الى عريان سيد خلف والى أكرم الأمير
كاظم الحجاج
خبر غير عاجل
نحن البصراويينَ ..
- البكّائينَ صباحاتِ الأعياد –
نسمّي عسلَ التمر الصافي جداً:
(دبس الدمعة!) …
ويُباع هنا – في سوق الخضّارة –
أغلى جداً من دبسٍ آخر
.. لم يدمع!
***
تدرينَ؟ – اسم الله عليك -:
السيّاب والبريكان وسعدي
.. وأنا – نحن النحفاء كما العبادْ –
نتمنى، في النصف الثاني لليل - إذْ نام الحرّاسُ، مع الآذانْ – ..
نتمنى، لو كنا حلوينَ
وما كنا شعراءَ!
البنتُ تحبّ الأولادَ الأحلى ..
حتى لو كانوا (بين القوسين)!
***
خبر غير عاجل آخر
يوماً -وأنا أقرأ -… فكّرت:
لدينا غجرٌ، حتى لو لم نرقص معهم،
يأتونَ، إذا أزهرَ رمانُ البصرة ..
في كلّ ربيعٍ يأتون ..
أتذكرُ – وأنا أقرأ جداً –
غجر لوركا وغجر ماركيزخبر أخير جداً
حسين عبد اللطيف؛ - الذي ظلّ يرقبُ المارّة َ
منذ السبعينات ..
عساهُ يجد بينهم أميراً
آتياً من أوروك .. –
وأنا:
النحيلُ، الذي لم أكلفِ الربّ
طيناً كثيراً، حين خلقني ..
يدري البصراويون جميعاً
أنّ أحدنا، لا يحبّ الآخر كثيراً ..
لكنهم جميعاً لا يدرون؛
أن حسين وأنا : - في النصف الثاني من كلّ ليلة
.. وبعد أن يتبدل الحرّاس – …
ينحني كل منا لصاحبه
.. من بعيد!
فكلانا يحب البصرةَ القديمة
مثل إبن لها ..
وهي تحبّ كلينا .. مثل أمّ!
****
وقبل أكثر من ثلاثين عاماً هجرياً ..
وفي غرفة مشتركة؛
نرى من شبّاكها قلعة أربيل ..
ليلة صلينا، سوية - من دون وضوء –
لجمال بنت جبلية ..
ما كانت تسيرُ مثلَ الناسِ
.. بل كما يسير عطرٌ في نسيم !
همستُ لحسين بخشوع :
(( آه ، لو كان بيدي
لأوقفتُ عمرها
عند هذا الجمال .
لثلاثة آلاف عام قادمة ! )) ..
وليلتها . لم ننم .
… حتى بعد أن نام الحرّاس !
غجريةُ كيس القواقع والخرزات ..
تنبأت مرةً لثلاثة فتيان
في مقهى على يمين شط العرب:
- أنتَ يا بدر شاكر .. تموتُ متعجلاً
لكن بحياة كاملة يا ولدي! - أنت يا محمود عبدالوهاب
.. تموت وحيداً .. من دون امرأة ! - أنت يا محمود داوود ..
- وكانت تمسك بيد البريكان الناعمة –
.. – أنت يا ولدي .. تقتل!
…….
قال الراوي محمود عبدالوهاب: - أعطاها كلّ منا درهماً
ونحن نتباسمُ خائفين!( استدراك ) :
سعدي، لم يكن رابعَهم
لذا لم تقل الغجرية: - سيطول عمرك يا ولدي
حتى تموتَ .. خرِفاً
.. ومن دون أصدقاء !
البصرة في 12/ 2/ 2019
- القصيدة القيت في حفل افتتاح مهرجان المربد 33