رفضت أن يتولاه شخص انشق عن الاتحاد الوطني
السليمانية – الصباح الجديد – عباس كاريزي:
قطعت هيرو ابراهيم احمد عضو المكتب السياسي زعيمة جناح الاغلبية في الاتحاد الوطني الكردستاني عقيلة رئيس الجمهورية السابق مام جلال، الشك باليقين معلنة رفضها القاطع لتولي برهم صالح منصب رئيس الجمهورية، في اطار اتفاق يتم الترتيب له من قبل جناح نائب الامين العام كوسرت رسول علي.
وقالت هيرو ابراهيم احمد في بيان عاجل صدر عن مكتبها تسلمت الصباح الجديد نسخة منه، ان منصب رئيس الجمهورية الذي يشغله الاتحاد الوطني منذ عدة دورات، يجب ان يبقى لدى الاتحاد كاستحقاق قومي، مؤكدة ضرورة ان تشغل هذا المنصب شخصية من ذوي الخبرة من غير المنشقين عن صفوف الاتحاد ملتزمة بنهج الرئيس مام جلال، وهو ما فسر بأنه رفض مبطن للحديث الدائر عن منح المنصب لبرهم صالح لقاء حل التحالف الذي شكله مؤخرا، بعد ان انشق عن صفوف الاتحاد، قبل ان يستقيل ويؤسس تحالف الديمقراطية والعدالة.
وبينما شددت هيرو ابراهيم احمد على ضرورة، ان يتمسك الاتحاد الوطني ببقاء هذا المنصب لديه كاستحقاق وطني، بعد الاتفاق مع الحزب الديمقراطي، طالبت المجلس القيادي لحزبها بالاصرار على الابقاء على هذا المنصب، الذي عدّته رمزا لنجاح الرئيس مام جلال، لدى الاتحاد، وان يتولاه شخص كفوء من ذوي الخبرة ملتزم بتوجيهات الاتحاد، مستمر بالنضال السياسي غير منقطع عن نهج الرئيس مام جلال، وذلك وفقا للبيان.
وتضمن البيان على صعيد منفصل ضرورة، ان يعمل وفد الاتحاد والديمقراطي الذي يزور بغداد الان على استحصال حقوق الكرد الدستورية والاسراع في تشكيل الحكومة المقبلة.
وكانت مصادر سياسية مطلعة قد ذكرت للصباح الجديد، ان رئيس تحالف الديمقراطية والعدالة برهم صالح الذي كان يشغل قبل انشقاقه منصب النائب الثاني للامين العام للاتحاد الوطني، وافق على مقترح بتخليه عن التحالف لقاء حصوله على منصب رئيس الجمهورية.
وتابعت المصادر، ان نائب الامين العام كوسرت رسول علي الذي شكل مع صالح عام 2016 مركز القرار داخل الاتحاد الوطني، وفي خطوة منهما لتقليص نفوذ وصلاحيات السيدة هيرو ابراهيم احمد داخل مؤسسات ومراكز القرار داخل الحزب، اتفقا على تبادل الادوار، وان كوسرت رسول يعمل الان بجد لاعادة صالح الى الواجهة، عقب فشل الاخير في انتخابات مجلس النواب العراقي الاخيرة، مبينة، ان رسول يعمل الان على اقناع المكتب السياسي للاتحاد الوطني وبعض القيادات الكردية بالموافقة على تولي برهم صالح منصب رئيس الجمهورية، كمرشح تسوية بين الاحزاب الكردية التي تعاني من تشتت وانشقاقات حادة.
وتابعت المصادر، ان البيان الذي اصدره مكتب السيدة هيرو ابراهيم احمد قطع الشك باليقين ناهيا بذلك الامل امام صالح بالحصول على هذا المنصب الذي يعده الاتحاد الوطني ضمن استحقاقه الكرد القومي والانتخابي.
وكانت بعض المصادر قد تحدثت عن اتفاق جرى بين بافل طالباني النجل الاكبر لرئيس الجمهورية السابق جلال طالباني ورئيس تحالف الديمقراطية والعدالة برهم صالح، يتضمن عودة الأخير إلى صفوف الاتحاد الوطني، لقاء ترشيحه لمنصب رئاسة جمهورية العراق الذي يعده الكرد استحقاقاً قومياً.
وتابعت المصادر، ان نجل الرئيس طالباني توصل بعد اشهر من الجهود والجلسات السرية، الى اتفاق مع صالح، يقضي بعودة الأخير إلى صفوف الاتحاد الوطني، وعدم خوضه انتخابات برلمان كردستان بقائمة منفصلة، لقاء ترشيحه من جانب الاتحاد لمنصب رئيس جمهورية العراق.
وقالت المصادر ان أغلب أعضاء المكتب السياسي للحزب غير مطلعين على هذا الاتفاق ولم يؤخذ برأيهم حتى الآن.
وكان عضو المكتب السياسي المتحدث باسم الاتحاد الوطني سعدي بيرة قد اعلن في تصريح سابق للصباح الجديد، ان الاتحاد الوطني متمسك بحصوله على منصب رئيس الجمهورية في التشكيلة المقبلة.
واضاف بيرة، ان الاتحاد الوطني سيقدم مرشحا لشغل هذا المنصب من داخل صفوفه نافيا وجود اي اتفاق خارج اروقة المكتب السياسي لمنح المنصب لشخص، من خارج الحزب مقابل صفقة سياسية او اتفاق غير معلن.
وكان كل من الدكتور لطيف رشيد المستشار الاقدم لرئيس الجمهورية ووزير الموارد المائية السابق، وسفير العراق السابق لدى الصين عضو المجلس المركزي الدكتور محمد صابر قد قدما سيرهما الذاتية واوراق اعتمادهما الى المكتب السياسي للاتحاد، بعد ان حصلا على تأييد ودعم قيادات وشخصيات داخل الحزب وخارجه.
ويتوقع ان يناقش المكتب السياسي في اقرب فرصة اسماء المرشحين لشغل هذا المنصب ويختار احدها، ليكون بذلك مرشح الاتحاد الوطني لشغل منصب رئيس الجمهورية.
وكان الدكتور لطيف رشيد قد اكد في تصريح سابق للصباح الجديد صحة ترشحه لشغل منصب رئيس جمهورية العراق، نزولاً عند رغبة شخصيات سياسية وحزبية واكاديمية، بالاستناد الى تاريخه السياسي ودوره في بناء العملية الديمقراطية بعد سقوط النظام المباد، وخبرته المهنية والاكاديمية في ادارة مؤسسات الدولة، وفي اطار سعيه لاعطاء دفعة جديدة لتمتين الوحدة الوطنية والتعايش والتآلف بين مكونات البلاد.
بينما اعلن الدكتور محمد صابر حصوله على دعم المجلس المركزي واعضاء في المكتب السياسي للاتحاد الوطني لترشحه لشغل هذا المنصب.