رياضيون ومثقفون: المونديال متنفس العراقيين في ظل الأحداث الأمنية الراهنة

بغداد ـ زينب الحسني:

كأس العالم ابتدأ وكانت للعراقيين طقوس مميزة لمتابعة احداثة خلال السنوات الماضية، الا ان هذا العام تزامن توقيته مع ظروف امنية حرجة تمر بها البلاد، مما جعل المونديال هذا العام المتنفس الاوحد للشباب في ظل ما يعصف بالعراق من اخطارامنية متلاحقة لا تسمح لهم بايجاد اي متنفس بديل، هذا وان فقد بعض محبي الساحرة المستدرة شيئا من حماسهم بمتابعتها بشكل متواصل، الا انهم لم يفقدوا حبهم لكل مايتعلق بهذا الحدث الرياضي العالمي، وبالرغم من كل ذلك فأن اغلب الجمهور الرياضي في العراق لم يفوت فرص مشاهدة معظم المباريات التي جرت بين المنتخبات العالمية ومازالوا متواصلين مع احداثه.

«الصباح الجديد» استطلعت اراء ذوي الشأن الرياضي والاعلاميين لمعرفة مدى متابعة الشباب العراقي لهذا الحدث الرياضي العالمي.

الحرص على المتابعة

واوضح هيثم كاظم لاعب نادي القوة الجوية السابق لـ»الصباح الجديد» بان كرة القدم تسير بدم الجمهور العراقي الرياضي ونحن بلد الازمات والمحن لذا لم تؤثر الاحداث في متابعة وحرص الجمهور على مشاهدة كرة القدم بين الفرق المتنافسة على كأس العالم لعام 2014، وتمنى اللاعب السابق فوز احد المنتخبين الفريق الايطالي أوالارجنتيني.

الهرب من الأزمات

الاعلامي حيدر العمشاني اشار الى ان الشعب العراقي هو شعب تحديات والجمهور العراقي هو جمهور يحب التغير والتجديد لذا كان يهرب بهذه المباريات من الواقع فالكرة متنفسهم الوحيد في ظل هكذا ظروف، لذا جاءت هذه البطولة متلائمة مع مايدور في الشارع العراقي، لكون العراقيون يتفننون في مسألة التخلص من الازمات، فضلا عن كون هذه البطولة ستجعلنا نبتعد عن الاعلام المضاد من خلال بث الشائعات المغرضة بالحديث عن مجريات احداث بطولة كاس العالم وهذا اقل شيء يمكن ان نقدمه للبلاد، اضافة الى انه لايمكن تحديد الشخص العراقي بالازمات فقط فمجريات الحياة مستمرة ونحن نبتعد عن الاعلام المغرض بمشاهدة كرة القدم، وعن الفرق التي يشجعها بين العمشاني انه يشجع الفرق التي لم يكن لها وجود في البطولات السابقة كالبوسنة وغانا.

المتنفس الوحيد

فلاح الناصر مدير القسم الرياضي في صحيفة «الصباح الجديد» بيّن ان الجمهور الرياضي يحب الرياضة بصورة عامة وكرة القدم بصورة خاصة وكان ينتظر بلهفة هذه البطولة ورغم الاحداث ظل حريصا على متابعتها كونها المتنفس الوحيد له، فالجمهور العراقي يعشق الرياضة، لاسيما في الفترة الاخيرة فقد تحول عشقه الى المدارس الاوروبية واللاتينية ويشجع النجوم الكبار الذين يمثلون منتخبات كبيرة كالبرازيلي نيمار و الارجنتيني ميسي والبرتغالي رونالدو الذين سيفرزهم المونديال لهذا العام، مشيرا الى انه يشجع الكرة اللاتينية «اميركا الجنوبية «وامنياتي بالفوز محصورة بين البرازيل صاحبة الارض والارجنتين الذي استعاد امجاده، سيما وانه فريق يمتلك أغلى لاعب في العالم.

التكيف مع الظروف

حسن صالح استاذ جامعي في كلية الادارة والاقتصاد الجامعة المستنصرية بين انه على الانسان ان يتكيف مع الظروف التي يمر بها والعراق الان يمر بحالة استثنائية على ابناء شعبه التكيف معها ويتأقلمون ويتكيفون مع هذه الازمة فهي ليست المرة الاولى التي نمر بها بمواجهة عدو، على العكس ففي بعض الاحيان نجد ان الظروف المحيطة هي من تدفع المشاهد لمتابعة مجريات المباريات خصوصا مع انعدام وسائل الترفيه في بلدنا، بات الجمهور الرياضي ومع هكذا ظروف يتابعون ويشجعون الفرق التي يعشقونها بقدر عشقهم للكرة، وتمنى صالح فوز الفريق البرازيلي.

تعويض «الفيسبوك»

وافاد معد البرامج الرياضية في شبكة الاعلام العراقي جمعة ثامر بأن الظروف الصعبة التي القت بظلالها على البلد لم تقلل من شغف وحب كرة القدم فهو حب طاغي بالنسبة للجمهور الرياضي العراقي ولم تستطع الاحداث مصادرة حبهم وعشقهم للكرة فهم شعب حي يحب الحياة لايمكن للظروف ان تبعد المشجع العراقي عن فريقه من خلال ممارسة هواياتهم، وتمنى الفوز للفريق الارجنتيني.

واكد ثامر بأن عدد من الشباب في احياء متفرقة من بغداد كانت متابعة سير احداث كاس العالم بمثابة متنفس لهم، لاسيما في ظل الظروف الراهنة في البلاد كونهم لايستطعون التواصل مع اصدقائهم واحبتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» وغيرها من الامور التي فرضت بسبب الوضع الراهن في البلاد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة