«بتروماتريكس» تسعى لتقييم المخاطر على العراق
بغداد ـ احسان ناجي:
في الوقت الذي يشتد فيه العنف في مناطق يسيطر عليها مسلحون شمال بغداد، تعمل الشركات النفطية الاستثمارية في وسط وجنوب البلاد في أجواء يسودها التوتر والقلق، لكن تطغي على العمليات الفنية سمة الاستمرار في الانتاج والتصدير. ولم يرد حتى مساء أمس السبت ما يؤشر خلاف تواصل العمل سيما في المنشآت النفطية الجنوبية.
وقال وزير النفط عبد الكريم لعيبي، في اجتماع لـ «أوبك» بفيينا الأربعاء الماضي، إن منشآت تصدير الخام الرئيسة فى جنوب البلاد «آمنة جدًا جدًا» وإن الشحنات الحالية بلغت 2.6 مليون برميل يومياً.
وبالرغم من أن القتال لم يقترب من مناطق إنتاج النفط إلا أنه فجر المخاوف من احتمال تدهور الوضع بصورة قد تعطل الإنتاج.
وقال مصدر مسؤول في إئتلاف شركات نفطية عاملة في الجنوب، عن الجانب العراقي، أن «هناك نوع من المخاوف لكنها لا تؤثر على مجريات العمل».
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن إسمه لدواعي أمنية، في حديث لـ «الصباح الجديد»، أن «أعمال الانتاج في الحقل الذي يعمل عليه إئتلاف شركات استثمارية ماضية الى رفع الطاقات».
وزاد، ان «الإئتلاف قد يسعى الى رفع الانتاج لتعويض تراجعه من كركوك».
وتأتي معظم صادرات البلاد من النفط حاليا من مناطق إلى الجنوب من بغداد بعيدا عن اعمال العنف. ويتوقع المحللون أن يلاقوا هؤلاء مقاومة أكبر كثيرا إن هم وصلوا إلى الجنوب من بغداد.
وتعد صادرات العراق من الشمال آمنة في الوقت الحالي إذ أن المركز النفطي الرئيس كركوك تسيطر عليه قوات كردية.
الى ذلك، توقعت شركة غاز الجنوب وصول إنتاجها من الغاز الى «ملياري قدم مكعب يومياً» بحلول العام 2017، عادة هذه الكمية بأنها تعادل ما تحتاجه وزارة الكهرباء لتشغيل الوحدات التوليدية الغازية.
وقال مدير عام شركة غاز الجنوب علي حسين خضير في حديث صحفي، إن «الشركة تسعى للوصول الى مستويات من الانتاج تمكن العراق من الاكتفاء الذاتي بمساندة الشركات الأخرى».
وأضاف أن «الوزارة تدعم بشكل كبير عمل الشركة من خلال توفير البنى التحتية للشركة والشركة المستثمرة معنا».
وتوقع خضير، أن «يصل انتاج الشركة من الغاز، وضمن السياقات المعمول بها، الى ملياري قدم مكعب بحلول عام 2017».
وزاد، أن «هذه الكمية تطابق الكميات التي تحتاجها وزارة الكهرباء لتشغيل الوحدات التوليدية الغازية».
عالمياً، قال أوليفييه جاكوب من مؤسسة بتروماتريكس الاستشارية «السوق بوجه عام تحاول تقييم المخاطر على العراق. وشهدت السوق ردة فعل كبيرة لكن وكالة الطاقة الدولية قالت إنها لا ترى خطرا على الإمدادات ولذا فإن التقلب يعكس هذا».
وفقدت أسعار العقود الآجلة لنفط برنت خام القياس الأوروبي بعض مكاسبها، الجمعة، لكنها ظلت فوق 113 دولارا للبرميل مع انحسار المخاوف أن يتسبب العنف في العراق في إيقاف مفاجئ وكبير لصادراته النفطية.
وبحسب أرقام اوردتها رويترز فإن أسعار عقود خام برنت صعدت 0.18 دولار للبرميل إلى 113.20 دولارا للبرميل الساعة 1259 بتوقيت جرينتش بعدما سجلت في وقت سابق 114.69 دولارا للبرميل وهو أعلى مستوى لها منذ أيلول الماضي.
وقفزت عقود الخام الأميركي الخفيف 18 سنتا إلى 106.71 دولارات للبرميل بعدما سجلت في وقت سابق 107.68 دولار للبرميل أعلى مستوى لها في تسعة أشهر أيضا.
ومن المتوقع أن تبلغ مكاسب الخامين أكثر من 5 بالمئة هذا الأسبوع.