احزاب وقوى سياسية تسعى لإعادة الثقة المفقودة بينها وبين الجماهير في الاقليم

المجلس المركزي للاتحاد الوطني يعتزم عقد المؤتمر العام قبل نهاية العام الحالي

السليمانية ـ عباس كاريزي:

دفع غياب الشخصيات القيادية المؤثرة على الساحة السياسية في اقليم كردستان، بالاحزاب والقوى السياسية الى اعادة طرح نفسها باشكال واوجه مختلفة، وصياغة برامج ورؤى جديدة تمكنها من اعادة الثقة المهتزة بينها وبين الجماهير.
الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني اكبر الاحزاب السياسية في الاقليم يواجهان ازمة حقيقية في اعادة بناء الثقة مع الجماهير، التي تضررت وتحملت ازمات ومشكلات كانت في غنى عنها جراء السياسات الاقتصادية والادارية غير الموفقة للسلطات خلال السنوات الاخيرة في الاقليم.
وبينما تبرز بين فترة وفترة اخرى الخلافات بين جناحي مسرور ونيجيرفان بارزاني داخل الحزب الديمقراطي التي تنعكس في كثير من الاحيان على الية ادارة مفاصل الحكم في الاقليم، نظرا لشغل احدهما منصب رئيس الاقليم والاخر رئيس حكومة الاقليم، يسعى الاتحاد الوطني الى تجديد صفوفه والتخلص من القيود ومماطلة قيادته الحالية وعقد مؤتمره العام الرابع قبل نهاية العام الحالي، بعد ان تجاوز تأخر عقده عامه السابع.
المجلس المركزي للاتحاد الوطني وهو بمنزلة البرلمان الحزبي للاتحاد الوطني يعقد منذ اشهر لقاءات واجتماعات متواصلة مع الاعضاء والكوادر وجماهير الاتحاد الوطني، بهدف التوصل الى اليات وصيغ مناسبة تضمن عقد المؤتمر العام الرابع خلال العام الحالي 2019.
وكان الاتحاد الوطني قد شهد بعد وفاة امينه العام الرئيس مام جلال عام 2017، تصدعا في تنظيماته برزت على اثرها خلافات بين جناح كوسرت رسول- برهم صالح، وجناح الاغلبية في المكتب السياسي بزعامة السيدة هيرو ابراهيم احمد، ما ادى الى تراجع دوره وتأثيره على الساحة السياسية استغله الحزب الديمقراطي لتثبيت اقدامه وتحقيق مكاسب سياسية وفرض نفوذه وهيمنته على ادارات ومفاصل الحكم بالاقليم.
المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني بحث في لقاء موسع عقده مع مسؤولة تنظيمات الخارج في الاتحاد الوطني شاناز ابراهيم احمد، والدكتور لطيف رشيد وعدد من الكوادر المتقدمين في الاتحاد مشروع البرنامج والنظام الداخلي، المعد من قبل المجلس لاعتماده في المؤتمر العام الرابع.
السيدة شاناز ابراهيم احمد قالت في كلمة وفقا لبيان لمكتبها تلقت الصباح الجديد نسخة منه « هذا اللقاء مهم لكي نتمكن جميعاً من مناقشة وضع خارطة لعقد المؤتمر واعادة بناء الهيكل التنظيمي المستقبلي للاتحاد الوطني».
وتابعت « قطعنا شوطا ومرحلة كبيرة ومهمة في سبيل احياء الاتحاد وتحديثه بنحو عصري، وتمكنا بجهود الجميع ان ننتقل بضرورة عقد المؤتمر من صوت خافت الى مطالبة عامة، اليوم واكثر من اي وقت مضى اصبحت مسألة عقد المؤتمر العام الرابع لدى جميع مؤسسات الاتحاد بشتى ارجاء كردستان قضية الساعة ولا تحتمل مزيدا من التأخير والمماطلة».
وبينما اكدت شاناز ابراهيم احمد ضرورة، ان ننتقل من بحث عقد المؤتمر الى تفاصيل عقده والاهداف والمعوقات التي تعترض انعقاده، طالبت بعدم السماح بان يكون المؤتمر المرتقب توافقياً لارضاء بعض الاطراف على حساب كوادر واعضاء الاتحاد.
ودعت ابراهيم احمد الى ضرورة بلورة واعداد مشروع مسبق لنظام داخلي عصري حديث مكتمل، قبيل انعقاد المؤتمر، وتثبت سلطات وصلاحيات ودور واهمية مؤسسات الاتحاد، وتابعت « لذا ينبغي ان نعقد مؤتمرات مصغرة واجتماعات مستمرة لبلورة نظام داخلي يتم الاتفاق عليه يمثل جميع الاعضاء والكوادر ويعكس تطلعات جماهيرالاتحاد.
واقترح المجتمعون تشكيل عدة لجان من قبل المجلس المركزي، لمناقشة اليات والسبل الكفيلة بعقد المؤتمر، وابدى الحضور استعدادهم للمشاركة في تلك اللجان وفقا للخبرة والتخصص لمناقشة مشروع النظام الداخلي المقترح واغنائه بالمقترحات والافكار الجديدة.
وكان القيادي في الاتحاد الوطني الدكتور لطيف رشيد قد دعا الى اجراء اصلاحات جذرية وشاملة في صفوف الاتحاد الوطني، مؤكدا ان المؤتمر العام الرابع بات مطلبا شعبيا وجماهيريا ملحاً اضافة الى كونه ضرورة لاعادة بناء واحياء الاتحاد الوطني.
وكان اوضح وزير الموارد المائية السابق القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني الدكتور لطيف رشيد في مقالة نشرتها الصباح الجديد في الأسبوع الماضي، ان مرض الرئيس مام جلال ووفاته افرزت العديد من الخلافات والمشكلات داخل الاتحاد، اظهرت بنحو جلي الصراع والخلافات بين اجنحته المختلفة، ما ادى الى تراجع شعبيته وتأثيره ليس فقط على الجماهير، بل وحتى على كوادره وانصاره ومؤيديه.
واضاف رشيد، ان المؤتمر العام الرابع الذي بات الان الحديث الشاغل لكوادر واعضاء وجماهير الاتحاد، ومطلباً ملحاً لاعادة بناء الحزب واستجماع هيكله التنظيمي، ولملمة شتاته بعد مرور تسع سنوات على انعقاد المؤتمر الثالث، هو الدواء الوحيد الذي من شانه، اذا ما كان شفافا نزيها ان يعكس تطلعات كوادره وانصاره ويعيده الى مكانته الطبيعية لدى الجماهير.
وفي حين حذر رشيد من المماطلة وعدم عقد المؤتمر العام بنحو نزيهة شفاف يضمن اجراء التغيير والاصلاح واعادة هيكلة وبناء الحزب من جديد، دعا بعض من اعضاء القيادة الحالية الى الاعتراف بالفشل في قيادة الحزب ومراجعة الذات وتقديم الاستقالة، والسماح للجيل الجديد، والكوادر الشابة لاعادة الدماء والروح الى الحزب.
وكان الاتحاد الوطني الكردستاني الذي تأسس من قبل جلال طالباني وعادل مراد وفؤاد معصوم وعبد الرزاق عزيز ونوشيروان مصطفى في دمشق عام 1975 ، على اطلال الثورة السابقة التي قادها الملا مصطفى بارزاني، قد شهد منذ تأسيسه ولحد الان منعطفات وتحديات وتصدعات حادة كان ابرزها انشقاق نائب امينه العام نوشيروان مصطفى وتأسيسه لاحقا حركة التغيير، وانشقاق برهم صالح وتأسيسه تحالف الديمقراطية والعدالة، قبل ان يعود عقب فشله في الحصول على الاصوات المطلوبة لفرض حزبه كلاعب اساسي على الساحة السياسية في الاقليم خلال انتخابات مجلس النواب العراقي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة