مؤتمرات للاستهلاك السياسي

حراك سياسي واسع تزامن مع اعلان الانتصارات عى تنظيم داعش المجرم بعد تحرير الموصل ، بل ربما سبق عملية التحرير من خلال سيل من التصريحات التي اطلقتها معظم الاطراغ السياسية العاملة في العراق محذرة من مرحلة مابعد داعش، وكتبت حينها متسائلا ومخاطبا قيادات الكتل والاحزاب السياسية، ماذا وراء هذه التصريحات ، وماهي افكاركم ونتاجاتكم لتلك المرحلة وعلى اي مستندات تطلقون التحذيرات والتخوفات …؟
طبعا وكما اعتدنا في السنوات السابقة ، لم نعرف او نستمع الى اي جواب واقعي ومقنع لتلك الاسئلة وللعديد من الاسئلة الاخرى التي تتناول ذات القضية ، وبقيت كل ما تفتقت به عقول الساسة هو لايتعدى مساحة ضيق الافق والعجز في طرح مشروع تفصيلي واقعي متفهم ومدرك لمعنى قيمة ودور العمل السياسي لانضاج مشرروع مابعد داعش ، والاستفادة من سيئات الظواهر الداعشية في حدود دراستها والتعمق في تفاصيلها ومعرفة غايات داعش واهدافه والاسباب التي مكنت داعش من الاستيلاء على بعض المحافظات ، ومن كان وراء كل ذلك .
اخر تلك الافكار التي ينقصها الاكتمال والتعمق، ويغلب عليها التخندق والفئوية ، هي عقد مؤتمرين متزامنين في اربيل وبغداد من قبل تحالف القوى السنية ، واصدار بيانين مختلفين على الرغم من الاعلان الذي اطلقه المؤتمرين بأن الهدف هو واحد !!! ، الامر الذي ولد انطباع واحد فقط لدى كل المراقبين ، ان مؤتمر اربيل عقد لمجرد السماح بحضور شخصيات مطلوبة للقضاء ، اصرت بغدا بعدم السماح لهم بالمشاركة في مؤتمر بغداد ، وكانت بغداد محقة كل الحق بذلك .
بالاضافة الى ذلك ، ماذا قدمت هذه المؤتمرات الى مرحلة مابعد داعش ، واين هي الحلول التي تعين الشعب وتبني الوطن ، ولماذا يأتي التوقيت الان متزامنا مع سحق داعش وتحرير الموصل ، والحديث او المطالبات باعادة النازحين والمباشرة بالاعمار والتوجه نحو الوحدة الوطنية والشروع بالمصالحة ، والتحدث ايضا بالنيابة عن ما اسماه البيان بالمحافظات الستة !!!!,
اليس كل ماورد من مفردات من المطالبات والدعوات التي تضمنها البيان هي من مسؤولية الجميع ، واقصد كل العراقيين بغض النظر عن الانتماء الديني او المذهبي او القومي ، وكيف يمكن لاية حكومة في العالم ان تقوم بواجباتها التنفيذية مالم تسندها منظومة سياسية وطنية حقيقية ومتفاعلة مع كل حاجات الوطن والشعب تحت خيمة واحدة اسمها العراق ، ومن المستغرب حقا ان نستمع الى دعوات من بعض قادة الكتل والاحزاب لاعادة انتاج العملية السياسية من جديد ، ولانعرف يدعون من واين هم من ذلك ؟.
بالامس صدر قرار من مجلس الامن تضمن اشارات واضحة لكل الاطراف السياسية في العراق ، ادعوكم ايها الاخوة السياسيين للتعمن في عمق هذا القرار ، وتفهم الرسالة التي وجهت اليكم من هذا المجلس على صعيد المستقبل القريب ، ذلك ان مثل هذا القرار عندما يصدر من مجلس الامن وهو المعني بالنزاعات العسكرية وشؤون سيادة الدول وتنظيم العلاقات وفق استحقاقتها الاممية ، انما هو اشارة واضحة الى سوء الوضع السياسي في العراق ، وربما جعل من هذا الوضع هو السبب الرئيس لتردي الاوضاع عموما في العراق .
رياض عبد الكريم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة