حذر أوباما والخيار الوحيد لمواجهة داعش

متابعة ـ الصباح الجديد:

خاض الرئيس باراك أوباما وكبار مساعديه لمدة اسبوع في البحث عن سبل ورسم ملامح استراتيجية لمواجهة تنظيم «داعش» وأصبح عليه الآن أن يثبت أن بإمكانه إنجاحها.
وبدأ أوباما بتكوين ثالث ائتلاف دولي مدعوم من الولايات المتحدة في السنوات الثلاث والعشرين الأخيرة للتصدي لخطر مصدره العراق. وشكل التحالف الاول الرئيس جورج بوش الاب والرئيس جورج بوش الابن لمواجهة صدام حسين.
ورغم شدة الانتقادات سار أوباما بنهجه الحذر المعتاد في محاولة لتفادي وضع تبدأ فيه الولايات المتحدة شن ضربات جوية دون أن يتحقق شيء لمعالجة التحديات السياسية التي سمحت بصعود «داعش».
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما عقب اجتماع حلف الناتو الذي عقد مؤخراً في منتجع ويلز، إنه جرى الاتفاق على نشر قوة تدخل سريع لمواجهة داعش، وأضاف أيضا بقوله: «أوقفنا تقدم داعش في العراق بفضل حلفائنا».
وذكرت مصادر في البيت الأبيض ان اوباما يعتزم اعلان استراتيجيه في التعامل مع تنظيم داعش يوم الأربعاء المقبل.
ويرى الكاتب ماثيو ليفيت مدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن. في مقاله « التدخل العسكري ضد «داعش» قد يكون محفوفاً بالمخاطر، لكن لعلّه الخيار الوحيد الجيد»، ..لا يخلو الهجوم على تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» من المخاطر، ولكن بعض هذه المخاطر أكثر طواعية من غيرها. وإذا عنى الرئيس الأمريكي أوباما جدياً ما قاله عن أن الهدف الآن هو «إضعاف وتدمير» «داعش»، فيجب عندئذٍ رفع وتيرة الضربات الجوية الأمريكية ضد «الدولة الإسلامية».
ولا يمكن للولايات المتحدة أن تكتفي بالاعتماد على المشورة العسكرية للجيش العراقي واتفاق سياسي عراقي وعدد قليل من الضربات الجوية هنا وهناك. كما لا يمكنها كذلك أن تتوقف عند الحدود العراقية السورية لأن «داعش» حتماً لا تتوقف عندها. ولن يتم الإجهاز على تنظيم «الدولة الإسلامية» إلا بتوجيه ضربة قاضية في كل من شمال العراق وشرق سوريا.
غير أنه لا يجدر بالولايات المتحدة أن تمنح الرئيس السوري بشار الأسد الضوء الأخضر للتحرك فيما تتولى هي القضاء على أعدائه. إذ لا ينفك المسؤولون يرددون أنه في سوريا، عدو عدونا ليس بالضرورة صديقنا. وهذا مبدأ ينبغي على الحكومة الأميركية الإلتزام به في ضوء الخيارات القليلة المخاطر التي يتيحها أمامها.
ولا يملك الأسد سوى ١٥ إلى ١٨ مدرجاً متطوراً قادراً على استيعاب طائرات الشحن الروسية والإيرانية الضخمة التي تصله مدججة بالأسلحة. لذلك فإن قصف عدد بسيط من هذه المدارج لتعطيلها عن العمل سيؤثر جذرياً على قدرة الأسد على إعادة تموين ترسانته.
كما أن ضرب كل من الأسد و «داعش» سيحقق منفعة إضافية وهي دعم الثوار المعتدلين في سوريا. وإلا ثمة خطر بأن تؤدي العملية ضد «الدولة الإسلامية» إلى إتاحة الفرصة للرئيس الأسد لتخصيص موارد إضافية لهزيمة الحركات التي لم تصنفها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب.
وعوضاً عن ذلك، بوسع الولايات المتحدة كسب الوقت للمساعدة في تسليح المعتدلين وتدريبهم. فلا يجوز لواشنطن أن تضحي بهم «لأغراضها الخاصة» كنتيجة غير مقصودة لعدم تمكنها من إضعاف إمكانيات الأسد على الأقل في طور إضعاف أحد أخطر خصومه.
ولربما كان الرئيس أوباما محقاً في تكراره أنه لا يوجد حل عسكري في العراق أو سوريا. ومع ذلك، فمن الصعب تصوّر قيام حل سياسي قابل للاستمرار دون حدوث تحسن في الوضع العسكري. وفي الواقع خاطر الرئيس أوباما كثيراً بسمعته حينما أخرج القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان، وليس من المستغرب ألا يرغب في العودة إليهما. بيد أن التنظيم الإسلامي الأشد تطرفاً في العالم أجمع يسيطر اليوم على مساحات شاسعة من الأراضي في مختلف أنحاء العراق وسوريا.
وعلى الرغم من أن الرئيس أوباما أبقى الولايات المتحدة خارج النزاع على أساس مبدأ «عدم ارتكاب الحماقات»، إلا أنه من الصعب معرفة كيف كان يمكن للتدخل العسكري أن يفاقم الوضع. والآن من الصعب معرفة كيف يمكن للوضع أن يتحسن بدونه.

* ماثيو ليفيت هو زميل فرومر- ويكسلر ومدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة