طلبة علم الأرض بالبصرة تدربوا في عدد من المواقع الجيولوجية والنفطية

بمشاركة ١٢٢ طالبا وطالبة لمتطلبات التخرج وبإشراف ١٢ تدريسيا
البصرة – سعدي السند:

قام قسم علم الأرض في كلية العلوم بجامعة البصرة بتنفيذ العمل التدريبي الحقلي الموقعي للطلبة الذين تخرجوا هذا العام من قسم علوم الأرض والذي يعد من المتطلبات الإجبارية قبل منح شهادة التخرج لهم من خلال اعداد جدول تضمن زيارات عمل الى عدد من المواقع التي تتطلبها العملية التعليمية.

تدريبات في عدد من المواقع الجيولوجية والنفطية
عن الجدول الموقعي الذي تضمنه تدريب هذا العام قال مصدر في كلية العلوم لـ» الصباح الجديد» كما هو معروف ان العمل الحقلي يكون اما خارج المحافظة أو داخلها ففي العام السابق اجري في محافظة دهوك شمالي العراق وفِي هذه السنة الدراسية اجري العمل الحقلي حول مدينة البصرة في جبل سنام وخور الزبير وسفوان وشركة نفط البصرة والمقالع اضافة الى موقعي البرجسية ونهري عمر النفطيين بمشاركة ١٢٢ طالبا وطالبة و ١٢ تدريسيا.

ضمان جودة جميع الممارسات المطلوبة التي تضمن الأداء الجامعي الأفضل
واضاف المصدر ان قسم علم الأرض أحد أقسام كلية العلوم الذي تأسس في العام الدراسي 1993 بغية توفر ملاكات تخصصية في شتى مجالات فروع علوم الأرض سيما في حقلي جيولوجيا النفط وجيولوجيا الموارد المائية لما تتمتع به منطقة جنوبي العراق بصورة عامة ومنطقة البصرة بصورة خاصة من موارد مائية ونفطية.
رؤية القسم ورسالته واهدافه حيث يطمح القسم ليكون من الاقسام العلمية المتميزة في العراق والعالم في المجالات العلمية والاكاديمية والخدمية التي يقدمها الى مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، واضعا نصب عينيه تطبيق معايير الجودة العالمية التي تضمنها المواصفة القياسية الدولية ISO 9001 لسنة 2000 مع تعديلاتها اللاحقة،فضلا عن مواكبة التطور في الجوانب العملية التعليمية والبحثية والخدمية .
ويسعى قسم علم الارض لتقديم افضل الخدمات العلمية الى المجتمع والشركات البترولية والمعدنية والتي تتبادل المصالح والمنافع معها، من خلال اعداد الملاكات الجيولوجية المتخصصة والتشخيص الدقيق لمشكلاتهم الحالية والمستقبلية وتحقيق الاستجابة الفاعلة والكفوءة لهذه الحاجات عن طريق ضمان جودة جميع الممارسات المطلوبة وتهيئة الخطط العلمية والتدريسية التي تضمن الاداء الجامعي الافضل وأجراء البحوث العلمية الاكاديمية والتطبيقية من أجل فهم اوسع لجيولوجية المنطقة ووضع الحلول المناسبة لمشكلات مؤسسات القطاعين العام والخاص.

