وسط اجواء القلق والترقب يقترب موعد الانتخابات العامة في العراق وبين متردد ومقاطع وذاهب اليها من دون عزم وفاقد الامل بالتغيير يبدو المشهد هنا سوداويا ويفتقد الى اجواء الاحتفال مثلما حاصل ويحصل في دول اخرى تمارس التعددية في فترات زمنية متعاقبة يختلف امدها تبعا لنظامها السياسي ولقوانين العملية الانتخابية فيها ..السؤال الاهم هو من اوصل العراقيون الى هذه السوداوية والضبابية والتشويش ؟؟ بالتأكيد هم اولئك الذين سلبوا الديمقراطية من محتوياتها ومضامينها وجوهرها وتركوا للشعب العراقي ثيابها الجرداء وجسدها المريض الذي هو اليوم في نزعاته الاخيرة يشارف على الموت ..بالتأكيد هم أولئك الذين اتخذوا من الاسلاموية شعارا زائفا اطاحوا فيه بالمعاني الانسانية للاسلام وضمنوا خطاباتهم كل مايدعو الى الخوف والكراهية والحقد وتعليم الاجيال الموت باي ثمن من دون هدف .. بالتأكيد هم اولئك الذين تخلوا عن معالم الوطنية واستهزأوا بالسيادة وانكبوا على تأسيس (سيادات ) اخرى تحيط بميليشياتهم وزادوا من ترسانتهم الحربية التي تلقوا فيها الاسلحة الفتاكة والتمويل الجيد والمنظم من دول اخرى ورافقوا عصابات الموت والانتحار لقتل اكبر عدد ممكن من العراقيين ..بالتأكيد هم اولئك الذين سخروا امكانيات وقدرات وثروات الدولة من اجل تعظيم مواردهم الخاصة وتشييد قلاعهم في الخارج والداخل واجتهدوا في سن القوانين وتشريعها والتلاعب في تفسيرها بما يجعل العدالة سطورا مسطرة خالية من روحها وقوتها وحين استقتلوا في الابقاء على هذه الاشكال والنظم التشريعية المهزوزة التي اخرجت لنا مفوضية انتخابات متحاصصة تكرر نفسها في كل موسم انتخابي وقانون انتخابي اعرج ومشبوه يصعب بعده القول ان العراقيين باتوا في مأمن من التزوير وفي مأمن الاصطفافات الدينية والقومية والحزبية والمذهبية ..ويطيل بنا التعداد ووصف الادران التي اصابت التعددية في العراق وسممت اجواء الحرية والديمقراطية وصار من الصعب اقناع الملايين في هذه البلاد انهم محظوظين بالتغيير واستبدال الديكتاتورية والشمولية بالتعددية والتداول السلمي للسلطة ومن دون الخلاص من مسببات هذه الادران ومن دون الشفاء والتعافي منها سيبقى الكثيرون يقارنون ويحنون الى ايام الاستبداد بفضل حفنة من السياسيين الفاشلين سرقوا الثمين من تضحياتنا وتركوا لنا الفتات والخذلان .
د. علي شمخي
ادران التعددية !
التعليقات مغلقة