في ظل صراع وتنافس عسكري وثقافي واقتصادي
ترجمة ـ سناء علي:
في عدة تقارير تم نشرها على التايمز الاميركية اشار فيها عدد من المراقبين الى ان « حالة الصراع والتنافس بين أكبر قوتين في العالم (الولايات المتحدة وروسيا)، ما تزال مستمرة فمنذ مائة عام كما تنقل بعض المصادر، والعلاقة بينهما في تقلب مستمر، وكل دولة تحاول دائماً أن تسيطر على العالم. فمن صراع وتنافس عسكري وثقافي واقتصادي وعلمي وفضائي، إلى وفاق وتعاون أحياناً ضد أي دولة تفكر في أن تدخل في المنافسة، وأحياناً أخرى إلى حرب باردة، حيث حاولت كل دولة أن تثبت قوتها وسيطرتها المطلقة، وقد استطاعت أميركا في وقت سابق أن تخرج من هذه الحرب منتصرة لتسقط الاتحاد السوفيتي .»
واضافوا « في السنوات الأخيرة عادت روسيا لتتصدر المشهد من جديد ولتنافس القوة الأولى والوحيدة في العالم أميركا، وهو ما اثار القلق والمخاوف خصوصاً بعد اتساع رقعة الخلافات والازمات الدولية المبنية على تقديم المصالح، حيث أخذ الصراع بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية اتجاهًا جديدًا، وخصوصاً فيما يتعلق بمناطق النفوذ والسيطرة على مصادر الطاقة في العالم، وايجاد تحالفات عسكرية واقتصادية جديدة بقصد اضعاف الطرف الاخر.»
واشار المراقبون الى ان « الغرب أتهم روسيا بمساعدة متمردين في شرق أوكرانيا. وتنفي روسيا ذلك. ومنذ ذلك الوقت أيضا فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات واسعة على أفراد ومؤسسات روسية وردت موسكو بفرض قيود على واردات من الاتحاد الأوروبي. ووصفت الوثيقة توسع حلف شمال الأطلسي بأنه تهديد لروسيا. وأضافت أن الولايات المتحدة وسعت شبكتها من المعامل العسكرية البيولوجية في دول مجاورة لروسيا. ولم تشر الوثيقة إلى سوريا التي بدأت روسيا حملة جوية فيها في 30 أيلول ضد المعارضة التي تستهدف الرئيس بشار الأسد حليف موسكو.»
كما بين المراقبون ان البنتاغون الاميركي لا يجد أي سبب لموسكو كي تعد واشنطن تشكل تهديداً على امنها القومي وذلك بعد اطلاعه على تقرير رسمي من موسكو يصف للمرة الاولى الولايات المتحدة والحلف الاطلسي بأنهما خطران عليها. وحسب محطة التلفزيون الرسمية للبنتاغون، فان التقرير الجديد للامن القومي الموقع من الرئيس فلاديمير بوتين بمناسبة انتهاء العام، يركز بالاسم على الولايات المتحدة والحلف الاطلسي بانهما خطران على روسيا.»
في السياق ذاته ينوه المراقبون الى ان « الجيش الروسي اتهم الولايات المتحدة بـ»التغطية» على تهريب النفط الى تركيا من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في سوريا، بعدما عدت واشنطن ان الكميات المهربة «ضئيلة». وجاء في بيان على موقع وزارة الدفاع الروسية على فيسبوك «حين يعلن مسؤولون اميركيون انهم لا يعرفون كيف ينقل نفط الارهابيين الى تركيا عبر التهريب، فهذا ليس فقط تملصاً وانما ينطوي على رغبة بالتغطية على هذه الاعمال».
من جانب آخر اشار المراقبون الى ان « مسؤولين أميركيين بينوا إن تردد تقارير عن وقوع خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين من جراء حملة القصف الروسي في سوريا من الأسباب الرئيسة التي تجعل من المستبعد أن تنسق واشنطن مع موسكو غاراتها على أهداف تنظيم داعش وذلك برغم أن الرئيس باراك أوباما ترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية التعاون العسكري مع الكرملين. وأكد أوباما في وقت سابق في البيت الابيض مع نظيره الفرنسي فرانسوا أولوند أن «مشاركة روسيا في التحالف عريض القاعدة الذي أقمناه موضع ترحيب.» لكنه أضاف أن عليها أولا أن تتحول من التركيز على دعم الرئيس بشار الأسد لإعادة توجيه ضرباتها الجوية بعيدا عن المعارضة المعتدلة والتركيز على تنظيم داعش.»
الى جانب ذلك اشاروا الى ان « وزير الدفاع الأميركي أعلن أن الولايات المتحدة تعمل على الاستعداد «عمليا» للتصدي لأي «عدوان» روسي، من خلال تحديث ترسانتها النووية، واستثمار في وسائل فائقة التطور في المجال العسكري. وقال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر خلال منتدى حول قضايا الدفاع في كاليفورنيا إن واشنطن تلائم «تموقعها العملاني» للتصدي لأي «عدوان» قد تقوم به روسيا بالنظر «إلى تغير سلوكها». وأشار كارتر «نحن نلائم تموقعنا العملاني وخططنا للطوارئ في العمل الذي نقوم به بأنفسنا ومع حلفائنا، لردع روسيا من «ارتكاب» عدوان وللمساهمة في تقليص هشاشة حلفائنا وشركائنا». وتابع الوزير أن واشنطن تحدث ترسانتها النووية وتستثمر في وسائل فائقة التطور مثل الطائرات من دون طيار والقاذفات البعيدة المدى والليزر والحرب الالكترونية والمدافع الكهرو-مغناطيسية.»
من جانب آخر اشار المراقبون الى ان «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن روسيا ستواصل التعاون مع الولايات المتحدة وشركائها لقتال تنظيم داعش في سوريا لكن ذلك التعاون سيتعرض للخطر في حالة تكرار ما قامت به تركيا من إسقاط طائرة روسية. وعبر بوتين في تصريحات أدلى بها في الكرملين بعد محادثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند عن غضبه من التصرفات التركية قائلا إنه يعد إسقاط الطائرة عملا من أعمال الخيانة من بلد عدته روسيا صديقاً. لكنه قال إنه سيأمر الجيش الروسي بتكثيف التعاون مع القوات المسلحة الفرنسية -بما في ذلك تبادل المعلومات بشأن الأهداف- مشيراً إلى أنه يعد هذا الإجراء جزءاً من إنشاء تحالف دولي أشمل يجمع روسيا والدول الغربية. وقال بوتين «نحن مستعدون للتعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. لكن بالطبع مثل هذه الأحداث كتدمير طائرتنا وموت رجالنا.. غير مقبولة على الإطلاق.» وأضاف «نحن ننطلق من وضع لن يتكرر فيه ذلك.. وإلا فلن نكون في حاجة للتعاون مع أحد.. مع أي تحالف.. ولا مع أي بلد.»
كما اختتم المراقبون تقاريرهم بالقول أن « بوتين أيضا والرئيس الفرنسي «اتفقا على كيفية التعاون في المستقبل القريب سواء على أساس ثنائي أو مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بنحو عام.» وقال بوتين «نحن نتحدث عن تحديد الأراضي التي يمكننا استهدافها وعن أماكن يفضل فيها تجنب الغارات وعن تبادل المعلومات في قضايا متعددة وعن تنسيق أعمالنا.. في ميدان المعركة.»