التدريب الموقعي في جبل سنام في الجزء الجنوبي الغربي للبصرة
وللتعرف على طبيعة جبل سنام الذي تدرب فيه طلبة قسم علم الأرض في كلية العلوم فهو يقع في ناحية سفوان التابعة اداريا الى قضاء الزبير حيث تقع مدينة (الزبير) ـ إحدى مُدن محافظة البصرة ـ في شِمال شَرق شِبه الجزيرة العربية ، والتي يُعدُّ سطحُها هَضبةً لا ترتفع إلّا بضعة أمتار عن مستوى سطح البحر، وهي مدينة ولدت من رحم الصحراء، فاحتضنها الرملُ، وطوَّق حدودَها، ومن بين تلك الرمال وذاك القرب من سطح البحر، وفي منطقة شبه مُقفرة مستوية الأرض، يشقُّ الرمالَ جبلٌ صخريٌّ شاخصٌ لوحده، يُدعى: (جبل سنام)، في ظاهرة طبيعيّة غريبة فريدة من نوعها، أثارت العديد من الإستغراب.
يقع الجبلُ في الجنوب الغربيِّ لمحافظة البصرة، على الطرف الغربيِّ لناحية (سفوان) المُحاذية للحدود الكويتيّة، ويبعد عن مركز مدينة البصرة بنحو (45) كيلو مترا، ونحو (8.5) كيلومترات عن ناحية (سفوان)، أطلق عليه السكان المحليون تسمية: (جبل سنام)؛ لأنَّ شكله يشبه ـ إلى حدٍّ ما ـ سنام الجمل.
يُعرّف جبل سنام علمياً بأنّه: قُبَّة مِلحية اختراقية، لا يتجاوز ارتفاعه (152) مترا عن مستوى سطح البحر، كما يرتفع عن الأراضي المجاورة له (96) مترا تقريبا، أمَّا طُوله، فيبلغ (1700) متر، وعرضه (1200) متر، ويضمُّ (64) وادياً صغيراً ناشئاً عن تساقط الأمطار، التي تُعدُّ قنوات لتصريف مياه الأمطار للجبل، ولأنَّ اصطلاح (جبل) لا يطلق إلّا على المرتفع الطبوغرافي الذي لا يقل ارتفاعه عن (600) متر عن مستوى سطح البحر، فإنَّ (جبل سنام) كَسَرَ هذه القاعدة؛ لانفراده في تلك المنطقة المستوية، ولانعدام القمم الجبلية فيها، وإن كان البعض يعدُّها تسمية خاطئة من وجهة نظر علميّة.
وقد اهتم الباحثون الجيولوجيون بدراسة الجبل، وكان من بينهم الباحث (وليام)، الذي أكّد في دراسةٍ أجراها على الجبل عام (1949م) أنّه عبارةٌ عن اسطوانة ملحيّة تنكشف صخور أجزائها العُليا على السطح، وأنَّ صخوره تتألف بصورة رئيسة من صخور الجبس، وأنَّها تُشابه إلى حدٍّ كبير صخور سلسلة (هرمز).
وتكمن أهمَّية هذا الجبل في كونه القُبَّة الملحيّة الوحيدة المتكشّفة فوق سطح الأرض، في حين أنَّ بقية التراكيب الملحية المتواجدة في المنطقة جميعها تحت سطح الأرض، أمّا أعمار مُعظم صخوره، فإنها تعود إلى عصور ما قبل العصر (الكامبيري) ممّا يجعلها من أقدم الصخور المُنكشفة على سطح الأرض، ليس في العراق فقط، بل في العالم أجمع.
لقد انفرد (جبل سنام) بخصائص مميّزة، جعلت منه مكاناً مؤهّلاً لأن يكون من المحميّات الطبيعيّة؛ إذ يُمكن جعل المناطق التي تُحيط بهذا الجبل مَحميّة عِلميّة تسهّل على الدارسين والباحثين إقامة المختبرات العلميّة، التي تُساعدهم على اكتشاف أساليب حياة بعض الكائنات المتواجدة في المنطقة، ولأنّه أحد المعالم الأثرية، والمناطق السياحية التي عمل موقعها الإستراتيجي على فرض أهمَّيتها في المنطقة؛ لتواجده في الجزء الذي يربط محافظة البصرة والعراق بدول الخليج العربي عن طريق البوّابة البريّة التي تجمعنُا بالكويت، فإنّه بالإمكان تحويل موقع (جبل سنام) إلى منطقة سياحيّة؛ عن طريق بناء المُنتجعات، والفنادق السياحيّة، والأماكن الترفيهيّة، وعده مُتنفّساً سياحيّاً غير تقليديّ للسُيّاح، وبذلك، نكون قد أوجدنا مصدراً آخر للتمويل، يمكن الإفادة من وارداته الماليّة لرفد خزينة الدولة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة