«أليس في بلاد العجائب» رواية وأفلام وهلوسة .. اضطراب يتجسد بأوهام بصرية

مرض يؤدي إلى فقدان القدرة على الشعور بالزمن
متابعة الصباح الجديد:

مغامرات «أليس في بلاد العجائب» ليست مجرد رواية للأطفال اقتبست عنها أفلام ومسلسلات وعروض مسرحية فقط، وإنما دخلت الطب كمتلازمة صحية نادرة تصيب بعض الأشخاص بأعراض تشبه الهلوسة.
هذه الشخصية الخيالية التي ابتكرها سنة 1865 عالم الرياضيات الإنجليزي تشارلز لوتويدج دودسون تحت اسمه المستعار لويس كارول، سقطت من خلال جحر أرنب إلى عالم خيالي تسكنه مخلوقات غريبة وصارت تتخيل مواقف غريبة، فاعتمد الطب على حالتها لتشخيص مرض حقيقي يصيب البشر سمي بمتلازمة أليس.
واكتشفت أول حالة مرضية للمرة الأولى عام 1952 بواسطة الطبيب النفسي البريطاني جون تود، وذلك بعد سماعه لقصص قصيرة لوصف الأعراض التي سمع عنها من أشخاص عالجهم من الصداع النصفي والصرع.
واكتسب هذا المرض النادر اسمه الآخر وهو متلازمة تود، تيمناً باسم مكتشفه، الذي أوضح أن أعراض المصابين به تتشابه مع ما مرت به شخصية أليس في الرواية من الهلوسة والتخيل.
وتعرف هذ المتلازمة بأنها نوع نادر من الاضطرابات العصبية تؤدي إلى مجموعة من اضطرابات الرؤية والإحساس بالفراغ كما الإحساس بالزمن، وهذه الأعراض تصيب القسم المسؤول عن الاوامر البصرية في الدماغ، وتتميز بوجود تشوهات بصرية مع وجود جهاز بصري سليم.
وتتمثل بتعطيل الرسائل التي ترسلها العيون إلى الدماغ وتظهرها متشوهة ومختلفة عن حقيقتها، ما يؤدي إلى حدوث تشوه في الإدراك البصري.
وتتأثر بالمرض حواس أخرى كاللمس والسمع، ويفقد المريض بمتلازمة «أليس في بلاد العجائب» أحيانا القدرة على الشعور بالزمن، فيشعر بمرور الوقت بصورة أسرع أو أبطأ من الحقيقة.
ويعد شعور الإنسان بفقدان السيطرة على عضلات جسده أو أطرافه، أحد الأعراض المرتبطة بمتلازمة أليس، التي تدفع المريض أحياناً إلى الإحساس بعدم وجود الترابط المفترض بين عقله وجسمه، علاوة على الانزعاج من الأصوات الاعتيادية حتى وإن كانت منخفضة تمامًا، بحيث يشعر المريض حينئذ وكأنها أصوات مرتفعة للغاية.
وتم تشخيص حالة جديدة للإصابة بهذه المتلازمة لدى رجل يبلغ من العمر 54 عاماً، والذي أكد أنه يرى أيقونات جهاز الكمبيوتر تقفز من الشاشة أمامه.
ووجد الأطباء أن حالة الرجل ناتجة عن ورم خبيث في الدماغ، بينما كانت الحالات السابقة المكتشفة ناجمة عن إصابة بالصرع أو صداع نصفي أو عدوى أو حالات نفسية.
وخضع الرجل لعملية لاستئصال الورم تلاها علاج كيميائي وإشعاعي واختفت الايقونات التي كانت تقفز من شاشة الكمبيوتر أمام عينيه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة