خيارات سياسية

أمير الحلو

شهد تاريخ البشرية ظهور دول وقادة عقلاء وآخرين مجانين،العقلاء منهم من أقاموا الحضارات،والمجانين هم من أقاموا الامبراطوريات بالغزو والحروب وفرض الهيمنة على الشعوب الاخرى… وفي عصرنا الحديث تكرر (السيناريو) نفسه فقد وجدنا حكاما مجانين وأشرارا أشعلوا حروباً عالمية واقليمية وداخلية راح ضحيتها الملايين من البشر ودمرت دولاً ومدناً بالكامل،لالسبب سوى الهوس في الغزو والسيطرة وحب الذات لا الوطن،لأحياء (الامبراطور)الحديث. وفي العصر الراهن (يعيد التاريخ نفسه) فنجد دولا وشخصيات (مارقة)وأخرى(عاقلة)،الاولى أدخلت العالم في صراعات دامية من جديد واعلان الحرب الباردة اعلامياً و(تحريكاً) للقواعد في اوروبا وغيرها،والثانية تبحث عن المزيد من الاستقرار والتنمية والتقدم،لاتعتدي على أحد،و(مستورة)على نفسها وعلى شعبها .

وقد أظهرت الازمة الاقتصادية العالمية الاخيرة درجة تعقل أو جنون كل دولة من الدول،وذلك من خلال اجراءاتها لتلافي الازمة،فالبعض منهم مثل اميركا ضرب عرض الحائط كل مفاهيم (آدم سميث)ومبادئ الرأسمالية ليجعل الدولة طرفاً رئيساً لحل الازمة وتحدي الكارتلات والترستات الرأسمالية القوية،ومنهم من بقي ينتظر (الفرج) ولم يتخذ أية اجراءات وأتبع بعض ما يكتبه سواق سيارات الاجرة (لاتفكر لها مدبر)ويجد الحل هو في ما يفعله الآخرون فيقلدهم أويترك الامور (على علاتها) وتسير العجلة وهو (اسمه في الحصاد ومنجله مكسور.

إن (عصبيتي) وأنا اكتب حول هذا الموضوع نابعة من قراءاتي لعدة أخبار صباح اليوم،الاولى تقول ان العراق اعاد كميات كبيرة من الحنطة (العفنة) المستوردة من الخارج،ولاأدري لماذا يرسلونها لنا بالذات،وأن مدير عام في وزارة التجارة قد (لحق) بمن سبقه من(الحريصين) على الشعب وغذائه وبطاقته التموينية … وخبر من احدى المحافظات يقول ان رمضان اتى ومخازن المحافظة خالية من أية مواد توزع ضمن البطاقة التموينية مع اننا قرأنا(بشرى) توزيع سبعة مواد من القائمة الخالدة في رمضان. وقرأت خبراً(مفرحاً) يقول ان 23% من العراقيين تحت خط الفقر!

من جانب آخر قرأت خبراً يقول ان دولة اسمها (اليابان)قد أعلنت أنها تجاوزت حالة الركود الاقتصادي الذي سببته الازمة العالمية الاخيرة،وأنها استعادت مسيرة الانتاج والتنمية و(حسن العلاقات)مع الاخرين..بلا صواريخ ولا قنابل ذرية ولا(سوء جوار).

هنا يبرز العقل الذي وهبه الله للانسان ليستعمله في حياته تاركاً له (حرية) التصرف وفقه(بجزاء) وخلافا له(بعقوبة).

أحياناً أتساءل مع نفسي وأنا أقرأ اخبار حروب ارتيريا مع اثيوبيا،والاوضاع القتالية في الصومال،وما يحصل في دارفور في السودان،والمعارك في نيجيريا و(غيرها)….!!، ألا يوجد (عقلاء) من الحكام يدركون أن هذا الاسلوب الدموي لن يؤدي الى نتيجة وان مصيرهم أما الطرد أو القتل بانقلاب عسكري (ثوري) أو مثولهم امام محكمة (لاهاي) الدولية أو لعنة التاريخ…وبعد(تفكير طويل) ومن خلال معايشتي للكثير من (المجانين) أعتقد انهم يفضلون لعنة التاريخ بشرط بقائهم على كراسي الحكم !

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة