زيادة صادرات النفط العراقية بعد هجمات أرامكو

«سومو» تزود الهند بالخام بقيمة 25 مليار دولار سنوياً

بغداد ـ الصباح الجديد:

قالت صحيفة وول ستريت جورنال، أمس السبت، إن العراق يعد أحد الدول الثلاث المنتجة التي استفادت من الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشأتين تابعتين لأرامكو، بحسب وصفها، في وقت ارتفعت فيه صادرات العراق النفطية إلى الهند الى مستوى قياسي لتصل الايرادات السنوية لصالح بغداد الى 25 مليار دولار سنوياً.
وقالت شركة (Kpler) التخصصية، إن «صادرات العراق ارتفعت بمقدار 31 الف برميل يوميا في الأيام الـ10 الماضية».
لكن “الفائز الأول”، بحسب الصحيفة، هي الإمارات العربية المتحدة. وقالت سماح أحمد، كبيرة محللي النفط الخام في شركة Kpler لبيانات السلع، إن ناقلة نفط نرويجية كانت متجهة إلى رأس تنورة بالمملكة قبل أن تغير مسارها الأسبوع الماضي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي لشحن مليوني برميل من النفط الخام، تليها روسيا.
وتشير البيانات إلى أنه خلال الأسبوعين الماضيين، أي بعد وقوع الهجمات، زادت شحنات الخام الروسية والإماراتية المنقولة بحرا بمقدار 100 ألف برميل يوميا وفقا لشركة التحليلات ClipperData.

نفط البصرة الأرخص
الى ذلك، ارتفعت صادرات العراق النفطية إلى الهند لمستوى قياسي، في آب الماضي، في الوقت الذي تستبدل فيه المصافي الواردات الأفريقية مرتفعة الثمن بشحنات من نفط البصرة الأرخص، على وفق ما أظهرته بيانات وصول ناقلات جرى الحصول عليها من مصادر بالقطاع وفي مجال الشحن البحري.
وتكشف البيانات أن ثالث أكبر مستورد للنفط الخام في العالم جلب نحو 1.32 مليون برميل يوميًا من النفط الخام العراقي، الشهر الماضي، بزيادة قدرها الثلث تقريبًا، مقارنة مع تموز الماضي، وبارتفاع نسبته 29 % مقارنة مع آب 2018.
وانخفضت واردات الهند من النفط الأفريقي 18.3% إلى 764 ألفًا و500 برميل يوميًا، إذ ارتفعت أسعار الخامات الثقيلة المنخفضة الكبريت من أنغولا والكاميرون وتشاد، والتي تقبل عليها شركات التكرير الصغيرة والكبيرة في الصين قبيل تطبيق قواعد للمنظمة البحرية الدولية عام 2020.

حصة سوقية أكبر
وتسببت تخفيضات الإنتاج التي تنفذها منظمة البلدان المصدرة للبترول ”أوبك“ والعقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا، في تقليص إمدادات الخام الثقيل العالي الكبريت وسمحت أيضا للعراق، ثاني أكبر منتج في أوبك، بكسب حصة سوقية في الهند.
وقال المحلل لدى رفينيتيف، إحسان الحق، إن ”في السوق الفورية، النفط السعودي والإماراتي غير متاح بينما النفط العراقي متاح بسهولة وبأسعار جذابة، مما يحفز المصافي على تعزيز مشترياتها من النفط العراقي“.
وأضاف أن شركة تسويق النفط العراقية ”سومو“ تبيع النفط عبر عطاءات فورية في الوقت الذي تعزز فيه الإنتاج.
وباعت سومو خام البصرة الثقيل للتحميل، في تموز الماضي، بعلاوة أقل من سعر البيع الرسمي للخام عبر عطاءات. وتُظهر البيانات أن العراق احتفظ بمركزه كأكبر مورد للنفط إلى الهند بعد السعودية.

ارتفاع امدادات العراق
ويضخ العراق 4.8 مليون برميل يوميا، في الأشهر القليلة الماضية، بدلًا من المستوى المستهدف له البالغ 4.5 مليون برميل يوميًا، بينما تنتج السعودية نفطًا يقل عن المستوى المستهدف لها بموجب اتفاق أوبك.
وتُظهر البيانات أن واردات الهند في المجمل، خلال آب، بلغت 4.7 مليون برميل يوميا من دون تغيير عن الشهر نفسه قبل عام.
وتستعد المصافي الهندية، كغيرها من المصافي العالمية، لزيادة إنتاج زيت الوقود الذي يحتوي على نسبة منخفضة جدًا من الكبريت لإمداد السفن اعتبارا من عام 2020.
واعتبارًا من مطلع كانون الثاني المقبل، ستحظر المنظمة البحرية الدولية على السفن استخدام أنواع الوقود التي تحوي ما يزيد عن 0.5% من الكبريت، مقارنة بـ3.5% حاليًا، لتقليص تلوث الهواء.
وقال إحسان الحق: ”بعض المصافي الهندية المتقدمة مثل ريلاينس بمقدورها إنتاج زيت الوقود الذي يحتوي على نسبة منخفضة جدًا من الكبريت من نفط عالي الكبريت مثل البصرة الثقيل“.
وضاعفت ريلاينس إندستريز وارداتها من النفط العراقي، في آب، إلى مثلي ما كانت عليه في نفس الشهر من العام الماضي إلى نحو 1.8 مليون طن، بحسب ما كشفته البيانات.
وتظهر البيانات أن بسبب ارتفاع الواردات من العراق والسعودية، زاد إجمالي واردات الهند من الشرق الأوسط إلى 16 % في آب مقارنة مع تموز.
وبحسب البيانات، فإن واردات الهند من فنزويلا بلغت في المتوسط 412 ألف برميل يوميًا، في آب، بنمو نسبته 48 % مقارنة مع تموز.
في السياق، اكد السفير العراقي في الهند فلاح عبد الحسن ان العراق يسعى لجذب استثمارات الشركات الهندية في قطاع النفط والغاز، ومن المرجح أن يجري بحث هذه القضية خلال زيارة وزير البترول دارميندرا برادان القادمة للبلاد.
ونقل موقع صحيفة ( انديان توداي الهندية) في تقرير عن عبد الحسن قوله إن ”الجانبين العراقي والهندي يعملان على نظام تحرير الفيزا الى جانب السعي لابرام اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي”.
واضاف ”نبحث عن استثمارات من قبل الشركات الهندية العاملة في قطاع النفط والغاز الهندي وهناك فرص هائلة في هذا القطاع”.

رقم عراقي سنوي
وواصل أن ”العراق يزود الهند بالنفط الخام بقيمة 25 مليار دولار سنويا. إن شركات النفط التابعة للقطاع العام في الهند، بما في ذلك IOCL و HPCL و BPCL ، هي المستورد الرئيس للنفط من العراق”.
واشار السفير العراقي الى أن ” بلاده تستكشف أيضًا تعاونًا أكبر مع الهند في العديد من القطاعات الأخرى بما في ذلك الرعاية الصحية والطب والطيران، كما أن الحكومة العراقية تدرس زيادة الرحلات الجوية بين البلدين”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة