رموا محاصيلهم الزراعية على قارعة الطريق
السليمانية – الصباح – عباس اركوازي
اغلق مئات المزارعين والفلاحين الطريق الرئيس بين قضاء خبات ومحافظة اربيل، بالقرب من علوة الخضار والفواكه، بعد ان ضاقت بهم السبل وفقدوا الامل بان تتخذ حكومة الاقليم خطوات باتجاه معالجة مشكلة تسويق محاصيلهم الزراعية وحماية المنتوج المحلي.
وقام العشرات من الفلاحين برمي محاصيلهم من طماطة وخيار على قارعة الطريق في مؤشر على فشل حكومة الاقليم من حماية المنتوج المحلي من المحاصيل الزراعية، في ظل تدفق المحاصيل من خارج الاقليم وباسعار متدنية اضافة الى التداعيات التي خلفها انتشار فايروس كورنا، وما تبعه من اغلاق للطرق بين محافظات الاقليم ومحافظات الوسط والجنوب التي كانت تستوعب انتاج المزارعين من فواكه ومحاصيل زراعية.
وقال محمد درباز وهو مزارع من قرية درمان القريبة من محافظة اربيل لقد قمت بزراعة عشرين دونم بمحصولي الطماطة والخيار، الذي بلغت كلفتة لحد الان عشرة ملايين دينار، الا انني الان لا اتمكن من تسويق المحصول نظرا لوفرة المنتوج وعدم وجود خطة لدى حكومة الاقليم لتامين تسويق جيد للمحاصيل الزراعية، الذي ادى الى انخفاض اسعار المحاصيل الزراعية في علوة الخضار، وتابع “انا الان ابيع صندوق الطماطم الذي يبلغ 18-20 كغم بالفي دينار فقط، وهو لا يوازي عشر تكلفة الانتاج كما انني ابيع كيس الخيار الذي يبلغ عشرين كغم بالف دينار فقط علما بان تكلفة الكغم الواحد من الخيار تبلغ على اقل تقدير 250-350 دينار للكغم الواحد، اي ان كل كغم من محصول الطاطم والخيار يخسر من 200-250 ينار وهو ما يعني تدمير القطاع الزراعي في الاقليم.
واشار درباز الا، ان اقليم كردستان يمتلك من الامكانات الطبيعية من ارض خصبة وماء وموارد بشرية ما يمكنه من ان يكون في مقدمة الدول الزراعية في المنطقة اضافة الى تأمين سلته الغذائية من مختلف المحاصيل، الا ان عدم وجود سياسة واضحة لدى حكومة الاقليم وفشلها في دعم الفلاحين والمزارعين يمنع تطور هذا القطاع الحيوي، وان هذه المشاكل تتجدد كل عام مع بلوغ المحاصيل الزراعية الثمر.
بدورهم اشتكي مواطنون عرب من اصحاب مركبات الحمل الذين يعملون في علوات الخضار والفواكه بوسط وجنوب البلاد، من تعامل السيطرات الامنية بمحافظة اربيل، ومنعهم من دخول المحافظة لشراء المحاصيل الزراعية، الذي اكدوا بانه بامكان محافظات الوسط والجنوب استيعاب وفرة المنتوج الحاصلة في الاقليم، اذا ما سمح لهم بدخول محافظات الاقليم وقراه لشراء محصولي الخيار والطاطم والباذنجان والفلفل وغيرها من المحاصيل الزراعية.
هذا وتتجدد مع حلول فصل الصيف من كل عام ازمة تسويق المحاصيل الزراعية في الاقليم، في ظل وفرة المنتوج المحلي وعدم وجود سياسة لتطوير القطاع الزراعي وضعف الدعم او المساندة من قبل وزارة الزراعة في حكومة الاقليم، ما يجعل المزارعين والفلاحين عرضة لمواجهة لمخاطر كثيرة وفي مقدمتها خسارة رؤس اموالهم كما يحصل الان اذ انهم يواجهو مصيراً مجهولاً بزراعة اراضيهم الزراعية في ظل عدم قدرتهم على تسوييق محاصيلهم الزراعية.
وهم يطالبون باعادة تشغيل معامل صناعة وتعليب معجون الطماطم، الذي من شانه ان يستوعب الوفرة الحاصلة، في هذ المنتوج الحيوي ويوفر للاقليم فرص عمل كبيرة، اضافة الى يمنع خروج العملة الصعبة وبقاء الاموال داخل حدود الاقليم.