تضارب الأنباء بشأن عمليات تكريت.. وضباط عراقيون: بشرى التحرير قريبة

شيوخ ينفون مشاركة الجيش القتال.. ومصادر تتحدث عن “مناطق عصية” بيد داعش

بغداد ـ وعد الشمري:

استولت الاحداث المتسارعة في صلاح الدين على المشهد العراقي خلال الـ 24 ساعة الماضية، لا سيما بعد انطلاق حملة تحريرها من تنظيم (داعش) في معركة يراها مراقبون بداية لاستعادة المحافظات التي الخارج السيطرة، لكن المواجهة المحتدمة هناك لم تمنع طيران الجيش بقصف مواقع المسلحين في الموصل.

وردت بغداد على ادعاءات تحليق مقاتلات الولايات المتحدة فوق سمائها بالتأكيد ان طيران الجيش الاميركي لم يدخل مرحلة العمل في البلاد، لكن مستشاريه بدأوا بلقاء القيادات العسكرية العراقية.

وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب المنتهية ولايته عباس البياتي إن “الطيران الجوي الاميركي لم يدخل مرحلة العمل لغاية الان”.

وأكد البياتي القيادي في ائتلاف دولة القانون “وصول 90 مستشاراً عسكرياً اميركياً الى بغداد فيما تصل الوجبات الاخرى خلال الايام المقبلة”.

وأستطرد أن “المستشارين الاميركان دخلوا مرحلة العمل منذ الخميس الماضي وهناك لقاءات مستمرة بالقيادات العسكرية الميدانية”.

وأكمل البياتي قائلاً انه “تم وضع خطط وتبادل اراء بما يتعلق بالعمليات العسكرية الجارية في الموصل وبعض المحافظات”.

هذه التصريحات يبدو انها جاءت رداً على ما كشفه المتحدث باسم البنتاغون الأميرال جون كيربي للصحفيين بالقول “أن طائراتنا سواء بطيار أو بدون طيار مستمرة في التحليق فوق العراق… بناء على طلب الحكومة العراقية ومعظمها لأغراض الاستطلاع لكنها مسلحة”.

ولا تزال نتائج المعارك في صلاح الدين غير معروفة بعد، وفي وقت تتحدث الجهات الرسمية عن “انتصارات كبيرة” و”قرب تحريرها بشكل كامل”، اكدت مصادر ميدانية ان تنظيم داعش تمكن من استعادة مواقع خسرها نهاية الاسبوع الماضي ليحكم السيطرة على 75% من المحافظة، فيما عدت الحكومة المحلية تكريت وبيجي المحطة الاصعب في حرب تحرير المدينة باعتبارهما نقطة انطلاق الى المناطق الاخرى.

وقال ضابط في وزارة الدفاع برتبه عقيد الى “الصباح الجديد” إن “القطعات العسكرية التي زحفت الى صلاح الدين خلال الايام الماضية حققت انتصارات في معارك خاضتها مع المجاميع المسلحة”.

وتابع العقيد الذي فضل عدم ذكر أسمه أن “الساعات الماضية شهدت تطهير مركز المحافظة واستعادته بشكل كامل وطرد مقاتلي داعش وبعد معارك شرسة “.

وأردف انه “لا تزال بعض القرى والارياف المحيطة بيد الارهابيين وان القوات الامنية تتحرك لتطهيرها بصورة نهائية في وقت قريب”.

هذا الموقف ايده اعلان قائد الفرقة الذهبية اللواء الركن فاضل برواري، عن دخول القوات الامنية الى مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين، مؤكداً أن القوات الامنية تواصل عملياتها لتحرير جميع المناطق من سيطرة “داعش”.

وقال برواري إن “القوات الامنية تمكنت، مساء امس السبت، من دخول مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين”، مشيراً الى أن “القطعات العسكرية تواصل عملياتها من اجل تحرير جميع اقضية ونواحي البلاد من فلول عصابات داعش الارهابية”.

قبل ذلك، اكدت مصادر عسكرية رفيعة المستوى بأن عملية كبيرة انطلقت لتحرير مدينة تكريت، من سيطرة تنظيم (داعش)، وفيما لفتت إلى أن القوات الأمنية معززة بدبابات ومدرعات انطلقت من سامراء إلى تكريت، اشارت إلى وصول تعزيزات عسكرية إلى المحافظة.

وفي تطور لافت، شددّ قائد عمليات سامراء الفريق الركن صباح الفتلاوي، على أنه سيتم تحرير كامل صلاح الدين من عناصر تنظيم “داعش”، فيما اشار الى تدهور في معنويات التنظيم.

وقال الفتلاوي، إن “معلومات استخبارية كثيرة وردتنا وقد تم جمعها وتحليلها للخروج بمحصلة حقيقية”، لافتاً الى انه “تلك المعلومات ساهمت بتدهور سريع في معنويات تنظيم داعش الارهابي”.

وأضاف الفتلاوي أنه “قريباً جداً سنزف بشرى تحرير كامل محافظة صلاح الدين من عناصر داعش”، مشدداً بالقول “وجهنا القطعات العسكرية بضرورة توفير طريق آمن لسلامة مواطنينا النازحين”.

من جانبه، ذكر خزعل حماد عضو مجلس محافظة صلاح الدين الى “الصباح الجديد” أن “تكريت وبيجي تعدان التحدي الاكبر امام القوات الامنية في استعادة المحافظة”.

واضاف حماد أن “المسلحين لا يزالوا أقوياء ولديهم المبادرة، لكن القطعات العسكرية تستطيع استعادة المحافظة اذا ما وضعت خطة محكمة”.

كما ذكر عضو اللجنة الامنية في صلاح الدين خالد الجسام أن “إجزاءً من مدينة تكريت باتت تحت سيطرة عناصر القوات الامنية، وماتبقى سيتم تحريره خلال الساعات الـ24 القادمة”.

واوضح الجسام أن “غالبية مناطق صلاح الدين باتت تحت سيطرة القوات الامنية بما في ذلك ناحية يثرب التي لم يتبق فيها سوى جيوب بسيطة تجري قوات امنية عملية معالجتها”، 

وبين ان “مصفى بيجي وقاعدة سبايكر ومحيط سامراء جميعها تحت سيطرة القوات الامنية”.

معركة حاسمة

لكن مصادر ميدانية افادت الى “الصباح الجديد” بان “القوات الامنية بدأت بمعركة كان من المفترض ان تكون حاسمة لاستعادة صلاح الدين”.

وتابعت المصادر أن “القطعات العسكرية بدأت فجر امس السبت بقصف مناطق القادسية والزهور بواسطة المدافع والمروحيات”.

واردفت أن “الخطة التي كانت موضوعة لهذه المعركة لم تكن ناجحة وعلى العكس تمكن الارهابيين من السيطرة مرة اخرى على جامعة تكريت واجزاء المدينة الاخرى”.

واشارت المصادر إلى أن “تنظيمات (داعش) وباقي الفصائل المسلحة تسيطر الان على 75% من صلاح الدين بضمنها مناطق؛ تكريت، العلم، الدور، الحجاج، الضلوعية، الاسحاقي، وباقي الاحياء التي تقع جنوب الموصل”.

وقالت إن “هذه المجاميع تحت امرة نعمة نايف عبد الجبوري، وهو والي الشمال لما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام الذي يمتد نفوذه على صلاح الدين وكركوك”.

وأكدت المصادر “أما القوات الامنية فأنها متمركزة في جنوب صلاح الدين لاسيما في سامراء والدجيل، وقاعدة سبايكر بقيادة الفريق حاتم المكصوصي قائد العمليات المشتركة”. 

وعلى الجبهة ذاتها، أفاد ضابط كبير في قيادة عمليات سامراء، امس السبت، بأن القوات الأمنية تحاصر مدينة تكريت، من محورين استعداداً لاقتحامها وتحريرها من تنظيم (داعش)، فيما أكد أن قضاء سامراء وقاعدة (سبايكر) كانا مقري انطلاق القوات الامنية. 

وقال ان “القوات الأمنية حاصرت، امس السبت، مدينة تكريت (170 كم شمال بغداد)، من محورين استعداداً لاقتحامها”.

واضاف أن “المحور كان من قضاء سامراء، باتجاه جنوب تكريت، والمحور الثاني من قاعدة (سبايكر) شمالي تكريت، باتجاه مطعم نينوى غربي المدينة”.

وزا ان “القوات الأمنية تمكنت من تفجير 20 عبوة ناسفة تحت السيطرة كانت موضوعة على جانب الطريق وتدمير أربع سيارات تابعة لتنظيم (داعش) وهي في طريقها الى تكريت”.

اتهامات سياسية

سياسياَ، كشفت النائبة عن ائتلاف متحدون للإصلاح سهاد العبيدي، ان الكرد استولوا على مناطق في محافظة صلاح الدين اضافة الى محافظة كركوك، فيما انتقدت قيام قوات البيشمركة بطرد نازحي صلاح الدين من على حدود كركوك.

وقالت العبيدي إن “الكرد استولوا ليس على كركوك فقط وإنما هناك مناطق في صلاح الدين، والتي تبعد نحو 5 كم عن حدود كركوك”،

وتابعت ان “نازحي بعض مناطق صلاح الدين هربوا من القصف والتنظيمات الإرهابية الى كركوك لحماية أنفسهم، إلا أن الكرد طردوهم ومنعوهم من الدخول”.

وأضافت العبيدي أن “قيام الكُرد بطرد النازحين ليس غريبا بعد تطبيقهم المادة 140 بالقوة”، مشيرة الى ان “الإقليم جزء من العراق وما يزال تابعا للحكومة الاتحادية ومن حق كل مواطن عربي أو تركماني الدخول الى كركوك ومحافظات الإقليم وليس من حق الكرد منعهم”.

طلعات جوية في الموصل

وفي الموصل، فقد شنت المقاتلات الحربية جوية العراقية، امس، غارات مكثفة استهدفت تجمعات تنظيم “داعش” في مدينة الموصل

وذكرت مصادر عراقية مطلعة إن القصف الجوي طال أربعة مواقع مختلفة لـ”داعش” من بينها مقر الحركة المتشدد داخل المدينة.

وقال صلاح الدين النعيمي، مدير دائرة الصحة بالمدينة، إن الغارات التي استهدفت أيضا مقر الدائرة، أوقعت سبعة مدنيين قتلى وإصابة اثنين آخرين بجراح.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة