من المؤلم ان تطالعنا الاخبار عن خسارتنا لاعداد كبيرة من اطفالنا الاعزاء خلال فترة قصيرة من عمر ا لزمن خسارتنا ل3900 طفل عراقي جراء الاحتلال والعمليات العسكرية المسلحة التي ضربت مدننا الامنة وقتلت كل هذا العدد من الاطفال الذين هم امتداد لنا وهم بالتالي رجال المستقبل الذي نجهل فصوله ولا ندري كم عدداً آخر من الطفولة سنقدمهم قرباناً لوجودنا ، خسارتنا في الممتلكات تبدو ضئيلة امام خسارتنا الجسيمة بفقدان كل هذا العدد الكبير من الاطفال خلال مدة قصيرة لا تتعدى الثلاثة اشهر ، هذا من جهة ومن جهة اخرى كيف هو حال الامهات اللواتي فقدن فلذة اكبادهن في حرب لا هوادة لها حرب تكالب فيها الاعداء وامتهنوا كرامة الطفولة في استخدامهم كأنتحاريين تارة ودروع بشرية تارة اخرى . هذا العدد الكبير من وفيات الاطفال يدمي القلب خاصة اذا ما عرفنا ان من بين الثلاثة آلاف وتسعمائة طفل هناك 600 طفل قضوا نحبهم جراء النزوح و سوء الاحوال المعيشية وعدم ايجاد مأوى ونقص كبير في حليب الاطفال وقناني ماء الشرب فاصيبوا بالامراض ثم غادروا الحياة تاركين خلفهم دموع الامهات وحسرات الاباء ، وليت الامر يتوقف على كل ذلك بل ان خسارتنا لكل هؤلاء الاطفال يعني خسارة لرجال المستقبل الذين يعول عليهم في بناء البلد المخرب والمدمر والمنتهك الحرية والاستقلال ، ربما كان من بين كل ذلك العدد من الاطفال ولو بعدد مائة ممن سيكون من المفكرين والعلماء والشعراء والقادة الميدانيين ، فما احوج بلدهم الى طاقاتهم ومواهبهم مهما كانت متنوعة ولو بعد حين . في بداية احتلال داعش للموصل ومن بعد ذلك لمناطق عدة في غرب ووسط العراق كانت الحكومة آ نذاك غيرمهتمة بما يجري لا للمدن ولا لساكنيها ، ، وكان القادة الامنيون لا يتورعون في ترك اسلحتهم ورتبهم العسكرية بعد فرارهم من بضع عصابات شريرة ، فكيف نطالب كل ذلك العدد من المتخاذلين الدفاع عن الطفولة المستباحة والمنهكة ، ولدى اعدادنا للتقارير الاخبارية وجدنا ان المساعدات الحكومية للنازحين مثلا لم ترتق وحجم المأساة التي وقعوا فيها ، في الوقت الذي وجدنا ان المنظمات الانسانية كانت احرص من الحكومة في تقديم الجزء اليسير من المساعدات لكل تلك العائلات التي كابدت مشقة النزوح والسير على الاقدام هربا من جحيم الحرب وكانت النتيجة خسارتنا لكل ذلك العدد من اطفالنا الاعزاء فكان الله بعون امهاتهم .
سهى الشيخلي
وفيات الاطفال
التعليقات مغلقة