نينوى ـ خدر خلات:
تواصل قوات البيشمركة تقدمها صوب الموصل لشكل تدريجي، وتستمر بمطاردة عناصر تنظيم الدولة الاسلامية او ما يعرف اختصارا بـ (داعش) وتطردهم من مواقعهم بدعم واسناد جوي عراقي امريكي مشترك.
وفيما يسود الارتباك صفوف تنظيم داعش في محافظة نينوى اثر الضربة الجوية القاسية على احد معسكرات تدريبه في حمام العليل (30 كلم جنوب الموصل) قال اعلامي موصلي فضل عدم الاشارة الى اسمه الى “الصباح الجديد” ان سيارات تابعة للتنظيم الارهابي تجوب شوارع مدينة الموصل وتحث الاهالي، عبر مكبرات الصوت، على التوجه للمستشفيات للتبرع بالدم لعشرات الجرحى من عناصرهم”.
واعتبر المتحدث ان “توجيه هذا النداء دلالة على الضربة الموجعة التي تلقاها التنظيم، قبـل بـدء الهجوم الفعلي الجوي الاميركـي ـ الغربـي او قبـل بدء ما يسمـى بساعـة الصفـر”.
وفي محيط مدينة الموصل (400 كلم شمال بغداد) بدا تنظيم داعش يتقهقر ويتراجع، وخاصة من الجهة الشرقية حيث وصلت قوات البيشمركة المدعومة بالطيران الامريكي والعراقي الى مشارف مركز قضاء قرقوش، ومركز ناحية برطلة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني، سعيد مموزيني الى “الصباح الجديد” ان “قوات البيشمركة تحقق انتصارات متتالية وتواصل طرد عناصر داعش الارهابية من عدة مواقع بشكل مستمر، وبدعم الطيران الحربي العراقي والامريكي”.
واضاف “بعد سيطرة قواتنا على جبل زردك (العين الصفراء) الستراتيجي قبل اسبوعين، تمكنت قواتنا من السيطرة على نحو 15 قرية اخرى تقع بين الجبل ومدينة الموصل ضمن ناحية برطلة”.
واشار “تمكنت قواتنا اليوم (امس الجمعة)، من طرد عصابات داعش من قرية تل اسود صغير وقرية اخرى بجوارها بعد اشتباكات عنيفة، وعقب دخول قواتنا الى هاتين القريتين عثرنا على 12 جثة تعود لعصابات داعش الذي اضطر لتركها خلفه قبل ان يلوذ بالفرار باتجاه مدينة الموصل”.
لافتا الى ان “معلوماتنا تشير الى ان داعش تكبد عشرات الجرحى وقام باخلائهم، فضلا عن تدمير واعطاب عدة عجلات تابعة لداعش”.
وكشف مموزيني على ان “قوات البيشمركة في مفرق برطلة تمكنت من رصد انتحاري كان يقود سيارة بيك آب ملغمة، وكان يروم الاقتراب من قطعاتنا المرابطة في المفرق، لكنها نجحت في قتل الانتحاري وتفجير عجلته الملغمة قبل ان يصل اليها، ولم تقع في صفوف قواتنا اية خسائر”.
وفيما يبدو انه استثمار لانكسارات داعش في الجهة الشرقية من الموصل، قال مصدر عسكري، طلب عدم الكشف عن اسمـه الى “الصباح الجديد” ان “قوات عراقية من النخبة، بدأت تتحشد في مناطق شرقي الموصل جنبا الى جنب قوات البيشمركة الكردية”.
واضاف ان “القوات العراقية مجهزة بأحدث الاسلحة التي وصلت مؤخرا للعراق وبمختلف صنوفها الخفيفة والثقيلة، وان هناك تنسيق عال المستوى بين مختلف القيادات العسكرية في بغداد واربيل”.
ورجح المصدر ذاته ان “تنطلق عمليات تحرير عدة قرى وبلدات في منطقة سهل نينوى خلال الاسبوع الجاري”. معتبرا ان “بدء الهجوم الجوي الموسع سيسرع من عملية تطهير كامل سهل نينوى، خصوصا وان تنظيم داعش بدأ يتخبط وتنكمش المساحات التي كانت تخضع له، وتتراخى قبضته على المناطق التـي مـا زال يسيطـر عليها.
وكان تنظيم داعش قد بسط سيطرته على غالبية اجزاء محافظة نينوى في العاشر من حزيران الماضي، بعد انهيار مفاجئ للقوات الامنية العراقية.
كما نجح التنظيم في بسط سيطرته على عدة مناطق في سهل نينوى في السادس من شهر آب الماضي، قبل ان تتمكن قوات البيشمركة المدعومة بالطيران العراقي والاميركي من استعادة عدة مناطق من قبضة التنظيم في الاسابيع الثلاثة الاخيرة.