متابعة الصباح الجديد:
فَتْحُ أول مقهى مختلط باسم فيروز في البصرة كان حلم الشاب العراقي محمد عبد الأمير الذي ترجع جذوره إلى الشام، والحنين إلى ذكريات الماضي الجميل.
ويأمل عبد الأمير في أن يتسنى لزبائنه، ومعظمهم من الشباب، أن ينسوا مساوئ الماضي مؤقتاً، ويغوصوا في دُرر الأدب العربي من خلال كتب مكدسة في «مكتبة ومقهى فيروز» وهم يتناولون القهوة بأقداح مطبوعة عليها صورة فيروز.
وقال محمد عبد الأمير، صاحب المقهى الذي يقع في وسط البصرة، «حاولت أدمج فكرة المقهى باسم فيروز، أول شيء لأن فيروز ترتبط بالدراسة، وترتبط بالأيام الحلوة، وترتبط بكل ذكرى حلوة، فبتخلي العالم ممكن تكّون ذكرياتها بهذا المكان». وأضاف عبد الأمير: «الديكور اللي ضمن (فيروز) قابل للبيع، بحيث يكون دائماً (فيروز) متجدد، ما يصير روتيني ممل، يظل الديكور يتغير باستمرار، الديكور مرتبط نوعاً ما، 90 في المائة بفيروز كمان من شتى النواحي».
تُباع في المقهى أيضاً أقداح عليها صور فيروز. ونشأ عبد الأمير (29 عاماً)، وترعرع في بلد أمه، سوريا، لكنه انتقل إلى البصرة في 2012 مع بداية اشتداد الحرب في سوريا.
وتسبب الصراع، الذي نشأ قبل أكثر من سبع سنوات، في مقتل مئات الألوف وتشريد ملايين آخرين من بيوتهم في سوريا.
وبعد فراره من سوريا كان عبد الأمير، الذي درس الاقتصاد في الجامعة، يحلم بفتح مقهى ثقافي يحاكي ثقافة المقاهي في دمشق وحقق حلمه الذي أسعد كثيراً من السكان المحليين بالبصرة.
من هؤلاء سمانا سجاد (23 عاماً)، التي تعمل مذيعة في راديو البصرة ومن زبائن المقهى، التي قالت: «إحنا الشباب، فئة الشباب اللي نقرأ، ما نلقى ها الشيء موجود، أو حتى وإن كانت كافيهات موجودة بها مكتبة حتلقى بعض الشباب يحضرون من أجل الأرجيلة (يدخنون الشيشة) وليس من أجل المكتبة، أو تلقى فئات مثقفة موجودة هنا. أكثر شيء عجبني المكتبة الموجودة، التعامل الموجود، الأسلوب، يعني مكان جداً هادئ وما يرتادونه الشباب الطايشين الذين لا نقدر ان نأخذ راحتنا معهم».
وأضاف حسين مكي، وهو طالب في الثانوية وأحد زبائن المقهى: «نحن أول مرة ندخل هذا المقهى ونلقى صور فيروز وكتب فيروز وأغاني فيروز بالمكان، وأغلب الكتب متوفرة بهذا المقهى».
وكانت البصرة، التي تقع عند ملتقى نهري دجلة والفرات بالقرب من الخليج، على مدى قرون بوتقة تدمج العرب والفرس والأتراك والهنود واليونانيين الذين تركوا فيها بصمات ثقافية.
وشارك شباب في البصرة في موجة احتجاجات في سبتمبر (أيلول)، تحولت إلى أعمال عنف تشكو من البطالة ونقص الخدمات وزيادة الفساد. وحقول النفط في البصرة هي مصدر معظم ثروة العراق النفطية، ومع ذلك تعاني المدينة من نقص في الكهرباء والمياه مثل كثير من أرجاء البلاد.