في المتنبي.. واحة يتعلم فيها الأطفال الفنون والعلوم واللغات

سمير خليل
في زاوية من زوايا المركز الثقافي البغدادي في شارع المتنبي، قاعة صغيرة تحولت الى خلية عمل جميلة حيث يتوزع مجموعة من البراعم الصغيرة، يشتغلون بالرسم والموسيقى والدروس التعليمية مع وسائل الايضاح، ودروس اللغات الحية.
مركز المتنبي الصغير، يفتح ابوابه كل جمعة لاستقبال الأطفال. تقول الشاعرة آمال ابراهيم مديرة المركز: تأسس عام 2014 بعد ان كان عبارة عن مسرح دمى جوال، الغاية منه اختيار مدارس وتقديم عروض تربوية فيها، عروض تحث على النظافة والتعليم وحب البلد والمواطنة، ولكن خلال مسرحيات دمى، ثم وبالتوفيق من الله بعد ان سجلنا منظمتنا (مركز بيتا للخدمات الثقافية) رسميا واشتركنا في تأسيسها انا والاستاذ ميثم الحربي، خصصنا جزءا من عملنا للأطفال.

*وماذا عن المدربين والمعلمين في المركز؟
-المدربون والاساتذة الذين يقومون برعاية الطلاب الاطفال جميعهم، متطوعون، ومن دون مقابل وباختصاصات متنوعة وكل جمعة يتواجد خمسة الى ستة مدربين، لدينا مثلا الاساتذ مرتضى جبار بالرعاية النفسية والتأهيل التربوي يتعامل مع الاطفال الذين فاتتهم فرصة الالتحاق بالمدرسة، ولم يحصلوا على فرصة تعليم صحيحة كي يتم تأهيلهم للانتظام بالمدرسة في الموسم المقبل.
وتتابع: عازف الكمان الفنان امين مقداد يعطي دروسا في الموسيقى، والست مروة رائد المتخصصة بالمختبر العلمي، إضافة لجلسات اليوغا للأطفال، والفنانين التشكيليين ندى طالب، ومحمد السبع، والاعلامي الاستاذ طه رشيد لدرس الفرنسي، والست بتول عباس القادمة من السويد لدرس اللغة السويدية، وهي تحمل شهادة بعلم النفس التربوي.

  • كيف يتواصل الأطفال مع مركزكم؟
    -بعد ان ترسخت الثقة بيننا وبين الاطفال وذويهم بدأ الاطفال بالتهافت على المركز بل بدأوا يحثون أصدقاءهم ومعارفهم للالتحاق بالمركز، وبرغم الطلبات الكثيرة واعداد الطلبة كل جمعة والتي تتجاوز الخمسين، قررنا ان نحدد عدد الاطفال ب(25) طالبا كل اسبوع، لان المكان لا يتلاءم مع العدد الكبير وهذا يؤثر على الفائدة التعليمية والتربوية، المكان هو من يتحكم بنا.
    وعن مستلزمات العمل وعلاقتهم مع المؤسسات الأخرى تقول: المستلزمات من مركزنا “بيتا”، كل شهر لدينا دراسة جدول عن المركز والمشاريع الأخرى، وعندما نحتاج للمساعدة، نقدم المشروع بحيثياته الى جهات راعية، وتستجيب احداها.
    وتتابع: ليست لدينا علاقات مع الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة، حاولنا في بداية التأسيس، لكننا اصطدمنا بمعوقات كثيرة ومنها روتينية. هناك جهات حاولت استغلال المركز لغايات شخصية، فقبل الانتخابات النيابية زارنا عدد من المرشحين، ووعدونا بالكثير، لكنهم استغلوا مركزنا كموقع تصوير لكسب اصوات الناخبين وحاولوا المزايدة بمركزنا، لكنهم لم يقدموا لنا شيئا. ساعدتنا السفارة الالمانية بعد ان قدمنا لها طلبا.
    السيدة بتول عباس القادمة من السويد ابدت سعادتها بتعليم الاطفال اللغة السويدة وقالت: غادرت العراق عام 1978 ومنذ ذلك الحين لم يفارقني الحنين والعودة للعراق، وكنت في كل زيارة للعراق أزور المتنبي ايام الجمع، وفي احدى المرات دخلت مع صديقتي للمركز فاستهوتني فكرة ان اتطوع للعمل فيه لأرى ما أستطيع تقديمه، وانا ارغب بتقديم الكثير. حاليا انا اعلم الاطفال اولا اللغة العربية، واتفقت مع شخص قادم من السويد لتعليمهم اللغة السويدية، وتدريبهم على اداء اغان سويدية هادفة، واخترت الاغاني التي يحبها السويديون كثيرا وقسم من هذه الاغاني مترجم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة