مبادرات استراتيجية

من بين اهم مايحتاجه العراق في هذه المرحلة هو الشروع بتقديم مبادرات كبيرة يمكن لها ان تخفف من معاناة الشعب العراقي وتلبي جزءا من استحقاقاته الحياتية ويمكن القول ان الملايين من الناس الذين انتظروا لاكثر من خمسة عشر عاما كي يروا مدنهم وشوارعهم بواقع افضل وبشكل اخر قد يئسوا من التمني وانقطعت عنهم الآمال وهم يسمعون ويشاهدون على مدى السنوات الماضية التصريحات الرنانة والمشاريع التنموية على الورق من دون ان يقترب من تحقيقها على الارض واحد من رؤساء الوزراء السابقين.
وبات الكثير من ابناء الشعب يعقد المقارنات ويعدد الانجازات في العهود السابقة ويميز النجاحات فيها ويمجد زعماء عراقيين سجل لهم التاريخ مجموعة من المآثر في مجال الاعمار والبناء ويسخر من اخرين زجوا ببلادهم في الحروب العبثية ودفعوا بشعوبهم الى محرقة الحرب واسهموا في تخريب المدن وفي ظل الازمات الاقتصادية والمالية المتلاحقة التي رافقت السنوات المنصرمة.
وفي ظل انشغال الدولة العراقية بالحرب على الارهاب صار من الصعب رؤية عجلة الاعمار وهو تدور في المدن العراقية وغابت عن عيون العراقيين مشاهد آليات الاعمار الضخمة التي يمكن مشاهدتها في العواصم والمدن المزدهرة وتفاقمت في العراق مشكلات الفقر وعمت مناظر السكن العشوائي قرب العاصمة والمحافظات واصبح الكثير من العراقيين يمني النفس بالحصول على امتار قليلة يمكن له من خلالها تشييد منزل بسيط يؤمن فيه حاضر ومستقبل عائلته في هذه الظروف الصعبة وقد ادرك رئيس الوزراء عادل عبد المهدي اهمية الاستحقاق الاقتصادي والمالي الذي يرتبط بحياة العراقيين في مجالات السكن والصحة والزراعة والصناعة والتجارة وفي مجال خدمات البنى التحتية الاخرى وكتب قبل تكليفه برئاسة الحكومة عشرات المقالات في هذا الملف عرض من خلالها رؤيته لمستقبل العراق ونظريته في مواجهة المشكلات التي تعترض سبيل انتشاله وخروجه من المأزق الاقتصادي الكبير الذي يعيشه.
وقد حان الوقت ليرى العراقيون ماجاد به السيد عبد المهدي من افكار وطروحات على ارض الواقع حيث يشكك كثيرون في قدرة الرجل على تحويل هذه الافكار الى مبادرات عملية يمكن لها ان تستثمر الطاقات المتوفرة في العراق والمردود المالي من تصدير النفط في اقامة المشاريع العمرانية ولربما كان اعلان مبادرته في مجال السكن اول الغيث الذي نريد له ان يكون عامرا بالخير وبما يمكن من اعادة العراق الى سكة الازدهار وبالتأكيد فاننا ننتظر ان تدور عجلة البناء والاعمار في ميادين الصحة والصناعة والزراعة والميادين الاخرى من دون ان يلفنا اليأس والاحباط وابقاء هذه الخطط ادراج الرفوف والاكتفاء بعرضها امام وسائل الاعلام .
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة