صُونوا كلامكم عن الثرثرة

-1-
ليس ذنبا أنّ يتولى بعض اقربائك مناصب مهمة متى ما كانوا من ذوي الكفاءة والنزاهة والوطنية والقدرة على النهوض بالخدمة العامة .
أيكون من العدل أنْ يحرم أقرباؤك من حقوقهم في تولي المناصب المناسبة لهم لا لشيء الاّ لأنهم من أقربائك وأنت من رموز البلد ؟
إنّه منطلق أعوج
وإنّها مهزلة كبرى مبعثها اللؤم والحسد ليس الاّ ..!!
-2-
الذنب الحقيقي هو الاهتمام بالذات والأقرباء فقط ، والاستهانة بالمواطنين الآخرين، لانّ ذلك لا يعني الا الذاتية والنرجسية وهما ممقوتتان مكروهتان ملعونتان على كل لسان ..
-3-
ويؤسفنا ان نقول :
انّ معظم السلطويين في العراق الجديد ( 2003-2019) قد اشاحوا بأوجههم عن مواطنيهم حتى لكأنهم لا يعرفونهم اصلاً ، وتفرّغوا لتكريس ذواتهم ، واغتنام مناصبهم لمصالحهم الخاصة ، واستغلوا نفوذهم في مجالين :
المجال الاول : الاستحواذ على أكبر ما يمكن أنْ يستحوذوا عليه من المال العام، بشتى طرق الاختلاس والاحتيال، عبر العمولات والصفقات المشبوهة والعقود الوهمية وشبهها …
والمجال الثاني : زرع الأقرباء والأصهار والأنصار في مختلف مؤسسات الدولة وأجهزتها وشكلّوا ما يسمى ( بالدولة العميقة )، فيما بقي المواطنون العراقيون الآخرون بعيدين عن نيل استحقاقاتهم الأمر الذي تراكم معه السخطُ وزادت وتيرة الغضب والامتعاض حتى وصلت الى ما وصلت اليه من انتفاضة ابتدأت في الأول من تشرين الأول من هذا العام ، ومازالت التظاهرات والاحتجاجات عارمةً في العاصمة، وفي مختلف المحافظات العراقية تعبيراً عن نفاد الصبر على تلك الممارسات الظالمة، وعلى المحاصصات الغاشمة التي التزم المحترفون السياسيون بها ودون هوادة ، غير عابئين بالملايين من البائسين والمستضعفين من المواطنين العراقيين .
-4-
لقد اكتشفوا اليوم أمرين :
الاول : فشلهم الذريع في أداء ما يجب اداؤه للمواطنين من خدمات في مختلف المرافق
الثاني :
عجزهم عن قراءة نبض الشارع بالشكل الصحيح { فالجماهير قد تصبر ولكنها لا تستسلم} – كما قال الامام الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه –
-5-
واذا كانت رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة فاننا حتى الآن لم نجد أية هيئة رسمية مؤهلة لفتح الحوار مع الجماهير الغاضبة للوصول الى حلول مُرْضِيةٍ تُطفأ اللهب الضاري .
-6-
ومعزوفة التأييد الرسميّ للحراك الشعبي السلمي أصبحت ممجوجة لانها مازالت تقترن بأرقام مرعبة للشهداء والجرحى …!!
-7-
من الخطأ بمكان الرهان على عامل الوقت لِحلِّ الأزمة فقد تتصاعد وتيرة التظاهرات والاحتجاجات الى حد تصعب معه السيطرة على الأمور .
-8-
انّ سيد الحلول هو الاعتراف بالخطأ ،
والمبادرة الى الاستجابة لكل المطالب الشعبية المشروعة للجماهير بعيداً عن اللجوء الى الحذلقات والالتواءات والاستماتة في الحفاظ على الامتيازات والمكتسبات .
-9-
ومن المهم جداً :
الشروع الفوري بمحاكمة رموز الفساد والافساد بشكل علني ، فانّ ذلك سيقدم الدليل العملي على صدق الاستجابة لمطالب الجماهير .
واعلان نتائج التحقيق الجنائي عمن مارس القتل والقنص بحق المتظاهرين السلميين .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة