نائبة مسيحية ترى أن أفضل حل استحداث “محافظة سهل نينوى”

تواصل “الغضب المسيحي” من تصريحات مسيئة للنسيج الاجتماعي العراقي

متابعة ـ الصباح الجديد:

يتواصل الغضب والاستهجان من قبل مسؤولين ومؤسسات مسيحية في نينوى وبغداد ضد التصريحات التي اطلقها كل من مفتي الجمهورية العراقية مهدي الصميدعي، ورئيس الوقف الشيعي علاء الموسوي، داعين الى اتخاذ اجراءات ضدهم وسن القوانين التي تحاسب وتعاقب كل من يجرؤ على تهديد السلم الاهلي والاجتماعي.
وكان مفتي الجمهورية العراقية، مهدي الصميدعي قد قال في وقت سابق انه “لا يجوز الاحتفال برأس السنة ولا التهنئة لها ولا المشاركة فيها، قال ابن القيم رحمه الله؛ من هنأ النصارى في أعيادهم كمن هنأهم في السجود لصلبانه” وجاء ذلك تعليقاً على إعلان الحكومة العراقية يوم 25 كانون الأول من كل عام عطلة رسمية بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح، على عكس إقليم كردستان الذي اقرّها عطلة شاملة منذ سنوات عديدة.
فيما انتشر فيديو على مواقع شبكات التواصل الاجتماعي لرئيس الوقف الشيعي علاء الموسوي يقول فيه إنه “لابد من قتال النصارى حتى يسلموا أو يدفعوا الجزية”.
وترصد “الصباح الجديد” ردود الافعال من مسؤولين ومؤسسات مسيحية، حيث حذر الامين العام لحركة بابليون ريان الكلداني من خطر فتنة طائفية بسبب التصريحات المسيئة ضد المسيحيين من قبل بعض رجال الدين وطالب المرجعية الدينية باتخاذ موقف حازم من هذه الفتاوى .
و حمّل الكلداني كل من “مهدي الصميدعي وعلاء الموسوي مسؤولية تعرض أي مسيحي في العراق للخطر مطالبا الحكومة بمحاسبتهم”.
فيما رفعت 180 عائلة مسيحية في بغداد، دعوى قضائية ضد رئيس ديوان الوقف الشيعي، إثر انتشار هذا المقطع المصور من خطبة سابقة له، محملة إياه “مسؤولية ما يحدث لأبناء المكون المسيحي، لأنه المكون الأصيل في عراقنا الجريح”.
اما الحركة الديمقراطية الاشورية فقد قالت في بيان لها “اذ يستقبل العالم بفرح اعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية الجديدة، نتفاجأ في العراق بفتاوى وخطابات تنم عن نهج متخلف واقصائي يبث الفرقة ويحرض على الكراهية والفتنة بين مكونات المجتمع العراقي”.
واضاف “اذ نشجب ونستنكر هذه المنهجية التي تثير الريبة والشك من خلفياتها وتوقيتها، فاننا نؤكد بان هكذا تخرصات غير مسؤولة انما هي مؤشرات على فشل مؤسساتهم في مواجهة تمدد العولمة وتاثيراتها على ثقافات المجتمعات، وان مواجهتها لا تكون بالاستناد على منهجية التحريم والتكفير، التي تسببت في ازهاق ارواح ما لا يقل عن مليون انسان بريء في العراق وسوريا خلال اقل من عقدين والسعي لافراغ البلاد من سكانها الاصليين، ونفس هذه الفتاوى من اشخاص بالفكر نفسه المتخلف والمنهجية القروسطية كانت سببا للإبادات والمذابح بحق شعبنا والايزيديين على مدى القرون الماضية وصولا الى ابادة سيفو من قبل العثمانيين ومذبحة سميل وانتهاء بداعش الارهابي”.
وحيا البيان “الموقف الرسمي للمرجعيات الشيعية والسنية وابناء الشعب العراقي الذي اكد رفضه لتحريضهم وفتاويهم، واقبل الشعب على مشاركة اخوته المسيحيين الاحتفال بالميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة بالبهجة والسرور والاحتفال غير مكترث بالفتاوي والتصريحات التي تبث الفرقة والبغضاء وتزدري عقائد الاخرين” مستغربا “من موقف الحكومة الذي يبدو وكانه لحد الان متفرج، وغير مبال بمثيري الفتنة والبغضاء. وأننا نطالب بتدخلها العاجل لاتخاذ الاجراءات القانونية الرادعة بحق هؤلاء ليكونوا عبرة لمن يسعى لبث الفرقة والفتنة”.
من جانبه قال رعد جليل كجة جي رئيس ديوان الوقف المسيحي “ان الخطابات التي اطلقها كلا من مسؤول الوقف الشيعي الى جانب مفتي السنة ممن حرموا تهنئة المسيحيين باعيادهم ومشاركتهم فيها تزايدت ايضا في ضوء قيام مبعوث البابا فرنسيس امين سر دولة الفاتيكان بيتر بارولين بزيارة رسمية للعراق واستقباله من قبل رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عادل عبد المهدي”.
مشيرا الى “توجه ديوان اوقاف المسيحيين وبالتنسيق مع الرئاسات الكنسية لاتخاذ جميع الاجراءات القانونية التي كفلها القانون والدستور للرد على هذه الخطابات المرفوضة”.
كما صدر بيان استنكار من ديوان اوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية، جاء فيه “اذ نستنكر تصريحات الشيخ مهدي بن احمد الصميدعي الذي يدعي بانه مفتي جمهورية العراق حيث اعتلى منبر الجمعة متوجها نحو المسلمين بخطاب مشحون بالكراهية تجاه المسيحيين يحرض على نصب العداء تجاههم واعتبار العراق بلد الاسلام والمسلمين فقط، وقد عللها بكونها فتوى شرعية من صلب القرآن والسنة النبوية، كذلك نستنكر ما أورده السيد علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي في محاضرة دينية عن تحريم مشاركة المسيحيين أفراحهم واحتفالاتهم واعتبارهم جميعا يعيشون حياة الفسق والرذيلة”.
عادا ان “كذا عبارات لا تخدم اللحمة الوطنية وخصوصا امتزجت دماء شهداء العراق الطاهرة بكافة اديانه والوانه دون تفرقة لنصرة العراق ودحر الارهاب المتجسد بكيان داعش الارهابي واعلان العراق وطنا للجميع.. وفي الوقت ذاته نقدم شكرنا لرئيس الوقف السني الدكتور عبداللطيف الهميم الذي استنكر وبشدة خطبة الصميدعي واعتبرها خروجا عن نهج المكون السني وما تمثل الا ارائه الشخصية، كذلك تقديرنا للسيد مدير دائرة الوقف السني في الموصل لمواقفه الوطنية التي تعبر عن محبته لجميع اطياف الشعب العراقي ولكل عراقي شريف يرفض ان يعاد بالعراق الى خندق الطائفية والحقد”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة