بقلم وداد إبراهيم
هو أحد فرسان الدراما العراقية وأهم الوجوه البغدادية التي جسدت الشخصيات البغدادية في العديد من الأعمال المسرحية والدراما التلفزيونية. يؤمن بأن الفنان لا يختار دوره، بل الفن هو من يختاره. دأب خلال رحلته مع الفن على أن يقدم أدواره بعفوية مدركة وثقافة فنية وعمق لصراعات الشخصية بوعي كبير.
إنه الفنان ستار خضير الذي عبر في بداياته عن الشاب العراقي بملامحه القريبة من النفس وأدائه العفوي المدرك. وهو الآن يطلع علينا بأدوار كبيرة ومهمة في سفر الدراما التلفزيونية، مبتعدًا عن المسرح الجاد ليقف في أدوار تضع أمام المشاهد عبقرية تجربته الفنية الطويلة التي اتسمت بأنها ناصعة مبهرة على صعيد المسرح والتلفزيون والسينما.
يقول ستار: “أصعب اختيار في تاريخ السينما هو اختياري من قبل المخرج محمد شكري جميل لدور الملك غازي. في البداية، حين قدمت دورًا أمام لجنة، أعطوني 11 مشهدًا، وكان معي 7 آخرين يخضعون للاختبار. بعد أن أعطوني 12 مشهدًا، حتى وصلت إلى 75% من الوصول إلى الشخصية. وحين وقفت أمام المخرج العالمي محمد شكري جميل ورأى تجسيدي للدور، قال الآن سأنام وارتاح بعد ستة أشهر من السهر والتفكير في شخصية الملك غازي. فأخذت النص وأنا أشعر بسعادة كبيرة ووجدت نفسي في رعب وخوف من المسؤولية. جسدت الدور في فيلم مدته ساعتان وثلث، ومعي كبار النجوم منهم “جواد الشكرجي، ونزار السامرائي، وفاطمة الربيعي، ويوسف العاني، وضيوف سورين”. ليس سهلاً التعامل مع مخرج عالمي مثل محمد شكري جميل، لكني مع هذا بقيت شهرين أدرس عن الملك غازي وأبحث في المكتبات عن شخصيته. لذا كان هذا الفيلم محطة مهمة جدًا في حياتي الفنية، بل أجدها مرحلة انتقلت بها إلى مرحلة كبيرة من الوعي والإدراك الفني لأهمية الدراسة العميقة للشخصية التي يقدمها الفنان. سهلاً ومن أول مشهد، قال لي اذهب سأنام وأنا مرتاح. شهرين وأنا أدرس عنه في الكتب، وفيلم الملك غازي محطة مهمة وفيه، وأهم ما في الأمر أني قريب الشبه من شخصية الملك غازي. وثقت في نفسي كإنسان وفنان، ودائمًا الأفلام توثق للممثلين أعمالهم وأدوارهم ومدى قدراتهم على تجسيد الدور بما يصل إلى المشاهد وما يحقق للفنان من نجاح يذكره التاريخ، بالأخص وأنها شخصية عراقية ومؤثرة”.
ستار خضير دخل الاستوديو لتجسيد دوره في مسلسل “المنسيين” لمهند هادي وللمخرج حيدر الشامي، وتشاركه البطولة إيناس طالب، وكاظم القريشي، وطه علوان، ومحسن العلي، وأسماء صفاء وآخرين. ويقول عن دوره: “العمل يطرح موضوعًا يهم شريحة مهمة من المجتمع وهم الذين غدر بهم الزمن، إذ أجسد شخصية هيثم المتقاعد الذي تخلى عنه أقرب الناس إليه. الشخصية كتبت بشكل جيد ومميز، ومن المؤمل أن يعرض خلال شهر رمضان المقبل”.
والمعروف أن خضير انطلقت موهبته الفنية منذ الابتدائية، إذ وقف على المسرح لتنطلق الشرارة الأولى. وشارك في مسرحية (المصيدة) لأجاثا كريستي، والتي أخرجها محسن العزاوي، ومسرحية (ناس وناس). إلا أن دوره في مسلسل بنات صالح لم يكن بالمستوى الذي يصل إلى طموحه. كشف خضير عن أن هناك ثغرات رافقت دوره في مسلسل بنات صالح مما سبب إضعاف الشخصية رغم أهميتها.
يقول خضير عن بداياته: “عملت في مسرحية (ميديا) إخراج فوزية الشندي وكنت في الصف الثاني من كلية الفنون الجميلة. فتم اختياري لبطولة عمل تلفزيوني، وكان أول عمل تلفزيوني ولأول مرة أقف امام الكاميرا، وكانت لحظات مرعبة وصعبة، إلا أنها فرصة عظيمة لأنني وقفت مع عمالقة الفن منهم غازي التكريتي، وكامل القيسي، ومحمود نعوش، وفوزية الشندي، وكلهم ساندوني وعلموني الوقوف امام الكاميرا. كان بالنسبة لي الدرس الاول في الفن”.
ستار خضير: أحد أهم فرسان الدراما والسينما والمسرح بملامح عفوية وأداء مدرك، وصل إلى دور الملك غازي
التعليقات مغلقة