فيما الأحزاب تطلع على مسودة البيان الوزاري
متابعة ـ الصباح الجديد:
أمل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ان « يشهد مجلس الوزراء تعاونا كبيراً وان يكون متضامنا في اتخاذ القرارات المهمة المطلوبة»
وتوقع في دردشة مع الصحافيين بعد انتقاله الى السراي الكبيرة «اقرار البيان الوزاري بسرعة»، نافيا «ان تكون هناك بنود خلافية فيه، لكنه سيكون مشابها للبيان الوزاري للحكومة السابقة وسيتضمن كل الاصلاحات الضرورية المطلوبة، في مؤتمر «سيدر» وغيرها».
واعتبر «ان اكبر مشكلة تواجهها الدولة هي مبلغ البليوني دولار الذي يُصرف على الكهرباء حاليا وعلينا ان نبذل ما في وسعنا لتقليص عجز الموازنة بنسبة واحد في المئة من نسبة العجز الى الناتج المحلي خلال السنوات الخمس المقبلة لارساء الاستقرار المالي».
والى اي مدى ستنتقل الاشكالات التي سبقت تشكيل الحكومة الى داخلها؟ اجاب: «الوضع في البلد لا يسمح ان نتوقف عند المشاكل الموجودة بين الاحزاب. بالطبع هناك منافسة حزبية وهي مشروعة، لكن من غير المشروع ضرب مصالح الناس بسبب خلافات سياسية. لقد تألّفت الحكومة الان واستغرق تشكيلها وقتا هذا صحيح، لكن هذا الامر قد يكون طبيعيا بعد مرحلة شهدت غيابا للانتخابات النيابية على مدى تسعة اعوام وبرأيي اننا سنشهد تعاونا كبيراً ومجلس الوزراء سيكون متضامنا في ما بينه وان شاء الله يدرك الوزراء ان التحديات كبيرة وان ليس بامكاننا اضاعة الوقت ولا حتى يوم واحد».
ولفت الحريري الى ان مسودة البيان الوزاري جهّزت، وهم يطلعون عليها الان واظن ان اليوم الاثنين او الثلاثاء يجب ان ننتهي من هذا الموضوع بسرعة».
وبما في ذلك البنود الخلافية ومسألة السلاح؟ قال: «لا توجد بنود خلافية، هناك النص الذي كان موجوداً في السابق سنعتمده وسنضع في البيان ايضا كل الاصلاحات».
وعن ابرز التحديات التي ستواجهونها في الحكومة، اجاب: «موضوع اقرار الموازنة. اكبر مشكلة نواجهها اليوم هي مبلغ البليوني دولار الذي يصرف على الكهرباء وهو ليس هدراً كما يعتقد البعض لان الهدر الحقيقي ان لا نقوم بمعالجة هذا الموضوع وحله بإنشاء معامل في سلعاتا والزهراني والجية كما فعلنا في دير عمار».
وعن موقفه ازاء قرار الخارجية الاميركية الاخير المتعلق بوزارة الصحة، اجاب: «هذا القرار تبلغناه منذ زمن وصدر في مناسبات عدة».
وعندما قيل له كيف سيطبق الموقف الاميركي على الارض، وهل يشكّل احراجا؟ اجاب: «كلا، لا يُسبّب احراجا وهذا الكلام يندرج في اطار الكلام الذي يقولونه دائما عن «حزب الله». لديهم قوانين صدرت في هذا الاطار ولا اظن ان «حزب الله» او نحن او اي احد سيسخّر وزارته لحساب حزبه السياسي. هناك الكثير من الوزارات التي تسلمتها احزاب، فهل هذا يعني انها ستصبح حكراً عليها؟ فالوزير هو وزير لكل لبنان ولكل اللبنانيين ووزير الصحة قال هذا الكلام في اول كلام له بعد تسلمه الوزارة».
وعما اذا كان يتخوف على المساعدات الدولية لوزارة الصحة، اجاب: «لا اظن، فاذا كانت الامور واضحة وشفافة وسارت على الطرق التي نعمل بها في وزارة الصحة وفي كل الوزارات فلن يواجه احد اية مشكلة. وما دام المواطن هو الذي يستفيد من هذه الوزارة فلماذا يعترض احد على ذلك؟ المواطن اللبناني الذي يعاني مرضا مستعص هو مواطن لبناني الى اي حزب انتمى».
وعن صحة الودائع الجديدة للبنان قال: «لننتهي اولا من صياغة البيان الوزاري الذي يُشكّل اولوية عندي. كل الاصلاحات التي نص عليها مؤتمر «سيدر» اضافة الى اصلاحات اخرى واقرار موازنات جديدة بدءاً من العام 2019 وما بعده خلال السنوات الخمس المقبلة وتقليص نسبة العجز من الناتج المحلي واحد في المئة، يُشكّل اساسا لارساء الاستقرار المالي في البلد، لان لا يمكننا ان نكمل بالطريقة الحالية».
وعما اذا ستكون هناك قرارات قاسية، اجاب: «القرارات القاسية ليست قاسية، نحن نواجه ازمة لان الواردات اقل من المداخيل، وهذا ما يسبب عجزاً، علينا اتخاذ قرارات وبالطبع لن تكون ابدية، بل استثنائية وموقتة بسبب الازمة التي تعترضنا».
واعتبر الحريري «ان الفساد ليس له طائفة»، موضحاً «ان سبب الغاء وزارة مكافحة الفساد لان اصبح لدينا قانون لمكافحة الفساد ولحماية الذي يوشي عن الفاسد، وفي مجلس النواب سيتم اقرار قانون انشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وفي كل دول العالم لديها مثل هيئات كهذه، انما المشكلة عندنا اننا نقوم بإنشاء الهيئات دون تفعيلها».
وكان الرئيس الحريري وصل الى السراي الكبيرة ظهراً، حيث اقيم له استقبال رسمي في الباحة الخارجية. وبعدما عزفت له موسيقى قوى الامن الداخلي ترحيبا، استعرض ثلة من حرس رئاسة الحكومة يتقدمهم قائد السرية الرائد محمد برجاوي، ثم صافح كبار موظفي رئاسة الحكومة والمستشارين يتقدمهم الامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل. وانتقل بعد ذلك الى مكتبه واستقبل المهنئين والصحافيين المعتمدين في رئاسة الحكومة والتقط معهم الصور التذكارية، ثم استقبل وزير الاعلام جمال الجراح