في تمهيد لجولة جديدة من المباحثات بشأن القضايا العالقة
السليمانية ـ عباس كاريزي:
اعلنت حكومة اقليم كردستان سعيها لتوقيع اتفاق طويل الاجل مع الحكومة الاتحادية يضمن وضع خارطة طريق لايجاد معالجات جذرية للملفات العالقة.
وقالت رئيس كتلة الحزب الديمقراطي في مجلس النواب العراقي فيان صبري، ان الايام القليلة المقبلة ستشهد توقيع اتفاق كونكريتي مع الحكومة الاتحادية.
وتابعت صبري في تصريح تابعته الصباح الجديد، ان مسالة النفط والميزانية تتطلب الاسراع بالتوصل الى اتفاق بين الاقليم والحكومة الاتحادية، وان اقليم كردستان يرحب باي اتفاق يصب في صالح الطرفين بهذا الاتجاه.
واكدت صبري حصول تقدم ايجابي في المباحثات بين الجانبين، ما يشير الى قرب توصل الجانبين الى حلول للمسائل العالقة وفقا للدستور، متوقعة ان يتم توقيع اتفاق كونكريتي في المستقبل القريب بين الجانبين.
بدوره اعلن عضو مجلس النواب ريبوار طه تأجيل زيارة وفد حكومة الاقليم الى بغداد
نتيجة لانشغال الحكومة الاتحادية تلبية مطالب المتظاهرين.
واضاف، انه بسبب التظاهرات التي شهدتها بعض المحافظات في العراق، تأجلت زيارة وفد رفيع المستوى من اقليم كردستان الى بغداد، اضافة الى تأجيل زيارة كان يفترض ان تقوم بها ثلاث لجان من مجلس النواب الى اقليم كردستان.
وكان من المقرر، ان يزور وفد بارز من حكومة اقليم كردستان امس الثلاثاء بغداد لتسليم ملاحظات الاقليم حول مسودة موازنة العام 2020، وفي الوقت نفسه كان مقررا ان تزور ثلاث لجان من مجلس النواب (المالية، القانونية، النفط والغاز) اقليم كردستان بناء على دعوة رسمية من حكومة الاقليم، مشيرا الى زيارة الوفدين تأجلت الى اجل غير مسمى.
وتابع طه، انه بسبب الاجتماعات المكثفة لرئاسة البرلمان مع رئيس اللجان ورئيس الكتل والمحافظين لاتخاذ الاجراءات المناسبة لتطبيع الاوضاع في البلاد بعد موجة التظاهرات، تأجلت زيارة اللجان الثلاث لمجلس النواب الى اقليم كردستان.
بدوره اكد استاذ العلوم السياسية طه زنكنة، ان زيارة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الى كردستان ولقائه بالمسؤولين في حكومة الاقليم، يرتبط جزء كبير منه بالمصالح الروسية بالاقليم والعراق وخصوصا في قطاع الطاقة.
واضاف زنكنة، في حديث للصباح الجديد، ان مرافقة وفد رفيع المستوى من شركة روسنفت الروسية المملوك 51 بالمئة منها للحكومة الروسية، لوزير الخارجية سيرغي لافروف خلال زيارته الى العراق واقليم كردستان، يؤكد سعي روسيا لضمان استثماراتها النفطية في اي اتفاق مستقبلي تتوصل اليه حكومة الاقليم مع الحكومة الاتحادية.
وكانت حكومة اقليم كردستان قد قامت ببيع انبوب النفط الذي انشأته عام 2013 وتصدر النفط منه عبر الاراضي التركية الى ميناء جيهان الدولي، الى شركة روس نفت الروسية بمبلغ ثلاثة مليارات دولار، تسلمت حكومة الاقليم نصف المبلغ من الشركة مسبقاً، فضلا عن منح الشركة استثمارات كبيرة في عدة حقول نفطية بالاقليم.
واضاف زنكنة، ان تخلي حكومة اقليم كردستان عن الشروط المسبقة التي كانت تضعها للتوصل الى اتفاق وتسليم النفط الى بغداد، بعد ادراكها المخاطر التي ستحدق بالاقليم، مالم تسرع بمعالجة الخلافات مع بغداد قبيل اقرار الموازنة العامة، سيعجل بالتوصل الى اتفاق مع الحكومة الاتحادية لتسليم النفط الى بغداد، وهو ما قال انه دفع بموسكو الى الاسراع لزيارة العراق واقليم كردستان، في مسعى منها لضمان استمرار سريان العقود التي وقعتها مع حكومة الاقليم، والابقاء على حصة الشركات الروسية من قطاع الطاقة بالاقليم.
وكان مستشار رئيس اقليم كردستان للشؤون الخارجية فلاح مصطفى، اعلن ان زيارة وزير الخارجية الروسي الى الاقليم، بحثت العلاقات الاقتصادية بين الاقليم وروسيا، وتطويرها بين الطرفين، خاصة مسألة النفط، حيث تعمل شركات النفط الروسية في هذا المجال بالاقليم.
ورافق الوزير الروسي وفد يضم ممثلي الشركات النفطية الروسية الكبرى، بما فيها «روس نفط» و»غازبروم نفط».
وتعد زيارة وزير الخارجية الروسي إلى أربيل، هي الأولى من نوعها، وأول زيارة له الى العراق منذ 5 سنوات، في الوقت الذي تجمع الطرفين علاقات اقتصادية وتجارية متينة، كما أن شركة «روسنفت» العملاقة تستثمر في الإقليم منذ إبرام اتفاق بهذا الشأن في عام 2017.
الى ذلك قال وزير الاقليم لشؤون العلاقة والمباحثات مع بغداد خالد شواني، ان وزارته ستعمل بنحو جدي لاستكمال التحضيرات وتهيئة وتحديد اهم الملفات، التي ينبغي ان يتم التوصل الى اتفاق حولها مع بغداد.
واكد شواني، ان اقليم كردستان اكمل استعدادته لتقديم مطالبه الى الحكومة الاتحادية، خلال جولة المباحثات المرتقبة بين الطرفين، الذي توقع ان تبدأ قريباً.