مقداد عبدالرضا
رحلت قبل أيام الممثلة لورين باكال عن عمر ناهز الثامنة والتسعين, الموت كان بسبب الشيخوخة, باكال منذ شبابها أفصحت عن موهبة التفتت إليها دور الأزياء, ففي السادس عشر من أيلول العام 1924 استطاعت أن تتصدر غلاف واحدة من أشهر مجلات الأزياء في أميركا ( هاربر هزار) وبذلك تحولت إلى أيقونة بشعرها الأشقر والقوام الأهيف والعينين الخضراوين المائلتين إلى الزرقة, لتضيف أيقونة أخرى لها حينما انفعلت ذات يوم في فلم «أن تملك أو لاتملك» انفعلت جداً وأصابها إحباط إذ ألقت برأسها على صدرها وجحظت عيناها وكان في لحظتها أحد المصورين المتواجدين في مكان تصوير الفلم, التقط لها صورة, أصبحت هذه الصورة أيقونتها الخاصة حتى مماتها في منزلها بداكوتا في 21-8-2014. اعتماداً على يومياتها «انفصل الأبوان مذ كان عمرها خمس سنوات, لكنها لم تعش ولم تر أباها بعد ذلك فلقد ارتحلت من رومانيا مع والدتها لتعيش في كاليفورنيا بعد أن سطع نجمها. لكنها أخذت لقب باكال من أبيها الروماني الأصل».
قدمت عملها الأول على المسرح يوم أن كان عمرها سبعة عشر عاماً, تكتب في يومياتها, «أتيحت لي الفرصة أن التقي نجمتي المفضلة بيتي ديفز التي هنأتني على دوري في مسرحية ( ابالوسا ) المأخوذة عن فلمها الأثير كل شيء عن حواء، قالت لي ديفز بفرح غامر: ( أنت الوحيدة التي بإمكانها أن تلعب الدور)». في أثناء عملها كعارضة أزياء التقتها نانسي زوجة المخرج هاوراد هوكس وقدمتها لزوجها وحالاً وقع لها عقداً للتمثيل في فلم «أن تملك أو لاتملك» مع احتكار لمدة سبع سنوات باجر أسبوعي قدره ( 100 ) دولار, في الفلم طلب المخرج من باكال أن يكون صوتها واطئاً وعميقاً وأكثر إثارة مما منحها صوتاً أجشاً ظل مرافقاً لها حتى النهاية. استعملت باكال اسم ناسي و استعمل بوكارد اسم ستيف وهو اسم هوكس الأصلي. نانسي أحبت باكال واعتنت بها كثيراً وحاولت إشراكها في أكثر من فلم مع زوجها هوارد هوكس.
في موقع التصوير حينما التقت باكال الممثل همفري بوكارت الذي كان متزوجاً زواجاً مضطرباً من ميوميثوت, أحبته وهو أيضاً بادلها الحب, وصار الاثنان بعد فترة يظهران في الأماكن العامة لتنتهي قصة الحب تلك بالزواج بعد عام, استمر الزواج حتى وفاة بوكارت في العام 1954. وهي في طريقها الى الشهرة, مدير الدعاية في شركة وارنر يطلب إليها أن تذهب الى واشنطن وتجلس على كرسي الرئيس ترومان لتعزف على آلة البيانو الخاصة به كنوع من الدعاية الانتخابية, ثم مالبثت أن التقت المثثل جار لسبوييه لتنجز معه واحداً من الأفلام التي أدار النقاد ظهورهم لها، التقت بعدها بالمخرج جون هيوستن الذي أخرج لها فلم «كب لاركو» مع الممثل ادوارد جي روبنسن, بعدها مثلت مع كاري كوبر في فلم الغصن البراق, في العام 1950-1951 التقت مارلين مونرو وانجزت معها فلم «كيف تتزوجين مليونيراً» الذي لم يرض النقاد عن أدائها لبساطة ما قدمته، وفي العام نفسه طبعت أصابعها الخمس على شارع النجوم في بوليفارد, بلغت باكال الثانية والثلاثين من العمر حينما دعيت للعمل في الفلم الكبير» ماكتبته الرياح» مع برت لانكستر ومنتغمري كلفت لتسجل حضوراً أخاذاً وكبيراً أشاد به النقاد, دعيت بعد ذلك للعمل مع روك هدسن وروبرت ستاك في فلم لم يرض عنه النقاد فكتبت تقول» لم يكن أي شيء مني في الفلم, لقد كنت منشغلة ب بوكارت ومرضه المميت». يموت همفري بوكارت في العام 1957 لتحزن باكال حزناً شديداً على موته وجراء ذلك ومن أجل أن تبقى ذكراه عالقة معها، تزوجت الممثل جيسن ريباردوس الذي كان كثير الشبه ببوكارت, طلبت منه أن يتصرف مثل بوكارت في كل شيء, لكنه سرعان ما مل الأمر وتركها بعد أن رزقا بطفل, غير انها سرعان ما وقعت في غرام المطرب فرانك سيناترا، وتناولت الصحف هذا الحب كثيراً, بعد موت بوكارت مال نجم باكال الى الأفول وظلت تعمل في الظل حتى يوم وفاتها.. رشحت باكال وحصلت على عدة جوائز أهمها:1977 جائزة البافتا دور رئيس عن فلم الرماة، 1980 جائزة الايمي عن بطولتها للمسلسل ملفات روكفورد، 1997 جائزة البافتا وجائزة الأوسكار عن دورها المساعد في فلم المرأة لها وجهان.
أما من أهم أفلامها: «أن تملك أو لاتملك 1944، «السبات العميق» 1945، «كي لاركو» 1948، «كيف تتزوجين مليونيراً» 1953، «ماكتبته الريح» 1956، «جريمة في قطار الشرق السريع» 1974، أما آخر أفلامها فكان بعنوان «ارنست وسلستين» 2014.