«الجيل الجديد» يطالب بإخضاع الأموال التي يتسلمها الإقليم لرقابة مجلس النواب

رجّح زيادة ميزانية إقليم كردستان من 12 الى 14 من المئة
السليمانية ـ عباس كاريزي:

وصفت قوى وأحزاب المعارضة الكردية في مجلس النواب، زيارة رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الى بغداد، بمنزلة التكفير عن إجراء الاستفتاء وطي صفحته والسعي لفتح صفحة جديدة مع بغداد.
واكد رئيس كتلة حراك الجيل الجديد في مجلس النواب رابون معروف في حديث للصباح الجديد، ان الاستفتاء الذي عارضه حراك الجيل الجديد، منذ البداية لانه ادرك بانها لعبة لا تصب في خدمة المصالح العليا لشعب كردستان، مثل بارزاني طرفا منها، بينما مثلت المخابرات الاقليمية والدولية الطرف الاخر فيها، وان الاحزاب والجهات التي اصرت على اجراء الاستفتاء هي الان تسعى بكل قوة للحصول على المناصب والامتيازات في بغداد.
وحول زيارة رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني الى بغداد اوضح، ان بارزاني استقبل في بغداد كمسؤول حزبي وليس زعيماً سياسياً، وان الاحزاب العراقية تعلم بانه لا يمثل شعب كردستان وانما هو يمثل حزبه الذي حصل على اقل من عشرين بالمئة من اصوات المواطنين في الاقليم، رغم هيمنته وسيطرته على محافظتين من محافظات اقليم كردستان.
واضاف معروف، ان زيارة بارزاني الى بغداد وتأكيده على ان الكرد جزء مهم من الدولة العراقية وضرورة فتح صفحة جديدة من العلاقات بين الجانبين، يعكس تنازله عن الشعارات التي رفعها خلال مرحلة الاستفتاء، ويشير الى ان الاستفتاء انتهي ولم يعد له اية اهمية.
وحول مسالة الميزانية وحصة الاقليم منها اشار معروف الى ان هناك مؤشرات بان يتوصل الطرفان الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم الى اتفاق بزيادة حصة اقليم كردستان من الموازنة الاتحادية من 12,67الى 14 بالمئة.
وبينما توقع ان يوافق مجلس النواب على زيادة حصة الإقليم من الموازنة الاتحادية، اكد ان حزبه واحزاب المعارضة الاخرى في مجلس النواب العراقي تدعو الى التزام الإقليم بتسليم نفطه والكشف عن طبيعة العقود التي وقعها الى بغداد ليتم تصديره عبر شركة سومو، لقاء حصوله على حصته من الميزانية، وان حراك الجيل الجديد وكتل كردية اخرى لها شرطان في حال توصلت حكومة الإقليم الى اتفاق مع الحكومة الاتحادية، وهما ان يكون الاتفاق شاملاً وشفافا، وان يحضى بموافقة مجلس النواب، وان تتحمل الجهة التي لاتلتزم به لاحقا التبعات والملاحقة القانونية، وان لايتم معاقبة المواطنين في اقليم كردستان اذا ما رفض الحزب الديمقراطي الالتزام بالاتفاق.
وقال معروف « ان المهم بالنسبة لنا في مجلس النواب ان يحضى اي اتفاق يتوصل اليه الطرفان الى رقابة وموافقة مجلس النواب، وان تخضع ميزانية الاقليم بالشفافية وان لايتم تسليم الاموال المخصصة الى الجهات المتنفذة في الاقليم دون رقيب او حسيب، وان تخضع لرقابة مجلس النواب العراقي.
وتوقع معروف، ان يصوت مجلس النواب العراقي خلال جلسته اليوم الثلاثاء على استكمال ما تبقى من الحقائب الوزارية في حكومة السيد عادل عبد المهدي، متوقعا ان تكون حصة الكرد اربع وزارات فيها.
وبينما تباينت آراء المراقبين حول الرسالة التي أراد أن يوصلها بارزاني خلال زيارته إلى بغداد، خاصة أنها تعتبر الأولى من بعد الاستفتاء الذي اجراه العام المنصرم، توقع مصدر سياسي رفض الكشف عن اسمه للصباح الجديد، ان تنتقل زيارة بارزاني الى بغداد بالصراع الموجود بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الى مرحلة جديدة.
واضاف المصدر، ان زيارة بارزاني الذي رفض فيها لقاء رئيس الجمهورية برهم صالح فضلا عن رفضه الاعتراف به كرئيس للجمهورية، جاءت كمسعى من بارزاني لتدارك تقوية مكانة ودور الاتحاد في بغداد على حساب الحزب الديمقراطي.
وقال المصدر ان بارزاني طالب رئيس الحكومة عادل عبد المهدي بعدم منح الاتحاد الوطني وزارة في حكومته، نظرا لحصول الاتحاد على منصب رئيس الجمهورية.
واضاف ان تسمية تلك الزيارة بانها تأريخية وانها جاءت لمعالجة المشاكل بين اربيل وبغداد، غير واقعي لان بارزاني الذي فضل الذهاب الى بغداد لوحدة ولم يصطحب برفقته سوى نجله مسرور، غاب عنها اي مسؤول او شخصية سياسية او حزبية في الاقليم، وهو ما ولد تساؤلات عن شرعية تلك الزيارة والنتائج التي ربما ستتمخض عنها.
ولفت المصدر الى ان العقلية التي يدار بها الاقليم قبلية وعشائرية وبعيدة عن مصالح وتطلعات شعب كردستان، وهي اذا ما استمرت لن تتمكن من انهاء ومعالجة الازمات السياسية والتشرذم والصراعات السياسية العقيمة التي يعاني منها الاقليم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة