لطيف رشيد يدعو الى تشكيل لجنة فنية وليست سياسية لإدارة المياه في البلاد

رفض استعمال المياه سلاحا للضغط على العراق

السليمانية ـ عباس كاريزي:

رفض وزير الموارد المائية الاسبق لطيف رشيد، استخدام المياه كسلاح من قبل دول الجوار للضغط سياسيا على العراق واقليم كردستان.
واضاف لطيف رشيد في حديث خلال مشاركته في برنامج بانوراما على قناة كردسات الفضائية تابعته الصباح الجديد، ان اقليم كردستان لايعاني من نقص في المياه نظرا لوجود كميات كافية من مياه الانهر والسدود والمياه الجوفية، الا ان ادارة الموارد المائية في الاقليم والعراق ككل تعمل دون مستوى الطموح والحاجة المطلوبة.
واوضح وزير الموارد المائية الاسبق، ان انشاء عدد اخر من السدود منها سد بيخمة، كان سيضمن للإقليم موارد كافية من المياه في فصلي الصيف والشتاء تقيه سنوات الجفاف، وتابع ان استخدام المياه ازداد في الاقليم لاغراض الزراعة والسقي وتأمين مياه الشرب فضلا عن انشاء سدود ومشاريع مياه كبيرة على موارد الانهر التي تدخل الى الاقليم من دول الجوار.
ولفت، الى ان دول الجوار استخدمت الى حد ما المياه، كسلاح ضد العراق واقليم كردستان، وان ضمان حاجة الاقليم والعراق من المياه يملي على الحكومتين العراقية والاقليم فتح حوار مع ايران وتركيا، وتوقيع اتفاقات معهما بما يضمن حصة البلاد من المياه اللازمة.
وبين، ان انخفاض مناسيب المياه خلال الاعوام الماضية اثر سلبا على توليد الطاقة الكهربائية الذي تعتمد عليه عدد من محافظات الاقليم والعراق على حد سواء في سدي دربنديخان ودوكان او غيرها، لان الطاقة الانتاجية من الكهرباء لسدي دوكان ودربنديخان تصل الى 600 ميكاواط اذا ما وضفت بالنحو المطلوب، فضلا عن تأثيرها على انخفاض في حجم الاراضي الزراعية.
واشار الى ان وزارة الموارد المائية خلال استيزاره لها، بذلت جهودا كبيرة لمعرفة الخطط التشغيلية لدول الجوار ومراعاة الخطط التي كان العراق يتبعها للزراعة وتوفير الطاقة الكهربائية، ولفت الى ان ايران كانت تتجاوب بنحو اكبر من تركيا التي كانت لا تطلع العراق على خطتها التشغيلية لاستغلال المياه، مؤكدا ان العراق يدرك حاجة تلك الدول الى المياه، الا انه يأمل بان تراعي ايران وتركيا وضع العراق وحاجته من المياه سنوياً.
واكد لطيف رشيد ، «انه يرفض ان تقحم مشكلات المياه في الحلول العسكرية والتشنجات السياسية مع دول الجوار، لافتا الى ان مصلحة العراق تمكن في ان يفتح حوارا بناء مع دول الجوار وايجاد حلول للمشكلات السياسية والاشكالات الفنية لمشكلة المياه لتحقيق اكتفائه الذاتي، مبينا ان ذلك لايتم الا عبر اعتماد برنامج مدروس مستقبلي لبحثه تفصيليا مع دول الجوار.
وتابع، ان العراق ايضا لديه مشكلات في السدود التي يمتلكها اذا ان سدي الموصل ودربنديخان لايعملان بكامل طاقتهما التخزينية، لان العراق لديه امكانية خزن كبيرة للمياه، اذا ما تمكن من الاستفادة من السدود والتضاريس التي يمتلكها، التي تساعد على خزن كميات كبيرة من المياه.
واضاف، «هناك سوء تصرف كبير بالمياه من قبل المواطنين لأغراض السقي وغيرها، نظرا لعدم استخدام الطرق والوسائل الحديثة في الري وانشاء احواض تربية الاسماك، مشيرا الى ان كارثة العبارة في الموصل، هي فصل جديد في المأساة المتكررة نتيجة لعدة عوامل يقف في مقدمتها الفساد المنتشر في مفاصل الدولة، وهو أيضاً نتيجة مباشرة للتجاوزات على مجاري الانهار والاستغلال العشوائي لضفافها ولعدم الالتزام بالتوصيات الفنية التي طالما طالبنا بها في المؤتمرات واللقاءات لضمان سلامة التنقل في الانهر والبحيرات.
واكد رشيد ان المشكلات السياسية والحدودية مع دول الجوار اثرت سلبا على حاجة العراق من المياه، فضلا عن عدم وجود سياسة واضحة للتفاهم والحوار مع ايران وتركيا لمنع التجاوز على امن المياه للعراق.
وانتقد رشيد عدم وجود خطة استراتيجية مدروسة لإدارة المياه في الاقليم، لافتا الى انه على الرغم من الجهود التي بذلت لانشاء سدود جديدة في الاقليم وخصوصا سد بيخمة الذي كان يمكن ان يكون السد الاكبر في العراق والمنطقة، الا ان تلك الجهود باءت بالفشل، ورفض انشاءها من دون وجود منطق فني او علمي، نظرا لعدم وجود سياسة مستقبلية لادارة المياه في الاقليم، الذي كان بمقدور بناء سدة بيخمة، اضافة الى ترميم وادارة سدود الموصل ودربنديخان وغيرها تحقيق الاكتفاء الذاتي للعراق من المياه.
واكد رشيد، ان حل ازمة ومشكلات المياه في العراق والاقليم يتطلب انشاء لجنة فنية مختصة غير سياسية، والاستفادة من التقرير الاستراتيجي الموضوع لادارة المياه خلال السنوات المقبلة، وان تخصص حكومة الاقليم ميزانية مناسبة لانشاء سدود جديدة وترميم السدود السابقة، لافتا الى ان ارتفاع مناسيب المياه وهطول الامطار خلال الموسم الحالي كان بالامكان خزنها وتوفير نسب كبيرة من المياه لتوليد الطاقة الكهربائية والزراعية والري في الاقليم.
واشار الى انه كان بامكان انشاء عدد آخر من السدود في الاقليم والعراق على حد سواء، ان يضمن للاقليم موارد مالية هائلة نظرا لامكانية توظيف الخرين الكبير من المياه لاغراض السياحة والزراعة وتوليد الطاقة الكهربائية وتربية الاسماك، بخلافه فان قضية توفير المياه ستكون مشكلة كبيرة في العراق واقليم كردستان، اذا ما لم يتم التعاطي معها وفقا لخطط وبرامج مدروسة مستقبلية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة