الأردن يراهن على اتفاقاته لتعزيز الصادرات وجذب الاستثمارات

مع ارتفاع مؤشرات البطالة والمديونية والعجز في الموازنة
الصباح الجديد ـ وكالات:

تعد التجارة العالمية المحرك الرئيس للنمو العالمي والازدهار وأداة لتحسين مستوى المعيشة، خصوصاً أن تخفيف القيود على الصادرات والواردات يؤدي إلى تنويع الخيارات وانخفاض الأسعار في العالم، كما يسهم في رفع مستوى الدخل الحقيقي.
ويُرجح أن تؤثر الحرب التجارية التي بدأت بين الولايات المتحدة الأميركية والصين في دول أصغر، وبالتالي حدوث ركود اقتصادي عالمي وتدهور في أرباح الشركات العالمية. والأردن ليس بعيداً lن تأثير هذه الحرب، إذ يعاني أزمة اقتصادية خانقة، مع ارتفاع مؤشرات البطالة والمديونية العامة والعجز في الموازنة. وتفاقمت الأزمة مع تراجع المساعدات الخارجية وارتفاع تكاليف اللجوء السوري، واتجاه الحكومات إلى حلول تقليدية أبرزها زيادة الضرائب على المواطنين.
وقال وزير المال السابق محمد ابو حمور إن «الاعتقاد السائد خلال السنوات الماضية يقوم على أن حرية التجارة أصبحت معلماً أساساً للاقتصاد العالمي، خصوصاً أن الدول لمست آثارها الإيجابية على النمو وإيجاد فرص عمل ورفع مستوى المعيشة وتخفيف الاحتقانات والتوترات السياسية».
وأضاف في مقابلة مع «الحياة»: «يرتبط الاردن باتفاق تجارة حرة مع الولايات المتحدة واتفاق المناطق المؤهلة، فلديه فرصة لتعزيز صادراته وجلب مزيد من الاستثمارات للاستفادة من هذه المزايا، خصوصاً أن لدى الصين حالياً استثمارات في الأردن في قطاع الصخر الزيتي والملابس وغيرها».
وأكد نائب رئيس لجنة المال في مجلس النواب معتز ابو رمان أن «الاقتصادات الناشئة ستستفيد من هذه الحرب على المدى الطويل، وقد تكون ملاذاً للاستثمارات الأجنبية، وتحديداً الأردن، إذ يملك مناطق حرة جاذبة للاستثمارات المحلية والإقليمية والعالمية» ، ولفت إلى أن «هدف منظمة التجارة العالمية المساعدة في سريان وتدفق التجارة بسلاسة وبصورة متوقعة وبحرية، ولكنها لا تلعب دورها كما يجب».
وظهرت حدّة الحرب التجارية وتداعياتها في أسواق المال العالمية التي سجلت انخفاضات قياسية، فيما لا تزال أسواق الشرق الأوسط تترقب. وقال المحلل المالي وجدي مخامرة إن «أسواق المال تتأثر بالتطورات والمعلومات الاقتصادية، خصوصاً القرارات الاقتصادية التي يتخذها المسؤولون في الدول الكبرى». ولفت إلى أن «القرارات ستؤثر في المستثمرين في البورصات والأسواق العالمية». وشدد على أن «الحروب التجارية تتسبب في تراجع النمو، ما سينعكس سلباً على أسهم الشركات المدرجة في أسواق المال نتيجة ارتفاع الكلف وانخفاض الصادرات». وأوضح أن «بعض الاتفاقات التجارية التي وقعها الأردن مع عدد من الدول، لم تكن في مصلحته، مثل الاتفاق التجاري مع تركيا الذي أوقف العمل به أخيراً، بعدما أُغرقت السوق الأردنية بالبضائع التركية الرخيصة».
ويخشى المستثمرون أن تتسبب الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة في إلحاق الضرر بالصادرات والاستثمار والنمو العالمي. وحذر صندوق النقد الدولي من تنامي احتمال اندلاع صراعات تجارية متصاعدة، ما يهدد بإخراج التعافي الاقتصادي عن مساره، وكبح فرص النمو في المدى المتوسط والتسبب بأضرار اقتصادية واسعة النطاق.
وحذرت منظمة التجارة العالمية من أن الحرب التجارية التي فجرتها الإدارة الأميركية بدأت تؤثر في الاقتصاد العالمي. وأشارت في بيان إلى أن «نشوب حرب تجارية ليس في مصلحة أحد، والمنظمة ستتابع الوضع في شكل دقيق».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة