الفنان د. فاروق نواف يضع اللمسات الأخيرة لإنجاز نصب ساحر الكرة العراقية أحمد راضي

أول تمثال لنجم رياضي توفي بسبب جائحة كورونا

بغداد ـ وداد إبراهيم:

بمشورة من جمعية الفنانين التشكيليين أزالت امانة بغداد تمثالا للبطل الرياضي ونجم الكرة العراقية الراحل احمد راضي في منطقة اليرموك بعد اربع ساعات من وضعه من قبل احد الأشخاص، وجاء في بيان الجمعية» نحن في جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين اذ نؤيد ما قامت به ملاكات الامانة بإزالة هذا التمثال الذي يعد تشويها حقيقيا للفن والنحت العراقي والمشهد البصري والحضري للمدينة، حيث عادة ما تقوم جهات من هنا او هناك من وضع اعمال يطلق عليها نصبا وتماثيل في الساحات العامة من دون موافقات اصولية سواء في بغداد أو المحافظات تمثل تخريبا للذائقة العامة والمستوى الفني الذي يمثله النحات العراقي الأصيل، لذلك توجه جمعيتنا الدعوة الى الجهات الرسمية وغير الرسمية كافة إلى أخذ المشورة الفنية من جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين لما تمثله من مكانة عريقة ولامتلاكها الخبرات الفنية اللازمة قبل الشروع بتنفيذ أو نصب أي عمل فني في الشوارع والساحات العامة ونؤكد تعاوننا ووقوفنا مع أمانة بغداد وأية جهة أخرى تسعى للحفاظ على الوجه الحضري لمدينتنا العزيزة بغداد ولنعمل جميعا لإظهارها بأبهى صورة وجمال».

التمثال تم بموافقة أربع جهات فنية
وعلى الصعيد ذاته أعلن الفنان د. فاروق نواف العيساوي (بكالوريوس كلية الفنون الجميلة) بأنه وضع اللمسات الأخيرة لتمثال البطل الرياضي ساحر الكرة العراقية الراحل احمد راضي والذي كلف به من قبل محافظ الأنبار.
وأضاف: احمد راضي هو صديق عمري لأني كنت لاعب كرة قدم معه في الفريق نفسه لكني اصبت فابتعدت عن الرياضة، وحين سمعت خبر إصابته بالجائحة تألمت كثيراً وكنت قلقا عليه، وكان خبر وفاته صدمة كبيرة لي فدخلت إلى الأستوديو الخاص بي وعملت له بورتريه وبعد يومين عرفت بمناشدة محافظ الأنبار بعمل نصب تذكاري للراحل احمد راضي، فسارعت للتقديم وكنت قد هيأت كل شيء فقدمت النموذج ليقع الاختيار علي لإنجاز العمل بعد ان حصل العمل على موافقة نقابة الفنانين العراقيين وجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين ولجنة وزارة الثقافة والسياحة والآثار ولجنة من محافظة الأنبار حتى اوعز المحافظ بتكليفي بالعمل.
اما عن آلية العمل فقال: ثيمة العمل هو الرقم ثمانية رقم الكابتن في الفريق، ويشكل في مجمله موضوع متكامل ارتفاعه 8 أمتار يشمل ارتفاع التمثال والقاعدة وهي على شكل رقم 8 باللغة الإنجليزية، وفي كل وجه من الأوجه جداريتين واحدة كبيرة بمتر وربع والأخرى متر وهي رقم 8، والجداريات توثق لقطة تاريخية من حياة الكابتن الرياضية المميزة.

العمل يوثق مرحلة النجومية للراحل
واكمل: كان العمل قد بدأ في خضم أزمة كورونا، وكان من الصعب أن أجلب مساعدين معي لان كانت الجائحة وحظر التجوال في بغداد على أشده، والمعروف أن آلية الاعتماد على الاخرين في النحت هو شيء أساس لأن العمل ضخم وكبير وحرارة الجو كان لها تأثير كبير على سرعة جفاف الطين، ولكن آثرت على نفسي أن أعمل العمل لوحدي وبأجود أنواع الطين وانقاها وهذه ميزة خاصة للعمل، حين أكملت العمل أشرت على المحافظ أن تكون ميكانيكية الصب بالتعاون مع قسم المصاهر في وزارة الثقافة والسياحة والآثار وتم الاتفاق على أن يصب العمل بمادة البرونز، وقد ينتهي العمل خلال فترة قليلة ليوضع على بوابة مدينة الرمادي.
وتابع: العمل جرى وأكتمل بموافقة أسرة النجم الراحل، وحصلت على الكثير من الصور من قبل اسرته بمساعدة المصور (هيثم فتح الله) الذي أرفدني بالكثير من اللقطات وعملت على سن النجومية للراحل وهو بين 1986 وعام 1988 لان لديه لقطات رياضية مهمة وتوثق مرحلة مهمة في الرياضة العراقية ولأنه رمز وطني وأكثر من كونه رياضي.
علما إن التمثال يعد أول تمثال بالعالم لشخصية رياضية توفت بسبب الجائحة، والمعروف ان في السابق كان هناك قضية مركزية في وضع النصب في بغداد أو أية مدينة إذ تتم بموافقة نقابة الفنانين وجمعية الفنانين التشكيليين، لكن نجد الكثير من الساحات فيها نصب بائسة ولا تمت للثقافة حتى إقامت جمعية الفنانين التشكيليين دعوى بعدم إقامة أي نصب فني الا بموافقة نقابة الفنانين وجمعية التشكيليين العراقيين وتم رفع الكثير من الاعمال غير المناسبة.

كل عراقي مبدع يستحق ان يقام له نصب
اما عن الشخصيات التي تستحق أن يقام لها نصب فقال: كل عراقي مبدع في مجال تخصصه يستحق أن يقام له نصب تذكاري من أجل تحفيز الشباب للمواظبة والاقتراب من الشخصيات المثلى والتي ترتفع إلى الثقافة العراقية لتكون إيقونات.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة