سيدة النزق

وليد هرمز

سيدةُ النزقِ
ارتدي أفضلَ فساتينكِ
يصُكُّ، بأزرارهِ العشرةَ، احتدامَ ما تكتنزه فاكهةُ الشهوةِ
مَهْلاًلا تَنْسَيْ صِنْدالكِ الرصاصي بِسِيورهِ الجلدِ
يُسمِعُ العابرينَ وشوشة «الرَوْشَة» وطَقطقةِ حصًى
يوماً، كُنتُ هُناكَ
واليومَ، من هُناكْ، إليَّ ستأتين
مُبْحِرةً من أقصى صخرتينْ
ومثلَ مُراهقٍ ضيَّعَ ظِلَّه
سأقولُ لكِ: أُحبُّكْ
في الخاطِرِ، أنا أبٌ وأنتِ، في المَنامِ، أمٌّ
أتهبينني من نفحاتكِ لافندرةً؟
سيطيبُ المساءُ لكِ الطاولةُ البلوطُ ضيِّقةٌ
تأتمنِ على كُرسيَّيْن متقابلين
وكأسَيْ نبيذٍ نقرَعْهُما بذهولٍ أخرس
حِكْمَتُنا من نبيذِ الأسى ها هبوبي منفعِلٌ
ها هبوبكِ مستكينٌ لا تُساوميني على ارتباكي
كوِّنيني طِفلةً قولي: هو هذيانٌ
عبَثٌ يُهرولُ إلى خريفِ المجون
عبثٌ مقذوفٌ من قمَّةِ تهوُّري
هبيني طفلةً تمتدحُ جنونكِ
تغزلُ الفراغَ الهَرِجَ بين شهْوتين
تلُمُّ الكلامَ الذي لم أقُله بعد
طفلةً لن نختلِفَ على اسمها
أوْشَكنا على الاعترافِ
تزيَّني بهذياني زيِّني مقامَ النطْفتينِ
سنسميها «أفروديت» لِمَديحِ «أفْروديتَ»
ما لم يُقَلْ بعْدُ
مَخَاضُ ذاكرةٍ: الارتعاشةُ الفَذَّةُ
لماءِ بحيرتُكِ وَمْضُ اللهاثِ
خضخضةُ فقراتكِ
صرختُكِ الأخيرة تهزُّ فجْرَ رَدْفين
سنُعمِّدُها، وستُدمِن
امتداحَ دِبْسِ فسائلِ البصرةِ
وقد تشبهنا مُناصفةً
لَنْ تُنْسى لاَفنْدرةً من نديمٍ مُرْتَجى
وَلْتَكُن خُلاصةُ «جسدانِ في وضوحٍ أخْضَرَ»
عَسَلُها من بَرْقِ نهديكِ
واثِقٌ أنكِ ستُرضعينها
حتى ينْشَفُ الحليب
ولَنْ تَفْطميها ريثما تستدِلُّ على اضطراب البنفسج
وتنامُ على ملاءاتٍ رُشَّت بإكليلِ الجبل
أَلْبسيها ثوبَ القصيدة:
في الشتاءِ ثوباً مطرَّزاً بورد التفْعيلةِ
وفي الصيفِ
ثوبَاً من نَثْرِ الفَراشاتِ
ثوبا الربيعِ والخريفِ من حصَّتي.
رغيفُها من «فرَّان النَّدَمِ»
يجرحُ حنجرتها، فينصقِلُ مرتَعُ صوتها
حُرَّةٌ تغْتَسِلُ بخيالنا الذي لا يشبهنا
لها سِيْرَتانِ، وقلبان
قلبٌ هُنا، وقلبٌ هُناك
ولها ما ستتلوه غداً عن عاشقين لم يُخصِّباها إلاَّ من هذيانِ القصيدة
ولها نشيدُها المحتدم بشبحهِ

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة