو. وقد يجد الرئيس الأميركي دونالد ترمب نفسه في موقف محرج فيما يتعلق بقضية التغير المناخي، والذي أعلن ترمب بنفسه في أكثر من مناسبة عدم اكتراثه بها، بحسب تقرير نشرته مجلة “تايمز” الأميركية.
ولم يحضر ترمب النسخة الماضية من دافوس متعللا بأزمة إغلاق الحكومة الأميركية، إذ ألغى الرئيس على نحو مفاجئ خطة الحضور وهو ما كلف الخزانة الأميركية في حينها نحو 3 ملايين دولار تمثلت في تكلفة إيجار السيارات وحجوزات الفنادق له والوفد المرافق، بحسب تقرير نشره موقع “كوارتز”.
وبحسب الموقع الرسمي للمنتدى، فإن النسخة الحالية من دافوس ستناقش أيضا أهمية التطور التكنولوجي في دعم النمو العالمي من خلال ما يصطلح على تسميته بـ”إنترنت الأشياء”.
ويشارك في النسخة الحالية من مؤتمر دافوس 119 مليارديرا من أثرياء العالم، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ الأميركية، تبلغ ثرواتهم مجتمعة نحو 500 مليار دولار.
وبحسب التقرير فإن نسبة المشاركة الأكبر من الأثرياء تأتي من الولايات المتحدة بمشاركة 33 مليارديرا، تليها الهند بمشاركة 19مليارديرا، وبالمرتبة الثالثة روسيا بمشاركة سبعة أشخاص.
ومن المشاركين في المنتدى هذا العام مؤسس بريدج ووتر أسوشيتس ليلي داليو، ورئيس مجلس إدارة مجموعة بلاكستون ستيف شوارزمان، والرئيس التنفيذي لشركة غي بي مورغان تشيس جيمي ديمون.
ويشارك في النسخة الحالية أيضا شخصيات بارزة على غرار جورج سورس والرئيس التنفيذي لشركة هواوي الصينية، إضافة إلى شخصيات فنية لامعة على غرار نجمة بوليود الشهيرة الممثلة دبيكا بادكون.
ومع بدء أعمال منتدى دافوس الاقتصادي من كل عام يتكرر الحديث بشأن الفجوة بين الفقراء والأغنياء والتوزيع غير العادل للثروة حول العالم، في عالم يرزح به نصف مليار نسمة في فقر مدقع، بحسب بيانات “World Poverty” المنصة المعنية بتتبع معدلات الفقر حول العالم.
وذكر تقرير آخر لوكالة بلومبرغ الأميركية أنه بعد أكثر من عقد على الأزمة المالية العالمية، فإن عددا لا بأس به من الأثرياء تضاعفت ثرواتهم على غرار ديفيد روبينستاين وجيمى ديمون وستيفن شوارزمان.
وغالبا ما تتزامن أعمال المؤتمر مع تظاهرات مناوئة للمنتدى وسط حالة من السخط على الأغنياء ورجال السياسة.
وأظهر تقرير لمؤسسة أوكسفام الخيرية، مع النسخة الماضية من المنتدى، أن نحو 26 شخصا يملكون ما يعادل نحو نصف ثروة سكان العالم، مع تزايد الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
وضربت المنظمة مثلا بثروة جيف بيزوس، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون الأميركية، وقالت في تقرير على موقعها الإلكتروني إن ميزانية الصحة في دولة على غرار إثيوبيا تعادل نحو 1% فقط من ثروته.
وبعيداً عن النقاشات الاقتصادية الساخنة فإن أيام دافوس تشهد حفلات ليلية على وقع أصوات الموسيقى بمشاركة أثرياء العالم، برعاية الشركات الكبرى التي لها عضوية بالمنتدى.
وبحسب الموقع الرسمي للمنتدى، فإن تكلفة العضوية تتراوح ما بين 60-600 ألف دولار، أما رسوم المشاركة لغير الأعضاء فتبلغ نحو 28 ألف دولار للشخص الواحد.
وللمشاركين في المنتدى بطاقات عضوية مختلفة الألوان، بناء على لون كل منها يسمح للمشارك بالتنقل من منطقة إلى أخرى، على حسب لون البطاقة التي يحملها.
ويوفر المنتدى عربات غولف مجانية للتنقل، بحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة