ترجيحات بارتفاع اسعار النفط والغاز حتى 150 دولارا حال اندلاع الحرب

السعودية توافق على استقبال قوات أميركية مهمتها تأمين الملاحة عبر الخليج وهرمز

الصباح الجديد ـ وكالات:
نقلت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية عن محللين إن اندلاع حرب في منطقة الخليج نتيجة قيام إيران بتهديد الملاحة الدولية يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط والغاز ومستويات أسعار التأمين، إضافة إلى حدوث أزمة طاقة ومشكلات مصرفية عالمية.
وارودت هذه الوكالة تقريرها بعد ان كشفت القيادة المركزية الأمريكية، أن الولايات المتحدة تحضر لعملية عسكرية تحت مسمى “غارديان”، لتأمين الطرق البحرية في منطقة الخليج والشرق الأوسط عامة.
وأشارت الوكالة في تقرير نشرته، امس السبت، أن ” وقوع حرب طويلة في المنطقة يمكن أيضًا أن يتسبب في ركود اقتصادي بالولايات المتحدة والهند واليابان والدول الصناعية الأخرى، ويسرع جهود تلك الدول لتخفيف الاعتماد على النفط”.
وقال ايان بريمر رئيس مجموعة يوراسيا في لندن “في حال اندلاع مواجهة عسكرية محدودة فإن ذلك لن يؤثر بشكل كبير على تدفق النفط والسلع الأخرى عبر مضيق هرمز، رغم أن بعض الناقلات يمكن أن تستهدف من قبل إيران”.
من جانبه، أشار اول سلوث هانسن، المحلل في بنك ساكسو الدانمركي، إلى أنه ستكون هناك جهود دولية للإبقاء على مضيق هرمز مفتوحًا للملاحة، فيما يمكن أن يتم إعداد خطة دولية بالتعاون مع السعودية ودول إقليمية أخرى لحماية السفن قبل القيام بضربة عسكرية ضد إيران”.
وقال فريدون فيشاراكي مستشار الطاقة السابق للحكومة الإيرانية في فترة السبعينات إن “فكرة إغلاق مضيق هرمز سخيفة لأنه في حال تم ضرب ناقلة داخل المضيق قد يغلق لأسبوعين فقط بعدها ستعاود السفن مرورها، وأعتقد بأنه في حال حاولت إيران ضرب جميع السفن التي تمر عبر المضيق فستقوم القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية بالرد على ذلك..

أعتقد أن إيران تدرك بأنها ستخسر كثيرًا إذا ما أقدمت على هذه الأفعال لكنها يمكن أن تدفع ميليشيات حليفة إلى وضع ألغام بحرية».
ونقلت «بلومبرغ» عن كين ميدلوك المحلل في مركز دراسات الطاقة بمدينة هيوستون الأميركية قوله: « قد تؤدي الحرب في منطقة الخليج إلى دفع أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل ويمكن بعدها أن تستقر عند 80 دولارًا في حال أظهرت دول الخليج قدرة على مواصلة تصدير النفط».
وأضاف «في حال اندلاع حرب شاملة وطويلة فإن الأسعار قد تصل إلى 150 دولارًا، فيما يمكن أن ترتفع أسعار الغاز المسال بنسبة أكبر من الزيادة بأسعار النفط».
وفيما يتعلق بخطر تعرض منشآت النفط الخليجية للهجوم خلال الحرب، رأى فيشاراتي أن المنشآت في الإمارات تعتبر الأكثر عرضة لمثل تلك الهجمات، لأنها تتركز في منطقة صغيرة المساحة نسبيًا على عكس السعودية ذات المساحة الشاسعة، مشيرًا إلى أن الحقول البحرية في الإمارات هي الأكثر عرضة للهجمات الإيرانية».
وبالنسبة للتأثيرات غير المباشرة للحرب في الخليج، قال سونال فارما المحلل في مؤسسة نومورا اليابانية «أعتقد أن اقتصادات اليابان والهند وكوريا الجنوبية ستكون الأكثر تأثرًا بسبب اعتمادهم الكثيف على واردات النفط من الشرق الأوسط»، مشيرًا إلى أن «الهند تستورد أكثر من ثلثي إجمالي احتياجاتها النفطية من الشرق الأوسط».
ولفت إلى أن «زيادة 10 دولارات في سعر النفط ستؤدي إلى ارتفاع عجز الحساب الجاري الهندي بنحو 0.4% من الناتج المحلي الإجمالي».
وأضاف أن «ارتفاع أسعار النفط يمكن أن يؤدي إلى حدوث ركود في اقتصادات الولايات المتحدة والدول الصناعية الأخرى».
وكانت اوردت القيادة المركزية الأمريكية، أن الولايات المتحدة تحضر لعملية عسكرية تحت مسمى «غارديان»، لتأمين الطرق البحرية في منطقة الخليج والشرق الأوسط عامة.
وقالت: «القيادة المركزية الأمريكية تعمل على تطوير العملية البحرية الدولية «غارديان» لتعزيز المراقبة والأمن في الممرات المائية الرئيسية في الشرق الأوسط وضمان حرية الملاحة على خلفية الأحداث الأخيرة في منطقة الخليج».
وبدأ الإعداد للعملية في الخليج بذريعة توقيف الحرس الثوري الإيراني امس الأول الجمعة ناقلة بريطانية بسبب انتهاكها للمعايير الدولية.
وفي وقت لاحق علم بأن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي ريتشارد سبنسر، وافق على نقل وحدة عسكرية إلى السعودية من أجل «حماية مصالح الولايات المتحدة» في منطقة الشرق الأوسط.
وتؤكد واشنطن أن الغرض من العملية « تعزيز الاستقرار في البحار، وضمان المرور الآمن وتقليل التوتر في المياه الدولية في جميع أنحاء الخليج ومضيق هرمز ومضيق باب المندب وخليج عمان».
ووفقا للقيادة المركزية، ستنسق الولايات المتحدة تحركاتها في إطار هذه العملية مع حلفائها من أجل «ضمان حرية الملاحة في المنطقة وحماية الطرق البحرية الحيوية».
ومع تصاعد التوتر، أعلنت السعودية موافقتها على استقبال قوات أميركية على أراضيها بهدف تعزيز العمل المشترك في «الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها وضمان السلم فيها».
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية عن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع السعودية امس السبت «صدرت موافقة ، الملك سلمان بن عبد العزيز ، على استقبال المملكة لقوات أميركية لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها وضمان السلم فيها».
وقال البنتاغون إن نشر القوات الأميركية يهدف إلى «ضمان قدرتنا على الدفاع عن قواتنا ومصالحنا في المنطقة من تهديدات ناشئة وحقيقية».
وقال الجيش الأميركي أيضاً إن لديه دوريات طائرة ترصد منطقة مضيق هرمز، مضيفا أنه أيضا يطوّر خطة «بحرية متعددة الجنسيات» من أجل ضمان حرية الملاحة في الممرات المائية في الشرق الأوسط.
يأتي ذلك بعد أكثر من عام على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وفرضها عقوبات على طهران.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة