عداء بين امرأتين في مخيّم حدودي يعيد طفلة إيزيدية لذويها

صورة أبيها الشهيرة أصبحت من أيقونات الحزن في كارثة سنجار
( 1ـ 2)

نينوى ـ خدر خلات:

(المرفقات: صور لأبي ماجد مع ابنته مارتين بعد تحريرها، صور لأبي ماجد الشهيرة وهو يبكي على خطف عائلته) صورة مركبة للصورتين، وهي تظهر أبا ماجد عقب خطف ابنته وفي أثناء تحريرها
عادت الطفلة الأيزيدية مارتين خديدا مصطو وهي تبلغ من العمر 12 سنة حاليا، الى ذويها والى ما تبقى من عائلتها بعد خطفها لمدة 4 سنوات، علما أنها نسيت لغتها السنجارية الكردية، وتتكلم بالعربية فقط، ولم تتعرّف سوى على أبيها وعلى ابن عم لها من ذوي الاحتياجات الخاصة لأنه يقاربها بالعمر.
وفي أول حديث لها لوسائل الإعلام بعد نجاتها تحدثت مارتين الى مراسل “الصباح الجديد” عبر الهاتف وأفصحت عن ما مرت به طوال 3 سنوات و10 أشهر تقريبا، وبرغم أنها لا تستطيع ترتيب الأحداث والوقائع والتواريخ والأماكن الجغرافية إذ أنها تذكر مدن عراقية وسورية مرت بها أو عاشت فيها لفترات متباعدة لا تتذكرها بدقة، علما أنها تتكلم اللغة العربية بطلاقة.
وقالت مارتين (مواليد 2006) “بعد أن وقعنا بيد عصابات داعش (في 3 آب/ اغسطس 2014) في محيط منطقة سنوني (62 كم شمالي سنجار) وكنت مع والدتي وشقيقتيّ ماجدة (مواليد 1995) و مارسيل (مواليد 2003) و شقيقي مجدي (مواليد 1999)، تم نقلنا الى تلعفر (56 كم غرب الموصل) وتم عزل النساء عن الأطفال والبنات والرجال والكبار بالسن، وكل فئة تم عزلها لوحدها”.
وأضافت “بالنسبة لي بقيت مع شقيقتي (مارسين) لأننا بعمر متقارب وصغار، لكن أتى شخص من الموصل وأخذني لوحدي وقال لي سأربيكِ مع بناتي، وهذا الشخص بقيت مع عائلته وبناته 3 سنوات في أحد الأحياء في الجانب الأيسر من مدينة الموصل، ولم يقع أي اعتداء عليّ طوال وجودي معه وكان يعاملني كبناته”.
وعندما سألتها عن الرجل الذي كان قد اشتراها قالت “هو كان بالدولة (تقصد قيادي في تنظيم داعش الإرهابي) وهو مصلاوي وليس عربي (من الأطراف والضواحي)، ولا أعرف اسم الحي الذي كنت أعيش فيه كما لا أعرف اسم أي جامع قريب، وكان أبو أحمد (لقب القيادي بالتنظيم) لا يذهب ليصلي بالجامع، علما أنهم كانوا يدرسوني القرآن وأمور دينية أخرى عن الدين الإسلامي وأجبروني على الصيام في شهر رمضان، وغيّروا اسمي من مارتين الى مريم”.
وتتابع مارتين بالقول “تنقلت في مناطق عديدة، حيث عرفت ذات مرة بأننا في مدينة تسمى القيّارة (60 كم جنوب الموصل) وذهبنا بعدها للموصل، وذات يوم وقبل سنة وبضعة أشهر انتقلنا الى سوريا (مع بدء عمليات تحرير الموصل) وذهبت وتنقلت بين مدن عديدة.
والمدن والمناطق التي مرت بها مارتين وفق سردها، هي:
ـ الرقة (في سوريا)، ومدينة العشارة (إحدى نواحي سوريا تتبع إدارياً لمحافظة دير الزور السورية)، ومنطقة الميادين (تتبع محافظة ديـر الزور ومركزهـا مدينـة المياديـن)
ـ حصيبة (الغربية تتبع قضاء القائم العراقي في محافظة الأنبار)، وحصيبة (الشرقية ناحية تابعة لقضاء الرمادي تقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات شرق الرمادي)
ـ هجين (ناحية سوريّة تتبع منطقة البوكمال في محافظة دير الزور)
ـ إسعفة (لم نصل لمعلومات عن هذه القرية التي من المرجح أنها تقع على الشريط الحدودي العراقي السوري)
الدشيشة (بلدة في ريف مدينة الحسكة السورية). وتتابع مارتين بالقول “في الدشيشة حصلت غارة جوية على مضافة بجوار البيت الذي كنت أعيش فيه وقتل أبو أحمد، وفي أثناء ذلك أنا كنت حينها ألعب عند الجيران، وبعد الضربة الجوية ظهرت امرأة من أقرباء أولئك الجيران وقالت أنها ستأخذني للعيش معها لأنها كانت وحيدة وليس لها زوج أو أبناء وبنات، وبقيت معها حيث انتقلنا الى مخيّم الهول (الحدودي) وبقيت هناك 7 أشهر الى أن أتى أقرباء لي وأعادوني لعائلتي”.
وتؤكد مارتين أنها “لا تعرف مصير والدتها وشقيقتيها وشقيقها منذ تفريقها عنهم عقب وقوعهم بيد داعش قبل نحو 4 سنوات”..
وكانت صور والد مارتين السيد خديدا مصطو (الشهير بلقب ابو ماجد الطباخ) وهو يستعرض صور افراد عائلته المختطفة ويبكي عليهم قد تحولت الى ايقونة بارزة تختصر جانبا كبيرا من مأساة اهالي سنجار ابان اجتياح مناطقهم من قبل عصابات داعش التكفيرية في مطلع آب/ اغسطس من عام 2014.
يتبع بالقسم الثاني والاخير

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة